الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الاكراد يحلمون في "حكم ذاتي" شمال سوريا: حراسة الحدود لهم

المصدر: "أ ف ب"
الاكراد يحلمون في "حكم ذاتي" شمال سوريا: حراسة الحدود لهم
الاكراد يحلمون في "حكم ذاتي" شمال سوريا: حراسة الحدود لهم
A+ A-

 


يحقق #الاكراد الذين عانوا التهميش في سوريا عقودا، تقدما ميدانيا بارزا في شمال البلاد قد يتيح لهم انشاء منطقة حكم ذاتي طالما حلموا بها، مستغلين فرصة التحالف مع واشنطن، والارجح مع موسكو ايضا، على ما ظهر اخيرا في محافظة حلب.


واستفاد المقاتلون الاكراد من هزيمة الفصائل المقاتلة في شمال سوريا امام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الحالي، ليسيطروا على مناطق تبعد نحو 20 كيلومترا عن الحدود التركية، مما اثار استياء انقرة، ودفعها الى التحرك ضدهم، تخوفا من منطقة حكم ذاتي كردي تقام على حدودها.


وتصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع العام 2012، في مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق هي الجزيرة (الحسكة)، وعفرين (ريف حلب)، وكوباني (عين العرب). وسمّيت هذه المناطق "روج آفا"، أي غرب كردستان بالكردية.


ويقول الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش ان "الاكراد الذين اثبتوا انهم الاكثر فعالية في محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية"، يسيطرون حاليا على 14 في المئة من الاراضي السورية (26 الف كيلومتر مربع)، في مقابل 9 في المئة العام 2012".


من جهته، يفيد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان
"الاكراد يسيطرون على ثلاثة ارباع الحدود السورية-التركية، والبالغة 800 كيلومتر".


ويريد الاكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث، من اجل انشاء حكم ذاتي عليها، على غرار كردستان العراق. ويقول الخبير الكردي بالشأن السوري موتلو جيفير اوغلو ان "الهدف الرئيسي للاكراد يتمثل في ضم المقاطعات الثلاث (...) فهم يرغبون في انشاء ادارة لامركزية في سوريا عبر تطبيق نظام المقاطعات كنموذج للبلاد". كذلك، يوضح بالانش "ان الاكراد يريدون ربط كوباني وعفرين (الواقعتين في حلب)، كي تتمتع روج افا بامتداد جغرافي".


وقد تمكنت "وحدات حماية الشعب" الكردية، خلال معركة حلب التي بدأت بهجوم للجيش السوري في 1 شباط 2016، من كسر الحصار الذي تفرضه الفصائل الاسلامية، بينها "جبهة النصرة"، على منطقة عفرين من اكثر من عام، مستفيدة في شكل اساسي من الضربات الجوية الروسية.


ويهدف الاكراد الى ربط مقاطعتي كوباني وعفرين، بغض النظر عن الفريق الذي يقاتلونه. وفي سبيل ذلك، تتجهز "وحدات حماية الشعب" الكردية لمعركة قريبة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي. ويشرح جيفير اوغلو ان "الاكراد يتبعون من البداية ما يسمونه "المسار الوسطي". فهم ليسوا مع النظام او حتى الفصائل المقاتلة، لان اي منهما لا يعترف بحقوق الاكراد. فلا هذا ولا ذاك راض عنهم".


وتتهم بعض فصائل المعارضة السورية السياسية والعسكرية "وحدات حماية الشعب" الكردية بالتنسيق مع النظام، وطرد مجموعات المعارضة المقاتلة من بلدات ومدن عدة في ريف حلب الشمالي، اهمها تل رفعت ومطار منغ العسكري. الا ان الاكراد ينفون ذلك.


ويقول مسؤول العلاقات في الوحدات في الحسكة صلاح جميل: "ليست لنا اي علاقة بالنظام ومعاركه. نحارب ونحرر المناطق الخاضعة لسيطرة "جبهة النصرة" والكتائب الاسلامية المتشددة المرتبطة بالاجندات التركية والسعودية، والتي تحاصر عفرين من اعوام".


وتؤكد الخبيرة بالشأن الكردي في سوريا والعراق ماريا فانتابي من مجموعة الازمات الدولية ان "اولوية حزب الاتحاد الديموقراطي (الحزب الكردي الابرز في سوريا والجناح السياسي لوحدات حماية الشعب) هي الافادة من المكاسب الميدانية وعقد تحالفات اقليمية ودولية، ليصبح لاعبا سياسيا لا غنى عنه في سوريا الجديدة".


وقد زار ممثل الرئيس الاميركي في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" بريت ماكغورك في كانون الثاني 2016 حزب الاتحاد الديموقراطي في شمال سوريا، بينما فتح الحزب ممثلية للادارة الذاتية في موسكو.


اما في الجانب التركي، فقد نفذت انقرة تهديدها بالتحرك عسكريا ضد الاكراد. وبدأت من اربعة ايام بقصف مواقعهم في ريف حلب الشمالي.
ويضع ذلك الولايات المتحدة في موقف حرج، اذ تعتبر ان الاكراد لاعب اساسي لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية"، وتتحالف مع انقرة في اطار حلف شمالي الاطلسي .


وفي الموازاة، يبدو ان هناك تفاهما غير معلن بين الاكراد والروس الذين يشنون ضربات جوية ضد الفصائل المعارضة للنظام، بينها مجموعات اسلامية وتنظيم "الدولة الاسلامية" من ايلول 2015 في مناطق سورية عدة. وتمكن الاكراد من السيطرة على مطار "منغ"، مستفيدين من هذه الغارات. ويقول جيفير اوغلو: "لا يمكن موسكو ان تتجاهل الاكراد الذين يمثلون القوة الاساسية في مواجهة الجهاديين، لمصلحة الروس" والاميركيين على حد سواء".


ويستغل الاكراد المسألة الكردية لاحراج تركيا وخلق تباينات بينها وبين حليفتها واشنطن. ويعتبر بالانش ان الرئيس السوري بشار الاسد "منزعج ايضا من الدعم الذي يقدمه الروس الى الاكراد. لكن لا خيار آخر امامه. فمستقبله مرهون بالدعم الروسي". ويرى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "كان واضحا جدا تجاهه. فمقابل تدخله المباشر في سوريا، سيقدم دعما غير محدود الى الاكراد السوريين، من اجل انشاء حكمهم الذاتي في شمال البلاد". ويختصر الامر بالقول: "وبذلك، سيكون الاكراد حراس الحدود السورية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم