الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

جائزة ذهبية لملصق جبران... قصة أصابع تقسم وترسم

المصدر: "النهار"
ديانا سكيني
ديانا سكيني
جائزة ذهبية لملصق جبران... قصة أصابع تقسم وترسم
جائزة ذهبية لملصق جبران... قصة أصابع تقسم وترسم
A+ A-

لكثرة ما تردد وسكن الذاكرة الجماعية والأدبيات السياسية والشعبية، صارَ #جبران القسم، والقسم صار جبران. ورسُخ ان أيّ تكريم إعلامي او إعلاني او سياسي لذكراه باتَ من الصعب فصله عن نبرة عبارات القسم، والأكف المرتفعة استجابة للصوت. وبرزَ تحدي الجديد في التكريم دائماً، شكلاً واخراجاً لتجنب استنزاف نمطيةٍ وتكرارٍ، اذ ان المضمون ثابتٌ في جوهره.


بدا الوقت ضيّقاً بالنسبة لآلان شقير المنتقل من شركة Grey Worldwide Mena الى منصب المدير الابداعي في شركة "Drive dentsu". نحو أسبوعين فقط لانتاج ملصق إعلاني عليه ان يحمل تحدي ذكرى السنوات العشر على الغياب القاسي للصحافي والنائب جبران تويني. فميزة العشر تكمن في مدى الغياب المتسع وهي أيضاً عدد الأصابع العشر، الأصابع نفسها التي ارتفعت ذات ربيع لتقسم بنهائية الكيان وتلوّح ببراءة لحلم دولة غير مستحيلة، حاجبة صور الاقليم الملتهب والمعسكرين الحاكمين للصراع وافرازاته الطائفية المتمادية الممزقة للدول الوطنية.


ويبدو في نهاية المطاف ان تحدي مبتكر الملصق نجح فحصد جائزة "بيكاسو الذهبية" عن فئة "ملصق المواطن" في المسابقة الاعلانية التي شاركت فيها 33 شركة بنحو 280 ملصقاً، وأقيم حفل توزيع جوائزها في "البيال" في الرابع من الشهر الجاري.


رؤية خاصة... وطعنات
في شهر ذكرى جبران، ارتفع الملصق الاعلاني الجديد العملاق على مبنى "#النهار"، حافظ على زرقته استلهاماً للحبر وبدت قسمات وجه جبران أكثر تصميماً محاكية عبارة "قسماً بالعشرة" التي اقترحها صديقه فيليب سكاف على آلان شقير.


تكبر المسؤولية اذ ان آلان عرف جبران عن قرب وصادقه وعمل معه في الحملة الانتخابية عام 2005. هو أيضاً منفذ فيديو تحدي صوت جبران القاتل الذي لا يزال عملاً فنياً اعلانياً يستعاد في كل ذكرى منذ العام 2006.
يحكي آلان ان معرفته الشخصية بصاحب الاعلان وعلاقته المتفاعلة مع مسيرته في الشأن العام جعلت حواسه تعمل بطاقة مضاعفة لانتاج العمل. وهو وجد في عبارة "قسماً بالعشرة" التي اقترحها سكاف مفتاحاً لرؤية خاصة للعمل ترفع التحدي عنواناً له، التحدي الذي يشبه في أحيانٍ كثيرة مقاتلاً يتلقى الطعنات، الواحدة تلوَ الأخرى لكنَه في كل مرة يحاولُ النهوض ولم تبلغه الطعنة القاتلة بعد، التحدّي في رؤية العمل هو أيضاً رفض الحلقة المقربة من جبران محو ذكره وطيّ صفحته ودفن قامته وانهيار شعاراته وضرب صحيفته، وبطبيعة الحال يتحكم بالأمر كمٌ كبيرٌ من العاطفة ورفضُ تجاوز جريمة لم تسمِ محكمة مرتكبها ولم يحاسبه أحد على فعلته.


وجسد آلان فكرة التحدي بعد عشر سنوات في الأكف التي باتت جزءاً من "بورتريه" جبران هذه المرة، وتقاسم مع مارك أبو جودة محطات التنفيذ الفني وبدت تأثيرات الالوان المائية Aquarelle موفقة مسقَطة على الاصابع التي تراءت تقسم وترسم في آن.
تعاونت "Drive dentsu" مع "Picasso" التي تحجز أماكن الملصقات، وهي تعمل في 5 دول في المنطقة وتنظم منذ 23 عاماً الحفل السنوي Picasso d'or لتكريم المبدعين في مجال اللوحات الاعلانية ضمن 20 فئة في المسابقة.


يطيب لرئيس مجلس ادارة شركة Picasso انطونيو فنسنتي الحديث عن استمرار المسابقة رغم سوداوية المشهد التي تحكم السوق الاعلانية في لبنان منذ سنوات والتي أدت الى الغاء مسابقات اعلانية مشهودة كالـ Phoenix de la pub ضمن سياسة التقشف السائدة.


فنستني الذي نظمت شركته حفل بيروت للاعلان عن الفائزين في مسابقة اللوحات الاعلانية في كل من لبنان والعراق، رأى في فئة "ملصق المواطن" أهمية خاصة في مجتمع تزدحم فيه القضايا. ومع تشديده على الفصل بين نتائج المسابقة التي تصدرها لجنة مؤلفة من حكام لبنانيين وأجانب وبين رأيه الشخصي، قال لـ"النهار" ان فوز ملصق جبران أشعره بالرضا لـ"مكانته وصداقته وسيرة رجل الاعلام والاعلان الذي كانه"، على ما يقول.
يغطي الملصق زجاج بعض مكاتب "النهار" المطلة على مرفأ بيروت وصنين ومدخل الصيفي وساحة الشهداء، الملصق جزء من هوية المكان، تماماً كالذكرى.


[email protected]


@Dianaskaini


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم