الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

المعارضة تخسر معارك ريف اللاذقية... حرب الكمائن بدأت لاصطياد "الثعلب"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
المعارضة تخسر معارك ريف اللاذقية... حرب الكمائن بدأت لاصطياد "الثعلب"
المعارضة تخسر معارك ريف اللاذقية... حرب الكمائن بدأت لاصطياد "الثعلب"
A+ A-

لا تعير #روسيا أهمية للمفاوضات المقبلة، وتكمل في تحقيق أهدافها بضرب مواقع المعارضة المعتدلة في ريف #اللاذقية، والسماح لقوات النظام بالسيطرة عليها في وقت لا يتعرض فيه تنظيم "الدولة الاسلامية" سوى إلى ضربات خجولة لا تؤدي إلى انسحابه أو قطع جذوره من بقعة جغرافية معينة.


وبعدما سيطر النظام على معقل المعارضة في جبل الأكراد، ها هو يسيطر على بلدة الربيعة التي تعتبر أكبر معقل للمعارضة في جبل التركمان المحاذي للحدود التركية، إلى أن بات ريف اللاذقية شبه ساقط لصالح النظام بقوة الصواريخ الروسية الجوية والعابرة للقارات، لكن بالنسبة إلى المعارضة فإن تقدم النظام لن يكون في صالحه، لأنه حول المعركة من جيش مقابل جيش إلى حرب كمائن ومقاومة داخلية، خصوصاً أنه اضطر إلى النزول من الجبال التي يتحصن فيها ليسيطر على المدن.
أرض محروقة... لا رحمة
الناشط السوري في ريف اللاذقية علي عدره لم يستقبل خبر سقوط #الربيعة بـ"صدمة"، فهو سبق واعتبر أنه "في حال لم تتدارك فصائل المعارضة الحال بعد سقوط سلمى فإننا سنودع الربيعة، وهذا ما حصل"، ويقول لـ"النهار": "بعد السيطرة على منطقة القصب، والتقدم باتجاه سلمى وجبل الاكراد، تحوّلت مدافع النظام وطائرات روسيا نحو الربيعة، وتمت محاصرتها في شكل كامل، وتقدم النظام قرية تلو الاخرى باتجاهها، وقطع طريق الامداد إليها، واتبعت روسيا في قصفها سياسة الأرض المحروقة والقتل من دون رحمة، ما أدّى إلى انسحاب الثوار بأقل الخسائر". ويشير إلى أن "الاهمية الاستراتيجية للربيعة انها عبارة عن أكبر منطقة ومصيف في جبل التركمان، وهي الثانية بعدما كانت سلمى أكبر منطقة في جبل الاكراد، وسقوطها يعني سقوط القرى التي تحيطها، وباتت المناطق الحدودية مع تركيا من جهة ريف اللاذقية ساقطة، ويتقدم النظام باتجاه الشريط الحدودي".
وبالنسبة إلى عدره فإنه طالما "سقطت الربيعة وسلمى، فيعني ان جبهة ريف اللاذقية باتت شبه ساقطة لصالح النظام، وانتقل مع ذلك الوضع في ريف اللاذقية من معركة بين جيش وجيش آخر إلى حرب عصابات، وفي النهاية النظام يسعى إلى إقامة هذه الدولة العلوية، وسيقوم بالمستحيل لأجل هدفه". ويستبعد أيّ تحرك من تركيا ازاء هذه التطورات، ويقول: "لم يعد هناك سوى 10% من جبل التركمان محررًا، ولو كانت تريد التحرك لقامت بذلك سابقاً، واقتصر الامر على امداد النازحين التركمان والأكراد بالمواد الغذائية والاغاثية".


"ثوار" بمواجهة دولة عظمى
بالنسبة إلى المحلل السياسي والعسكري العميد الركن أحمد رحال فإن "الربيعة تشكل أهمية عسكرية ومعنوية بالنسبة إلى الثوار، والنظام يستفيد حاليا من الخبرات الروسية والطيران الروسي والمرتزقة، ولا ننفي ان النظام يتقدّم في بعض المناطق في جبلي الاكراد والتركمان، وحقّق خرقًا نوعيًّا في المنطقة، لكن هذا لا يعني انكسارا للثورة، وخسارة منطقة أو قرية أو بلدة رغم اهميتها العسكرية او المعنوية، لا يعني انكسارنا بقدر ما تعني انها مرحلة من مراحل الثورة ومعارك كر وفر".
قائد الفرقة الشمالية التابعة للجيش السوري الحر المقدم فارس البيوش يقول لـ"النهار": "سقوط الربيعة يترتب عليه أمورا كثيرة جدا، وأهمها ان العدوان الروسي لم يقتصر على الدعم الجويّ، وإنما ازداد ليصبح دعمًا بريًّا بعتاد جديد وكثيف، ويعني ان الثوار أصبحوا بمواجهة دولة عظمى مثل روسيا، وهذا الأمر يحتاج الى اعادة ترتيب وتخطيط جديد لان العمل العسكري مختلف عن سابقه".
قطع الامدادات
ويحاول النظام الترويج عبر وسائل إعلامه ان أهداف المعركة هي السيطرة على كامل الحدود ووقف الامداد من تركيا إلى المعارضة، وهذا ما يعتبره رحال "كلاماً كبيراً وثقيلاً"، ويعيد السبب إلى أن "الحدود ما بين نبع المر التي هي موقع الثوار على الحدود التركية قرب معبر كسب حتى شمال حلب قد تصل إلى 250 كلم، وكل ما سيطر عليه حتى الآن من النظام لا يتعدى 10 كلم، وبالتالي القول انه تم قطع خطوط الامداد أمر كبير وثقيل". ويضيف: "يخطئ من يظن أن الامدادات تأتي فقط من الخارج، ونحن لا ننكر ان اصدقاء الشعب السوري يقدمون امدادات، لكنها جزء فقط، وهناك وسائل آخرى كالغنائم والتصنيع المحلي، وهناك النقطة الأهم اننا نشتري من النظام وضباطه ذخيرة وسلاح".
ويوضح أن "جبهة الساحل لا تحتاج إلى السلاح الثقيل والكبير او الصواريخ الكبيرة بحكم طبيعتها الجبلية وجغرافيتها، وأن من يقاتل فيها هم ابناء المناطق والبلدات ويعرفون كل تلة وجبل وواد وصخرة، وقناعتي ان الروس ونظام الأسد ورّطوا أنفسهم بأمر لا قدرة لهم على الخروج منه"، ويضيف: "حاليا هناك موجة صدمة مع الاندفاعة التي يقوم بها النظام، لكن مجرد تهدئة الامور سيكون هناك نوع جديد من القتال، ويعتمد على نظام المقاومة والكمين والاغارة والانفاق واساليب قتالية متنوعة، وخلال الايام الثلاثة حصلت ثلاث عمليات شبيهة، كمينان في جبل الاكراد قتل على اثرهما 25 شخصا وكمين بالامس في جبل التركمان في توروس قتل فيه 18 عنصرًا من قوات الاسد".
ويعتمد رحال في نظريته على المثل الآتي: "كي تصطاد الثعلب يجب أن تستدرجه إلى خارج منطقته"، ونحن كان لدينا مشكلة ان النظام يتمترس في القمم العالية وخلفها ولا نستطيع ان نصل إليه، لكن الآن أتى إلينا، وهذه نقطة يمكن أن تُستثمر وتوقعه في استنفزاز كبير"، ولا يستبعد أن "يكمل النظام تقدمه، ولا ننكر ان جبل التركمان خط الدفاع الاول عن جسر الشغور، وجبل الاكراد خط الدفاع الاول عن سهل الغاب، وبالتالي قد يشكل النظام نوعاً من الخطورة، لكن لا اعتقد أن جيشي الفتح والنصرة سيبقيان مكتوفي الايدي".
[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم