الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

باريس تستقبل روحاني بـ"صرامة، واقعية وانفتاح" الرئيس الإيراني يرفض الاعتذار للسعودية عن حرق السفارة

المصدر: الوكالات
باريس - سمير تويني
باريس تستقبل روحاني بـ"صرامة، واقعية وانفتاح" الرئيس الإيراني يرفض الاعتذار للسعودية عن حرق السفارة
باريس تستقبل روحاني بـ"صرامة، واقعية وانفتاح" الرئيس الإيراني يرفض الاعتذار للسعودية عن حرق السفارة
A+ A-

يبدأ الرئيس الايراني حسن روحاني اليوم زيارة رسمية لفرنسا، بعدما وصل الى باريس مساء أمس، هي المحطة الثانية من جولة يسعى من خلالها الى التقارب مع الدول الاوروبية بعد رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني عن بلاده.


من المتوقع ان تشهد زيارة روحاني لباريس توقيع عقود تجارية مهمة على غرار ما حصل في روما. وكانت طهران قد تحدثت عن توقيع عقد كبير لشراء 114 طائرة "آيرباص" خلال الزيارة، فضلاً عن عقود مع شركتي "رينو" و"بيجو" للسيارات وقطاعات الصحة والفنادق والاشغال العامة، على رغم عوائق مالية تتمثل في تردد المصارف الغربية في مواكبة تمويل العمليات الاقتصادية التجارية مع ايران في بداية مرحلة رفع العقوبات.
وسيلتقي الرئيس الايراني صباح اليوم أركان جمعية ارباب العمل الفرنسيين في حضور رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، ثم يلتقي والوفد المرافق له الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه الثالثة بعد الظهر. ويتخلل اللقاء خلوة بين الرئيسين، ثم اجتماع بين الوفدين الايراني والفرنسي، فمؤتمر صحافي مشترك.
ولخصت مصادر رئاسية فرنسية موقف باريس من هذه الزيارة بثلاث كلمات: "صرامة، واقعية وانفتاح". وقالت: "إن باريس ليست ساذجة" في تعاملها مع ايران وهي تطمح الى مواكبتها في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي لعودتها الى مسرح السياسة الدولية "كي تضطلع بدور إيجابي في التعامل مع أزمات الشرق الاوسطً وفي مقدمها الازمة السورية".
وتكتسب الزيارة أهمية مزدوجة في نظر باريس، فهي من ناحية توفر فرصة للحوار على أرفع المستويات مع الجانب الايراني في شأن ملفات التوتر الإقليمية والتي تستطيع ايران المساهمة في تهدئتها أو في دفعها نحو تسوية سياسية. وتعترف المصادر "ان الوضع في الخليج بالغ التعقيد"، وان ثمة من ناحية اخرى حاجة "الى تمرير مجموعة من الرسائل" الى ايران والاطراف الآخرين. وسيكون الوضع الإقليمي والدولي موضع نقاش بين هولاند وروحاني في انتظار لقاء آخر في الأسابيع المقبلة لهولاند وولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف خلال زيارته المنتظرة لباريس.
وتراهن الرئاسة الفرنسية على أهمية التواصل مع طهران من أجل مواقف أكثر اعتدالاً حيال الازمة السورية أو ملء الفراغ الرئاسي في لبنان والحفاظ على الاستقرار الداخلي، وتهدئة الأجواء المتصاعدة في الخليج.
وترفض باريس فكرة ان تكون في صدد وساطة بين ايران والسعودية.


روحاني
وفي ختام زيارة لايطاليا استغرقت ثلاثة أيام، أمل روحاني في تهدئة مع السعودية، لكنه اكد انه لا يرى أي سبب للاعتذار عن احراق السفارة السعودية في طهران في الاول من كانون الثاني.
وقال ان "الاعتذار لا يندرج في اطار الديبلوماسية". وذكّر بـ"اننا قمنا بكل ما ينبغي القيام به، لقد نددنا" بهذا الحريق الذي قام به متظاهرون رفضاً لاعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر. وأضاف: "لقد اوقفنا المذنبين، كان علينا ان نقوم بذلك وقد فعلنا"، معتبراً ان على السعودية ان تقوم "بالخيارات السليمة". وشدد على "اننا لا نريد استمرار التوتر مع السعودية"، لكن رد فعل الرياض "ليس له أي مبرر". وانتقد السياسة "العدوانية" التي تنتهجها السعودية وخصوصاً في اليمن.
وتساءل: "لماذا علينا الاعتذار؟ لقد اعدموا الشيخ النمر وعلينا نحن ان نعتذر؟ انهم يقتلون اليمنيين وعلينا نحن ان نعتذر؟ انهم يساعدون الارهابيين في المنطقة وعلينا نحن ان نعتذر؟ ان قلة كفايتهم تسببت بموت آلاف الحجاج وعلينا نحن ان نعتذر؟... حتى لو اعتذروا من المسلمين فسيكون ذلك غير كاف".
والثلثاء، قال المدير السابق للمخابرات السعودية الامير تركي الفيصل عشية زيارة الرئيس الايراني لفرنسا، إن ايران "يجب ان تعتذر" للسعودية عن حرق السفارة السعودية في طهران.
وسئل روحاني عن امكان تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة بعد توقيع الاتفاق النووي التاريخي ورفع العقوبات عن طهران، فأجاب بأن "مفتاح" هذا التحسن موجود في واشنطن، و"لو كان المفتاح في طهران لاستخدمته لكنه في واشنطن".
من جهة أخرى، نفى روحاني ان يكون طلب من مضيفيه الايطاليين تغطية التماثيل العارية لدى لقائه رئيس الوزراء ماتيو رينزي الاثنين في متحف كابيتوليني.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم