الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

جديتا احتضنتها بدلاً من بعلبك... لكن من رفض "ساحة الجيش" في مدينة الشمس؟

المصدر: زحلة – "النهار"
دانيال خياط
جديتا احتضنتها بدلاً من بعلبك... لكن من رفض "ساحة الجيش" في مدينة الشمس؟
جديتا احتضنتها بدلاً من بعلبك... لكن من رفض "ساحة الجيش" في مدينة الشمس؟
A+ A-

وان كانت كل الساحات للجيش، فهم ارادوا تكريمه ومعه القوى الامنية، بساحة نموذجية تجميلية، "ساحة الوطن". هل تذكرونهم، ثلاثي "الجمعية اللبنانية للتعايش والانماء"، الاستاذ الجامعي حسين حسن، والمصرفي محمد الصلح والمهندس ميشال غصين؟ هم الذين اقاموا "ساحة مريم" عند مدخل السوق التجاري لمدينة بعلبك، العام 2014، فاضحت علما ومعلما في المدينة، وملتقى لاحياء المناسبات وآخرها الزينة التي ارتدتها لمناسبتي المولد النبوي وعيد الميلاد، محققين غايتهم من اقامتها، تكريس "مدينة الشمس" ارض شركة وشراكة، تحقيقا للهدف الذي قامت لأجله الجمعية "ترسيخ روح التعايش، وانماء البشر والحجر ايمانا منها برسالة لبنان كواحة تعددية في المشرق".
لذلك الساحة الثانية، كانت لا بد ان تكون لتكريم حامي التعددية اللبنانية والعيش المشترك، هكذا صمم الثلاثي البعلبكي مشروعهم لاقامة معلم وحدوي جديد في مدينتهم، "ساحة الجيش". واختاروا لها مكانا في عرين الشرعية في بعلبك، عند المستديرة المقابلة لسراي بعلبك الحكومي، وعلى مقربة من مقرّ بلدية بعلبك. حملوا مشروعهم الى مصرف SGBL الذي سارع، بشخص مديره العام انطوان صحناوي، الى الموافقة على تمويل رغبة بعلبك احتضان نصب تكريمي للجيش في اكثر نقاطها اكتظاظا بالحركة، رغبة تمثلت بموافقة مجلس بلدية بعلبك على المشروع. صرف المصرف مبلغ 45 مليون ليرة لهذه الغاية، وانطلق النقاش حول تصميم مجسم الساحة، لولا ان المشروع اصطدم بما يعرف بـ "جمعية العمل البلدي" التابعة لـ"حزب الله"، التي رفضت بشخص رئيسها حسين النمر مواربة ومن ثم صراحة اقامة الساحة ليس فقط في بعلبك، بل الرفض لاحق ايضا محاولة الجمعية نقل ساحة الجيش الى مدخل بلدة دورس، لا بل طال البلديات الـ 86 الواقعة تحت وصاية الجمعية. الا ان النمر وفي اتصال "النهار" معه ردّ تعذر اقامة "ساحة الجيش" الى ان بلدية بعلبك تعمل على مخطط توجيهي للمنطقة.
ما خسرته بعلبك، تلقفته بلدية جديتا بحماس كبير من رئيس بلديتها وهيب قيقانو وسائر اعضاء المجلس البلدي، عندما قام اعضاء الجمعية بطرح المشروع عليهم لاقامة الساحة على الطريق العامة عند تقاطع جديتا. بل ان رئيس البلدية اقترح تطوير الفكرة لتصبح "ساحة الوطن". ويشرح قيقانو "نحن كبلدية نرى ان المؤسسات الامنية هي المؤسسات الوحيدة الضامنة للامن ووحدة البلاد، والوحيدة التي تضحي بالدم لكل اهل البلد. واذا كان لا شك في ان الجيش هو العمود الفقري لهذه المؤسسات، ولكن لا يجدر بنا ان ننسى قوى الامن الداخلي، والامن العام، وامن الدولة وان نفيهم حقهم".
وهكذا ولدت "ساحة الوطن"، حيث كان يرتفع نصب لباسل الاسد ايام وصاية النظام السوري على لبنان، الذي ازيل مع انسحاب الجيش السوري، وزرع "تيار المستقبل" مكانه شجرة زيتون على اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وقد افتتحت "الجمعية اللبنانية للتعايش والانماء" وبلدية جديتا، مع ضيوفهما من نواب ورؤساء بلديات وفعاليات، السبت الساحة، برعاية من قائد الجيش ممثلا بالعميد عدنان ابو ياسين وبحضور ممثلين عن قادة قوى الامن الداخلي، الامن العام وامن الدولة.
وقد شرح المهندس ميشال غصين، مصمم الساحة ومجسّمها، بان "ساحة الوطن، ساحة تعني لنا الكثير لان فيها كل ايماننا. صممت لا لتكون لشخص او لغاية، انما لتكون رمزا لكل الوطن الذي اشتقنا اليه، اشتقنا ان نحققه ولو بلفتة ولو بكلمة يمكن ان تكون مسموعة في كل الوطن. بضعة امتار هذا ما احتجناه لنعبر عن جرحنا عن شهداء سقطوا ليبقى الوطن. فالشكل الدائري علامة اللامتناهي والكمال، شبابنا من جيش وقوى امنية مستعدون دائما للاستبسال والتضحية بانفسهم والشهادة لاجل الوطن، وذلك رغم اللون الاسود لبلاط الغرانيت الذي طغى محاولا ان ينزع عنها كمال الشرف والتضحية والوفاء، ونحن نتذكر شهادتهم ونحفظها لهم الى الابد، بشكل لا ينتهي. تخترق زيتونة الرئيس الحريري ذلك السواد علامة السلام، علامة التحدي لانها شجرة تربى بكل الظروف، ودماء الشهداء تزهر سلاما ورجاء. ترتفع الدائرة على شكل مخروطي وهو شكل الارتقاء، والجندي عندما يضحي بنفسه من اجل الوطن يرتقي شهيدا الى السماء حيث يصبح مقدسا. لترتفع فوقها شعلة في وسطها ارزة، لم يمسها ضرر لان شهداءنا افتدوها بدمائهم، وبها رسموا علمنا، ماتوا ليحيا لبنان. بينما الشعلة تبدو كقماشة ممزقة، وبالوقت نفسه تتصاعد لان الشهادة تأخذ من ذاتها، ولكنها دائما لفوق حتى لو اعطت من ذاتها هي مستعدة دائما ان تحمي الوطن. والشعلة هي على الوان العلم اللبناني لان الجيش والقوى الامنية لكل لبنان، من دون تحيز، والعلم يغطي كل الفئات".
في جديتا ولدت "ساحة الوطن"، مع وعد من رئيس البلدية بان "نحيي كل سنة، عيد كل مؤسسة عسكرية بالاحتفال المناسب واللائق، وبالاعياد الوطنية، هكذا تبقى هناك حيوية دائمة في هذه الساحة".
"انتم الاصل، والهوية، والحاضر والماضي والمستقبل. نحن نريدكم كما نعرفكم وكما تربينا عليكم عنوان الامن والنزاهة والامان، لا نريد احدا غيركم، لا نريد الا قوتكم وحزمكم وقانونكم" تلك هي الرسالة التي وجهتها "الجمعية اللبنانية للتعايش والانماء" الى الجيش والاجهزة الامنية على لسان محمد الصلح، واستكملها حسين حسن "نحن اولاد الدولة والدولة فقط".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم