السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بالصوَر- التخريب يطال رسوم ما قبل التاريخ في جبال اكاكوس الليبية

المصدر: "أ ف ب"
بالصوَر- التخريب يطال رسوم ما قبل التاريخ في جبال اكاكوس الليبية
بالصوَر- التخريب يطال رسوم ما قبل التاريخ في جبال اكاكوس الليبية
A+ A-

تضرّرت النقوش الصخرية التي تعود الى 21 الف سنة قبل الميلاد في جبل اكاكوس جنوب غرب #ليبيا، بسبب اقدام البعض على تشويهها برسوم غرافيتي في السنوات الاخيرة، ورش السياح المياه عليها لتكون اكثر وضوحا في الصور.


ومنطقة جبال اكاكوس او "تادرارت اكاكوس" كما يطلق عليها ايضاً، تضم مجموعة كبيرة من الوديان والكهوف وتقع بالقرب من مدينة غات الاثرية قرب الحدود الجزائرية، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي.


وبحسب موقع منظمة اليونسكو، فان الاف الرسوم التي تنتشر في كهوف هذه المرتفعات الصخرية يعود اقدمها الى 21 الف عام قبل الميلاد، بينما يرقى احدثها الى القرن الاول الميلادي.



 


وتعكس هذه الرسوم التي تصوّر الحيوانات خصوصاً، التغيرات التي طرأت على الثروة الحيوانية والنباتية وكذلك انماط الحياة المتنوعة للشعوب التي تتالت على هذا الجزء من الصحراء الكبرى في ليبيا.


ولطالما استقطبت جبال اكاكوس السياح الراغبين بالاطلاع على الرسوم في فترة ما قبل التاريخ، الا ان الفوضى الامنية في البلاد والاهمال والجهل احيانا باهمية هذه الرسوم، فتحت الباب امام تخريب بعضها.



 


ويقول استاذ التاريخ شوقي مومر لوكالة فرانس برس وهو يتحدث امام احد هذه الرسوم "اللوحات هذه تعتبر من اهم اللوحات في عصور ما قبل التاريخ".
ويضيف "في نهاية التسعينات وبداية الألفية، في عامي 2002 و2003، تعرضت هذه المناطق لاعمال تخريب من قبل المجموعات السياحية والادلة السياحيين الذين كانوا يرشون المياه (...) على هذه الرسومات لتكون أكثر وضوحا في الصور التذكارية".


وفي الكهوف المنتشرة في واديي تشوينات وعويس خصوصا، تبدو اثار التخريب واضحة على الرسوم، حيث تنتشر اعمال الغرافيتي العشوائية قرب هذه الرسوم وفوقها احيانا.


وقام زوار اتوا الى هذه المنطقة برش بعض الرسوم باللون الاسود، او قاموا بكتابة اسماء وعبارات على جدران الكهوف التاريخية.
وفي احد كهوف وادي تشوينات، جلس الدليل السياحي يحيى صلاح على الارض يشير الى اثار حريق على جدران الكهف.



 


وقال لفرانس برس "عاشت عائلة داخل الكهف هنا قبل اكثر من 20 سنة، وكانت تقوم باعمال الطبخ في هذا الكهف لانها لم تكن تدرك الاهمية التاريخية لهذه الرسوم، وهذا هو سبب اثار الحرائق هنا".


وينظر الى ليبيا على انها متحف مفتوح على التاريخ نظرا للمواقع الاثرية العديدة التي تضمها، لكن قطاع الاثار في هذا البلد الغارق بالنزاعات والفوضى يتعرض لاعتداءت متنوعة منذ سنوات حيث هدمت اضرحة، وجرفت مواقع، وسرقت قطع اثرية، بحسب علماء اثار ومصادر رسمية.


وفي ليبيا عشرات المواقع الاثرية التي تعود الى حقبات متنوعة في التاريخ. وتصنف منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو خمسة مواقع اثرية فيها ضمن قائمة التراث العالمي.


وهذه المواقع هي موقع صبراتة الاثري الذي يجمع الحقبتين الفينيقية والرومانية ويضم مسرحا في مقابل البحر غرب طرابلس، ومدينة شحات (قورينا) التي بناها الاغريق في شرق البلاد، وموقع لبدة الرومانية قرب طرابلس، ومواقع تادرارت اكاكوس الصخرية، ومدينة غدامس جنوب غرب العاصمة التي تعود اثار العيش فيها الى نحو 10 الاف سنة قبل الميلاد.


ولأن معظم الآثار الليبية واقعة في الطبيعة، فإن جميع المواقع الاثرية لم تغلق فعليا امام الزوار منذ انزلاق البلاد نحو صراع دام على الحكم قبل اكثر من سنة ونصف، في ما عدا المتاحف التي اقفلت نتيجة للاضرابات الامنية وخشية السطو على محتوياتها، وبينها متحف السرايا الحمراء في طرابلس.




وتقتصر حراسة المواقع الاثرية حاليا على الموظفين المدنيين غير المسلحين والتابعين لمصلحة الآثار، بعدما كان يحميها في السابق جهاز للشرطة السياحية.


وفي وادي عويس في منطقة جبال اكاكوس، وقف عيسى الذي يعمل سائقا يقوم بنقل السياح الذين يقتصرون على السكان المحليين حاليا، قرب مجموعة من الغرافيتي التي طغت على رسوم تاريخية في احد الكهوف.


ويقول عيسى "في الماضي كنا ناتي بالسياح الى هنا بالسيارات وعلى الاقدام وكذلك على ظهور الجمال. اليوم لم نعد نستقطب السياح بعدما باتت تتعرض المنطقة هنا الى اعمال التخريب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم