السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

سجال برّي – جعجع "مداعبات في السياسة" ريثما تنحسر تداعيات "زلزال" معراب

المصدر: "النهار"
الين فرح
سجال برّي – جعجع "مداعبات في السياسة" ريثما تنحسر تداعيات "زلزال" معراب
سجال برّي – جعجع "مداعبات في السياسة" ريثما تنحسر تداعيات "زلزال" معراب
A+ A-

ما بعد اتفاق معراب ليس كما قبله. تغيّرت أمور كثيرة بعدما تصالحت القوتان المسيحيتان الأساسيتان واتفقتا رئاسياً، وبالتالي لم يعد في استطاعة المسيحيين الآخرين التنكّر لهذا الاتفاق، كما تؤكدان، مع انفتاحهما على سائر الشركاء في الوطن. لكن "زلزال" معراب كان سبباً لكثرة السجالات والردود المتبادلة بين جميع الأفرقاء، كان أبرزها بين الرئيس نبيه برّي والدكتور سمير جعجع على مدى أكثر من يومين.
ولقد اعتبر برّي أن المصالحة المسيحية أو التوافق بين "#القوات_اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" أمر لا يكفي وحده لانتخاب الرئيس، "إنما يتطلب توافقاً مسيحياً ووطنياً على هذا الاستحقاق"، فعلق جعجع عبر "تويتر": "صديقي الرئيس بري، لقاء معراب ليس فقط مسيحياً، بل هو وطني أيضا، لأن أحد أطرافه في 14 آذار والآخر في 8 آذار".
لطالما شدد "قواتيون" على أن العلاقات الشخصية بين #بري و#جعجع وبين حركة "أمل" و"القوات اللبنانية" كانت وما زالت جيدة. لكنها في السياسة لم تكن يوماً سوية، فالفريقان ينتميان الى خطين سياسيين مختلفين. لكن غالباً ما نشهد بين الرجلين "مداعبات أدبية في السياسة"، وما هذا السجال الا كأنه يصبّ في هذه الخانة.
وتفيد مصادر متابعة ان اتفاق معراب أحدث زلزالاً سياسياً ما زالت تداعياته مستمرة، ووصلت تردداته الى كل المسيحيين في الوطن والاغتراب، وكذلك الى الكتل والقوى والاطراف الأخرى. ولم تنته مفاعيله بعد كي يمكن احتساب النتائج وتحديد الخسائر أو الشكل الجديد الذي أصبح عليه لبنان السياسي، وخصوصاً بفريقيه 8 و14 آذار. والواقع أنه بعد انتهاء هذه المفاعيل، ثمة تطلع الى تفاعل ايجابي مع ما حدث في معراب من سائر المسيحيين ومن الشركاء في الوطن.
ووفق المصادر عينها، ان هذا السجال لن يصل الى أي أمر، فالمهم انتخاب رئيس للجمهورية، وثمة هدف وهاجس أساسيان لدى المسيحيين هو انتخاب رئيس، وهو الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة. لا تتوقف المصادر عند عدد الأصوات التي يمكن أن ينالها أي مرشح، بل الى ضرورة الالتفاف حول المرشح الذي اتفقت عليه القوتان المسيحيتان الكبريان بهدف استعادة الدور المسيحي في النظام، داعيةً سائر القوى، التي طالما ناشدتهما العمل على المصالحة والاتفاق، الى احترام هذا التوافق المسيحي الذي منه ستنطلقان الى تكريس التفاهمات مع الاطراف والطوائف الأخرى. وترى المصادر أن ترشيح جعجع العماد عون لرئاسة الجمهورية هو موقف وطني سيادي، وهو كما قال جعجع لقاء وطني بين الفريقين، وعلى جميع اللبنانيين الالتفاف حول اتفاق معراب حرصاً على اتفاق الطائف، لأن ما حدث في معراب هو تطبيق لاتفاق الطائف بنسخته الأصلية وليس بنسخة الوصاية السورية وما تلاها.
في المقابل، تتوقف المصادر عند تمايز بري عن حليفه "حزب الله" وانحيازه الى فرنجيه، رغم اعتقادها أن بري والحزب لن يفترقا في الانتخابات الرئاسية، لكنها تختم بالقول انه قبل 8 شباط، تاريخ جلسة الانتخاب التي يستبعد ألا تكون كسابقاتها، من الممكن والطبيعي أن يفضي التواصل بين بري وعون الى طمأنة هواجس الاول، وخصوصاً إذا كان راعي هذا التواصل هو "حزب الله".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم