الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جو قديح في "غرام أو انتقام": علاقات خطرة بين الرجل والمرأة

يوليوس هاشم
جو قديح في "غرام أو انتقام": علاقات خطرة بين الرجل والمرأة
جو قديح في "غرام أو انتقام": علاقات خطرة بين الرجل والمرأة
A+ A-

لا يسير جو قديح على خطٍّ واحد رغم انطباع صورة الـ"one man show" في أذهان الناس. قدّم مسرحيات من كتابته وإخراجه، أو من إخراجه فقط، من بطولته، أو من بطولة آخرين. ينوّع في أعماله، ومسرحيته الجديدة "غرام أو انتقام" ستكون الأولى من نوعها بين ما قدّمه، وستُعرض في مسرح الجميزة من الخميس إلى الأحد، ابتداء من 25 شباط.


نصّ Les Liaisons Dangereuses عمره 234 عاماً، وتمّ تحويله أكثر من مرّة إلى فيلمٍ أو مسرحية أو أوبرا أو حلقات إذاعية أو تلفزيونية. تناوله جو قديح، حافظ على أصالته ووضع لمساته الخاصّة في الإخراج.
القصّة باختصار تتحدّث عن La Marquise de Merteuil التي تطلب من le Vicomte de Valmont أن يوقع بغرامه إبنة الأعوام الستة عشر Cécile de Volanges كي تنتقم من الرجل الذي تركها. انطلاقاً من هذه الحبكة تنشأ حوادث كثيرة تكشف الطبيعة البشرية وطبيعة العلاقات بين الرجال والنساء التي يمكن وصفها بكل سهولة بأنّها فعلاً خطيرة!
لم يبدّل قديح الأسماء ولم يغيّر في النص، "هذه المسرحية تنطبق كثيراً على مجتمعنا مع أنّها كُتبت عام 1782". هذه المرّة لم يبتكر النصّ بنفسه كما فعل في معظم أعماله السابقة لأنّه يعتبر أنّ هذه القصّة تقول الكثير ممّا يريد قوله. "على كلّ حال هذه المسرحية عالقة في ذهني منذ عام 1993، أي منذ لعبت دورle vicomte de Valmont في ديبلوم الممثلة ميرنا مكرزل".
يشارك في بطولة المسرحية برناديت حديب، برونو طبّال، باتريسيا سميرة، سولانج تراك، بالإضافة إلى ماري كريستين صيّاح التي ساعدته في ترجمة النص وفي الإنتاج. "أنا أيضاً أشارك في التمثيل، مع أنّي لم أكن أريد ذلك، وكنت أفضّل أن أركّز كلّياً على الإخراج، لكنّ الظروف شاءت أن ألعب الدور بنفسي لأني لم أجد الشخص المناسب". أمّا المفاجأة التي يكشفها للمرّة الأولى فهي إشراك الممثلة القديرة رينيه ديك في التمثيل.
ويفصح بأنّه تعامل مع أكثر من ممثل وممثلة أثناء الكاستينغ، لكنّ البعض لم يكن ملائماً للدور، والبعض الآخر كان مرتبطاً بأكثر من عملٍ. هذه المسرحية تحتاج إلى الكثير من الطاقة وإلى الكثير من تكسير الحواجز والتابو، وبعض الممثلين لم يستطيعوا بلوغ هذه المرحلة. "أنا أعتبر أنّ أكبر عدّو للممثل، وأكبر صديق له، هو نفسه".
بحث قديح بجهد وباحتراف إلى أن وجد الأشخاص المناسبين للشخصيات. "برناديت حديب غنية عن التعريف، لم أبحث طويلاً عنها، اتصلت بها فوافقت، وعندها بدأنا العمل اليومي. برونو طبّال متعدّد الموهبة، فهو يغنّي ويرقص ويتمتّع على خشبة المسرح بحضور جميل، يشبه شكله الخارجي. باتريسيا سميرة هي فراشة العمل وستفاجئ الكثيرين بأدائها، بحضورها وبرقصها. سولانج تراك ستجذب المشاهدين أيضاً وستلفت النظر بأدائها".
هذه المسرحية كانت متعبة جداً لجو قديح وأخذت الكثير من الوقت. "هيدي المسرحية هيي اقتباس، والإقتباس صار من أكتر من مرجع، يعني قريت النص الأصلي وحضرت أكتر من عمل قدّم خلال السنوات، وبالآخر قررت أعمل رؤيتي الخاصّة".
ويوضح قديح أنّه ركّز على أكثر من ناحية في هذه المسرحية: الإضاءة، الصوت، السينوغرافيا، والكوريغرافيا.
"من خلال الكوريغرافيا التي صمّمها مازن كيوان سيتمكّن الجمهور من التقاط أنفاسه. الإضاءة التي عمل عليها هاغوب ديرغاغوسيان وجاد شهاب ستكون مبهرة. هذه المرّة الأولى التي أعمل فيها على ديكور كبير نفّذه نويل أبي نادر. أمّا الصوت، من موسيقى وvoice over، فقد عمل عليه إميل عوّاد بطريقة بارعة". ورغم الإستعانة بالثياب والأكسسوار والتفاصيل الأخرى، يؤكّد قديح أنّه ظلّ مخلصاً لنوعية الإخراج التي يحب تقديمها، أي أن يكون الممثل هو نقطة الإرتكاز ومحور الإهتمام".
نسأله عن الجرأة في هذه المسرحية فيشرح أنّ مجرّد الدخول في عمق العلاقات بين الرجل والمرأة يحتاج إلى التعامل مع الموضوع بجرأة. "المسرحية فيها مشاهد سوبر جريئة، بس أنا ما بدّي سوّق للعمل على هيدا الأساس. أنا جايي إشتغل مسرح مش هدفي الأساسي حرّك غريزة المشاهدين وإجذبُن بواسطة الجنس".
قديح الذي تبدو عليه علامات التعب، وخصوصاً بعد الجهد الذي بذله في الكتابة، ثمّ الإخراج والتمثيل ثمّ الإنتاج، لا يشعر بالملل من عمله. المسرح بالنسبة إليه هو أوقات مركَّزة من الحياة اليومية، لذلك يجد لذّة كبيرة في العمل في المسرح. "الكتابة والإخراج صعبين كتير، لهالسبب باخد إستراحة من وقت للتاني، مثلاً أنا بين سنة 2003 و2007 ما قدّمت شي". نلاحظ قائلين: "لكنّك منذ عام 2007 إلى اليوم أنت تقدّم أعمالاً مسرحية من دون توقّف!"، فيقول: "لأنّو بعدني قادر أوقف على إجريي، وطالما عندي القوّة رح ضل عم بشتغل بالمسرح".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم