الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في "هوفلان"... انعكاس واضحٌ لتفاهم معراب

المصدر: "النهار"
فيرينا العميل- طالبة في "القديس يوسف"
في "هوفلان"... انعكاس واضحٌ لتفاهم معراب
في "هوفلان"... انعكاس واضحٌ لتفاهم معراب
A+ A-

بغضّ النظر عن توقّعات المنجّمين، يبدو ان الشهر الأول من العام ٢٠١٦ حملَ بشرة خيرٍ الى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً. فثلوج كانون عكست صفاء النوايا لدى قطبين مسيحيين كانا في الأمس من أعند الخصوم. فتكرس "تفاهم معراب" الذي تجاوزت أهدافه ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير #جعجع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، الى مصالحة تاريخية بعد سلسلة عداوات، هذا ما يبدو حتى الآن.


بدأت ارتدادات الحدث السياسي تظهر في مواقعٍ ومجالات عدة لاسيّما في الجامعات التي لطالما شكّلت عقر النزاعات والصراعات ما بين "#القوّات" و"التيار الوطني الحرّ ".


ففي جامعة القديس يوسف "هوڤلان" التي اعتبرت لسنوات "خط التماس" الأساسي ما بين الحزبين نظراً لرمزيتها التاريخية ولشبه تعادل ميزان القوى بينهما فيها، بدأ الشحن يخف ما بين طلابها بشكل عام منذ إعلان ورقة النوايا في حزيران الماضي، ولذا لم تشهد الانتخابات الأخيرة إشكالات تذكر ما بين شباب القطبين المسيحيين الأبرز فيها، وتكرّس هذا الجوّ الإيجابي بعد اتفاق معراب ليبدأ بإزالة رواسب الحساسيات والتشنجات التاريخية.


فعلى الرغم من فوز لائحة ١٤ آذار بقيادة "#القوات" على لائحة ٨ آذار بقيادة "العونيين" في معظم الكليات في "هوڤلان" لم نلحظ أي هجوم أو شدّ عصب على مواقع التواصل الاجتماعي لكلا الطرفين على عكس ما كان يجري في الدورات الانتخابية الماضية ويرجَّح أن سبب ذلك يعود لاعلان النيات الذي عقد في حزيران الماضي، بالاضافة الى أن الحلف الخاسر في هوڤلان وجد نفسه رابحاً في كليّات الفروع الأخرى لاسيّما في مار روكز حيث تفاجأ كثيرون بنتيجة لوائح ٨ آذار فيها.


وعلى هذا النحو يتفق كل من مندوبة "القوات" في كليّة الحقوق والعلوم السياسية ماغالي بستاني ومندوب "التيّار" أنطوني مطر على عراقة هوڤلان في العمل السياسي وعلى الدور الذي لعبه شباب الحزبين فيها في ثورة الأرز وفي المعركة ضد الوصاية لتتحقق مطالب "الحرية والسيادة والاستقلال".


بستاني ومطر رحّبا بالتقارب بين الحزبين وأصرّا على أنّه ليس تحالفاً، وأكد الاخير ان " #التيار_الوطني سيبقى في الجامعة متمسكاً بلائحة #٨_آذار وبحلفائه، فالتوافق حتّى الآن ليس إلّا اتفاق على ترشيح العماد عون نظرا لقوته المسيحية، ما يساهم بإعادة كلمة الحسم الى المسيحيين في ما خص رئاسة الجمهورية وبالتالي من الصعب ومن المبكر حتى الآن التكلم عن لائحة عونية قواتية واحدة".


 


ختم الجروح


من جهتها، شددت ماغالي على أنّ حزب "القوات" في الجامعة التي حضنت ابنها بشير الجميل، سيبقى الأساسي والأبرز على لائحة ١٤ آذار ويرحّب بكل من أراد الانضمام إليها، معتبرة ان " اتفاق معراب ليس إلّا مصالحة و لا يمكن ان يكون انحرافاً عن مبادئ ١٤ آذار. فكل مجتمع أراد ان يتطور وجب عليه التخلي عن احقاد الماضي وخلق اطر جديدة في علاقته مع أعداء الماضي وهذا حصل على صعيد عالمي ما بين اميركا واليابان وفرنسا والمانيا وعلى صعيد محلي في مصالحة الجبل ف العام ٢٠٠٠ وخلال انتفاضة الاستقلال في العام ٢٠٠٥".


في رأي مغالي، "تهدف المصالحة الى ختم الجروح في الداخل المسيحي في الجامعة وخارجها ضمن اسس محددة والى تخفيف حدّة الشحن الذي يرافق الانتخابات في الجامعة وتجعل منها انتخابات حضارية وسياسية علماً أنّ الشراسة في الانتخابات الطلابية في هوڤلان لم تكن مؤخّراً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية (التي كانت قد بلغت اوجها مابين العامين ٢٠٠٨ و٢٠١٠) بشكل مباشر".


وبطبيعة الحال يتطابق ما قالته ماغالي مع حديث رئيس مصلحة الطلاب في "القوات" جاد دميان الذي رأى أن "التفاهم الحاصل لم يتحول الى تحالف كامل بل صنع إطاراً جديداً مريحاً لكافة الأفرقاء ونظم الاختلاف السياسي بحيث وضع حدّا للخلافات في الشارع وكرّس عرف قبول الفريق القوي بالفريق القوي الآخر ، وهذا ما قد يحوّل الخلاف والمنافسة الشرسة الى منافسة ايجابية في الجامعات".


والملاحظ، أنّ ما حصل لم يحمل عناوين مسيحية فقط بل عناوين وطنية أيضاً، فهذا التقارب سرعان ما تترجم موجات ايجابية في الشارع وعلى أرض الجامعات بحيث بدأت تظهر بوادر الخير واللحمة ما بين جميع الطلاب الأخصام.


نور حمّود طالبة حقوق سنة ثانية، وعلى الرغم من عدم تأييدها إجراء انتخابات جامعية "كونها تفرّق بين الزّملاء وتشدّ العصب الطائفي"، اعتبرت أنّ "السلام بين جميع الاحزاب والخصوم مطلوب"، متمنية أن "يعمّ بين حلفاء الطرفين أيضاً في الجامعة".


وأسف طالب في كلية إدارة الأعمال لتأخّر "هذا الاتفاق الذي كان من شأنه الحدّ بشكل كبير من سفك الدماء والمشاكل في الجامعات في وقت معيّن"، لكنه قال "ان يأتي متأخّراً خير من ان لا يأتي أبداً".



امّا انطوني أبي ديب طالب حقوق وعلوم سياسية فوصف ما حصل بـ"التقارب الانتخابي الذي يهدف الى ضمان الأصوات المسيحية في الانتخابات البلدية وربما النيابية أيضاً"، مشيراً الى عدم اعتقاده بأن "هذا التوافق سيؤثر على جو الجامعة بالكامل طالما انّ "القوى الخارجية المتحكمة بقوى الداخل لم تتفق"، وختم "من الآخر، طلعت ريحتهم".


ويبقى الأمل أن يستمر التقارب في الجامعات وخارجها بين الأطراف كافة ويرتقي الى ما هو أفضل ومتمثلة في ترسيخ فكرة الدولة-المؤسسة والديموقراطية الحقّة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم