الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

التماثيل العارية في إيطاليا بفرصة قسرية!

المصدر: "النهار"
لور غريّب
التماثيل العارية في إيطاليا بفرصة قسرية!
التماثيل العارية في إيطاليا بفرصة قسرية!
A+ A-

أجمل الأخبار من البلاد المتحضرة التي تتمتع بمنحوتات قديمة عارية تعرضت للاخفاء خجلاً، لأن إيران تقوم بجولات سياحية و"مصلحجية" بعد تصالحها مع الغرب. التقارب بين الشعوب يرضي جميع الخبثاء في العالم، إنما إخفاء معالم جمالية فنية وخصوصاً الاعضاء الحميمة للتماثيل عملية معيبة تدل على الانبطاح أمام تدفق الشراءات الإيرانية الآتية بالمن والسلوى على اوروبا الطالبة النجدة حتى من ايران.


قال تارتوف في مسرحية موليير: "
Cachez-moi ce sein que je ne saurais voir
le sein et quelque chose aussi.
لكن الحداثة خبأت كل ما يذكرنا بخطيئة أبينا آدم عندما أكل التفاحة.
القرن الحادي والعشرين لا يتحمل زندقة من هذا العيار حيال شخصية يعلو مقامها على كل الحضارات في العالم.
ثمن التضحية الصغيرة في تغطية الاعضاء الحميمة للتماثيل ستغدق على ايطاليا ملايين الدولارات وبعدذاك "بيرجعوا يرفرفوا" فوق الانصاب الاثرية. ماذا خسروا في قبول بضعة ايام من الحياء امام ازلية الحضارات؟ إذا سلمنا بهذا المنطق علينا أن نطالب نحن المسيحيين ان يعامل بابا روما بالمثل وكل مرة غادر روما ان تلبس العاريات في روما التشادور حزنا على فراقه ولا تعود الى عريها سوى عندما تطأ رجلاه ارض الفاتيكان.
اما اذا سافر الى بلد نساؤه " بلا جميلتو" يلبسن "الشادور" فعليهن أقله ان يرفعن الغطاء عن وجههن حتى يستطعن رؤية الحبر الأعظم على طبيعته، وخصوصاً أن البابا فرنسيس وجهه بشوش ويسلّم على الجميع ببهجة ومحبة. لا أقول هذا من منطلق عصبية دينية بل للمبادلة بالمثل. كل فريق يعمل ما يقدر عليه. المهم النية. الزعبرة مرفوضة في القضايا التي تتعلق بالاديان السماوية.
أما في ما يتعلق بلبنان المشكلة عويصة. وين بدن يشلحوا ووين بدن يلبسوا؟ يعني في التمعن وعدم فقدان الاعصاب يقام خط ناري خاص بالحدث ونقف على طرفي الطرقات نماذج فولكلورية لا علاقة لها اطلاقا بالعري والشادور... يعني كذب بكذب. المهم حماية العينين الجليلة من الشعور بالانجذاب والحاجة الى النزول للسلام وهناك ستحل الكارثة.
سأتوقف عن الهذيان. لنبق في مسألة تماثيل روما وساحاتها الاثرية والحمام الطائر ومن الآن وحتى يزورنا البابا فرنسيس نكون قد وجدنا حلاً مناسباً وتعلمنا مما يفعله الشعب الايطالي تجاه المجزرة الثقافية – الحضارية التي لم يسبقه احد على القيام بها قبل تاريخنا هذا.
فليرفرف الحمام في الساحات الاثرية أينما تريد لأن الشرف قد سلم ومرّ القطوع من دون ضحايا تذكر.


 


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم