الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في الكويت... البداوة تقليد يحب البعض المحافظة عليه

المصدر: "أ ف ب"
في الكويت... البداوة تقليد يحب البعض المحافظة عليه
في الكويت... البداوة تقليد يحب البعض المحافظة عليه
A+ A-

في صحراء جنوب #الكويت، ينصب احمد الشمري و15 من اقاربه واصدقائه مخيما يستمر خمسة اشهر، مواصلين تقليدا قديما للبدو في منطقة الخليج، ومستفيدين من الطقس المعتدل في الشتاء للخروج من المدينة وتنشق هواء منعش.
في ظل خيمة كبيرة ملونة، يجتمع احمد وصحبه، منهم من يلعبون العابا تقليدية، وبعضهم يتابعون مباراة كرة قدم عبر تلفزيون موصول الى صحنين لاقطين.
وحتى اكتشاف النفط في الستينات من القرن العشرين، كان كثير من الكويتيين يعيشون حياة البداوة، قبل ان تجعل الثروة النفطية من مواطني هذا البلد اصحاب واحد من اعلى المداخيل في العالم.
لكن البداوة ظلت تقليدا يحب البعض ان يحافظوا عليه.
ويقول احمد الانصاري وهو فلسطيني مقيم في الكويت "الشتاء والربيع احلى الفصول، التخييم هنا يشكل وسيلة للتنفس" والابتعاد عن ضجيج المدينة. في الصيف، ترتفع الحرارة الى اكثر من خمسين درجة في الصحراء، لكن خلال موسم التخييم الذي يمتد بين شهري تشرين الثاني واذار، تكون الحرارة نهارا في حدود العشرين درجة، وتنخفض ليلا الى ما دون الصفر.


يضم مخيم عائلة الشمري ستة اقسام، "اربعة للنوم، واثنان للجلوس، احدهما للنساء والاخر للرجال"، بحسب ما يشرح احمد البالغ من العمر 49 عاما، والذي يعمل في مجال النفط.
وتضم الخيمة كل وسائل الراحة الممكنة، في مساحة تمتد بطول خمسة امتار وعرض عشرة، تصطف خارجها سيارات من طرازات حديثة.
ويقول محمد الشمري، وهو شقيق احمد "هنا، لدينا اجهزة تلفزيون والعاب وموقدة، وشاي وقهوة وكهرباء..انه بيت عادي، لكنه من دون اسمنت".
وتحظى هذه المخيمات ايضا بالمياه الجارية، تضخ من خزانات كبيرة، وحمامات مع دش، ومطابخ ببرادات وافران تعمل بالغاز، واسرة حديثة.
ويقول احمد "نحن متعلقون كثيرا بالصحراء، معظم الكويتيين من البدو، وهم بهذا يستذكرون الماضي".


تقام في منطقة الجليعة هذه، البعيدة عن مدينة الكويت سبعين كليومترا الى الجنوب، مخيمات اخرى، على مقربة من الحدود مع السعودية.
وتنتشر على جانبي الطريق الصغير الموصل الى هذه المنطقة، مئات الخيام يمينا وشمالا، وبينها مركز للشرطة وعيادة صغيرة وفرقة انقاذ.
في آخر الاسبوع وفي ايام العطل المدرسية، تمتلىء هذه المخيمات بالوافدين اليها، وتصبح اشبه بأحياء سكنية.
وتنتشر في المكان ايضا متاجر لبيع الفحم والغذاء وتأجير الدراجات النارية، التي يتسابق عليها الفتيان والشباب مثيرين غبار الصحراء حولهم، ان لم يكونوا في مباريات الكرة الطائرة.
في موسم التخييم، يقصد الجليعة والمخيمات المماثلة التي تقارب العشرين، عشرات الالاف من الكويتيين، وايضا من الاجانب المقيمين في هذا البلد.
ولكل مخيم وتيرة خاصة للحياة فيه، ففي مخيم احمد الشمري، يذهب الرجال صباحا الى العمل في المدينة، ويعودون في المساء، وتلتحق بهم عائلاتهم الى الصحراء في عطلة نهاية الاسبوع، او في ايام الاجازات الطويلة.


وتنظم بعض الوزارات والادارات العامة والشركات الخاصة مخيمات لموظفيها، كويتيين كانوا ام اجانب.
ويقول عبد المجيد الجريري البالغ من العمر 71 عاما والمقيم في الكويت منذ وقت طويل "انها تجربة كبيرة لاطفالنا ولعائلاتنا".
وتستفيد من هذا التقليد بعض الشركات التي تقدم الخيام وتتكفل تأمين لوازمها.
ويقول رجل الاعمال محمد القريوطي "هناك انواع مختلفة من المخيمات، من ابسطها الى اكثرها رفاها".
ويضيف "الاكسسوارات اصبحت اليوم اكثر اهمية من الخيمة نفسها، فيمكن ان تكون الارضية من السيراميك او من البلاط، ويمكن ان يكون الحمام عربيا او اميركيا...يمكن فعل كل شيء ليشعر ساكن الخيمة انه في منزله..ولكن في الهواء الطلق".
ويصل ايجار الخيمة الى مئة دينار يوميا (اكثر من 300 أورو)، اي اكثر من بدل غرفة في فندق 5 نجوم.




















الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم