الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ديتر كوسليك لـ"النهار": نعم، نحن أكثر تسييساً من المهرجانات الأخرى!

المصدر: "النهار"
ديتر كوسليك لـ"النهار": نعم، نحن أكثر تسييساً من المهرجانات الأخرى!
ديتر كوسليك لـ"النهار": نعم، نحن أكثر تسييساً من المهرجانات الأخرى!
A+ A-

لا وقت لدى ديتر كوسليك خلال مهرجان برلين السينمائي للتكلّم عن حدث يعمل من أجله ١٢ شهراً في السنة. فالسينيفيلي ذو القبعة السوداء والشال الأحمر الذي يدير واحدة من أهم التظاهرات السينمائية في العالم منذ ١٥ سنة، يقفز من مكان الى آخر من الصباح إلى المساء، ولا يزال يهتمّ بكل التفاصيل، من استقبال كبار النجوم على السجادة الحمراء، إلى متابعة أصداء الأفلام المختارة في الصحافة. بابتسامة فطرية تتولد على وجه تلقائياً، يردّ الستيني صاحب الروح المرحة على أسئلة "النهار" التي تتعلق بقضية الهجرة والسياسة و... لاف دياز!


كيف يتشكّل برنامج الـ"برليناله" في أقسامه المختلفة؟


نعمل دائماً بالطريقة عينها. تلقينا لهذه الدورة أكثر من ستة آلاف فيلم. ثمة أناس متفرغون لمشاهدة هذه الأفلام التي تكون في مراحل اكتمال عدة. أنا، شخصياً، شاهدتُ قرابة ٢٥٠ فيلماً. المرحلة التالية تتجسّد في مشاهدتها مع لجنة متخصّصة، بغية اختصارها إلى عشرة في المئة من العدد الذي تم اختياره في البداية.


هل التركيز على قضية اللاجئين فكرة المهرجان، أم أنّه جزء من السياسة العامة للدولة الألمانية؟


حسناً، منذ بضع سنوات ونحن نعيش في أزمة لا يمكن تجاهلها. ولكن، في الأشهر القليلة الماضية، تفاقمت الأزمة على نحو كان تأثيرها كبيراً علينا. فقط في برلين، لدينا ٨٠ ألف لاجئ. كان لا بدّ من أن نتفاعل مع هذا. ولكن، في المقابل، نحن مهرجان سينما، فكان علينا على الأقل أن نجد الأفلام المناسبة التي تُظهر مآسي المهاجرين. أردنا أن نقول: "أهلاً بكم" في بلادنا، ففكّرنا في تخصيص ٢٠٠٠ بطاقة مجانية لهم.


هل جاؤوا؟


نعم، ولكن لم يأتوا لوحدهم، بل وضعنا في تصرّفهم أشخاصاً يهتمون بهم، ولولا هذا، لا أعرف ماذا نفعل هنا. الأرجح أنّه في المرة المقبلة سيشاركون في المهرجان بمفردهم. إذاً، هذا كله يدخل في خطة مساندتنا اللاجئين والقول إنّنا نرحّب بهم في ألمانيا، فنحن نفهم جيداً الظروف المرعبة التي مرّوا فيها، ونمدّ إليهم يد العون.



 


يتم وصف المهرجان دائماً في اعتباره مهرجاناً مسيّساً. إلى أيّ مدى هذا التوصيف دقيق؟


هذا التوصيف دقيق وليس دقيقاً. تأسّس المهرجان خلال الحرب الباردة العام ١٩٥١، وهذا الادعاء بأنه مهرجان سياسي يتأتى من كون برلين كانت دائماً عاصمة للسياسة، خصوصاً في كلّ ما يختصّ بالعلاقات بين الغرب والشرق. أحد المبادئ التأسيسية لهذا المهرجان هو خلق تفاهم بين البشر. قبول الآخر والتسامح ركيزتان هنا. يا للأسف، هذا الكلام اليوم يُصنَّف في إطار السياسة. ما إن تنطق بإحدى تلك المفردات، تُتهَّم بالتدليس السياسي. هذه أمور يجب أن تكون طبيعية في عالمنا، ولكن عالمنا ليس في وضع جيد. بهذا المعنى، نعم، نحن مهرجان أكثر ميلاً للسياسة مما هي حال المهرجانات الأخرى.


لفتني ما قلته عن ضرورة أن نكون سعداء...


لم أرد مهرجاناً تطغى عليه تيمات اللجوء وكلّ ما شابه. تحدثتُ عن السعادة من منطلق أنّ هؤلاء الناس جميعهم الذين يأتون إلينا يبحثون عن حظّ سعيد وفرص جيدة. إنّهم توّاقون إلى بيت يؤويهم وسعادة ترسم بسمة على وجوههم ومدرسة يستطيعون إرسال أولادهم إليها. يريدون ما يريده سائر البشر. لذلك، شعارنا كان "الحقّ في أن نكون سعداء"، وهذا يعكس البُعد الحميمي لمسألة اللجوء، خصوصاً أننا كمهرجان لدينا الكثير من الأفلام عن شخصيات تبحث عن السعادة. إنّها تيمتنا هذه السنة.


أريد أن أسألكَ عن فيلم المخرج الفيليبيني لاف دياز الذي خرجتُ من فصله الأول للتو. خطوة جريئة من جانب المهرجان إدراج فيلم من ثماني ساعات داخل المسابقة الرسمية...


سنرى هذا المساء مدى الجرأة التي تحلينا بها. أحببنا هذا الفيلم ونعتبره تحفة سينمائية. طبعاً، الخطوة جريئة ولها دلالات، لأنه ليس من السهل مشاهدة فيلم من ثماني ساعات في صالة سينما. ولكن دياز سينمائي كبير، ونحن فعلنا ما علينا فعله، ولنكتشف معاً النتيجة! إذا غادر الجميع الصالة في نهاية العرض، فهذا يعني أننا كنّا على خطأ. في المقابل، أرى أنّ الناس يمضون ساعات أمام المسلسلات التلفزيونية، فلمَ لا يحصل هذا داخل السينما؟



 


هل هذه المرة الأولى يعرض المهرجان فيلماً من ٨ ساعات في المسابقة الرسمية؟


نعم. سبق أن عرضنا فيلماً من ١٤ ساعة لبيتر واتكينز، خارج المسابقة. هذه المرة الأولى أيضاً نفرش فيها سجادة حمراء للضيوف في الساعة التاسعة والنصف صباحاً.


ماذا عن السينما الناطقة باللغات العربية المختلفة؟ لِمَ ازداد اهتمامكم بها فجأة بعد الثورة؟


في الحقيقة، اهتممنا دائماً بهذه الأفلام، ولكن عددها زاد بعد الثورة، لأنّ الاهتمام الدولي بها ازداد. عاماً بعد عام، باتت الأنظار تتوجه الى البلدان العربية وما يحصل داخلها. هذا جعلنا نهتمّ بها أيضاً. فلدينا هذه السنة أفلامٌ من السعودية وتونس وقطر وسوريا والمغرب. نحن لسنا على منأى مما يحصل في العالم.



 


هل هذا يعني أنّ المهرجان يجاري التوجه العام؟


إنّه أكثر من توجه، إنه الواقع. ولكن، يا للأسف، واقعٌ كهذا أصبح توجهاً!


الطقس جيد هذه السنة عموماً. البرد إحدى مشكلات برلين...


انظر خلفك، الشمس مشرقة ودرجة الحرارة ما دون الصفر. ربما الذين يأتون من دول "حارة"، يشعرون بالبرد، ولكن، بالنسبة إلينا، هذا طقس جيد. في السابق، عُقد المهرجان في الصيف، ولكن ليس لدينا أي خطة لتغيير موعده بسبب كانّ والبندقية.


أي لحظة هي المفضّلة لديك خلال المهرجان؟


عندما تذهب جائزة "الدبّ الذهب" إلى فيلم على الناس مشاهدته.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم