الدخيل لـ"النهار":السعودية قد تفضل فرنجية والاعتراض على خيارات عون لا شخصه

تأخر موقف #حزب_الله من مشهد ترشيح النائب ميشال #عون للرئاسة من معراب "القواتية"، ولم يحدث أي خرق في مواقف بقية الأطراف سواء في "8 أو 14 آذار"، بل كانت ايجابية حيال المصالحة بين الطرفين لكنها متمترسة خلف مواقفها من الملف الرئاسي بعد تعويم عون في الاستحقاق.

وتنوعت المواقف بين الثبات على دعم ترشيح سليمان فرنجية من "تيار المستقبل" وتمسك "الحزب التقدمي الاشتراكي" بدعم المرشح النائب هنري حلو فيما يرجح أن يتجه حزب "الكتائب" إلى دعم المرشح التوافقي، أما الرئيس نبيه بري فاعتبر الترشيح "ليس كافياً"، وانتهى الفرز عند "حزب الله" الذي أجّل اجتماع كتلته بالأمس، ما أعطى المزيد من الدفع للسيناريو المنطقي بأن الكرة باتت في ملعب الحزب، وكما قال جعجع "دقت ساعة الحقيقة" بالارتكاز على سؤال واحد: هل يضغط الحزب على فرنجية ليسحب ترشيحه مقابل دعم عون، خصوصا أن الأول سارع فور انتهاء احتفال معراب إلى تأكيد استمرار ترشيحه؟

ولا يمكن الحديث عن الاستحقاق من دون العودة إلى العلاقة #السعودية - الايرانية، فسبق لـ"حزب الله" أن أكد لـ"تيار المستقبل" أن لا رئاسة قبل حوار بين البلدين، فيما فرضت تساؤلات عدة عن سبب قبول السعودية بترشيح فرنجية، طالما أن #الحريري من بادر إلى هذه الخطوة.

"ما الذي أزعج #جعجع؟"
وفي نظرة تحليلية، فإن المحلل السعودي #خالد_الدخيل، المتابع للشأن اللبناني، يصف الاستحقاق الرئاسي بـ"المعقد"، والسؤال الذي طرحه على نفسه بعد متابعته حدث معراب: "لماذا جعجع لا يريد سليمان فرنجية؟ ولماذا أقدم على ترشيح عون؟". ويقول لـ"النهار": "إذا كان سبب رفض جعجع لفرنجية هو التاريخ الأسود بينهما فإن التاريخ نفسه موجود بينه وبين عون". ويضيف: "يبدو أن جعجع يدرك أن لا أمل له بعملية الترشيح للرئاسة، وبما أن ترشيحه لعون جاء بعد ترشيح الحريري لفرنجية فظهرت الخطوة وكأنها بمثابة الرد على الحريري، فهل هي نوع من العتب؟".

ويعود الدخيل ويسأل: "ما الذي أزعج جعجع في ترشيح فرنجية؟"، يضيف: "إذا كان السبب أن فرنجية صديق للأسد، فأيضاً عون حليف للايرانيين وحزب الله والأخير يعتبر ألد أعداء القوات اللبنانية"، معتبراً أن "هناك عقدة مفقودة في عملية ترشيح عون".

"ايران باقية والأسد زائل"
وفي شأن ترشيح فرنجية وسبب قبول السعودية بشخص يعتبر صديقاً للأسد، يقول الدخيل: "ترشيح فرنجية للرئاسة خطوة ذكية، لأنها انعكاس للوضع الاقليمي ولما يتوقع أن تنتهي إليه الأزمة السورية، فنحن ندرك أنه مهما كانت النتائج أو التوقيت فإن مستقبل بشار الأسد أصبح خلفه، وبات أكيداً أن حكم آل الأسد في طريقه إلى النهاية، وحتى لو استمر لسنة أو سنتين فهناك اجماع سوري واقليمي ودولي على ان مرحلة حكم الأسد انتهت، ولا يقف مع سوريا إلا إيران وإلى حد ما روسيا، فحتى الأخيرة منفتحة وليست متمسكة بالأسد تماماً، وفي هذه الحالة فإن صداقة فرنجية بالأسد ليست مبرراً لأحد".
ويذكّر بأن "كتلة سليمان فرنجية النيابية صغيرة، وقاعدته الشعبية أيضاً، ويتميز بصدقية كبيرة في العملية السياسية اللبنانية ويحمل صفة عروبية ويتميز بها عن الجميع، وانتهاء حكم الأسد سيحول فرنجية إلى زعيم لبناني مئة بالمئة، بينما ارتباط ميشال عون فهو بايران وليس بالأسد"، مشدداً على أن "إيران باقية والأسد زائل وبالتالي فإنه من الأفضل للبنانيين أن يذهبوا مع خيار سليمان فرنجية رئيساً، لأنهم يريدون رئيسا لبنانيا بخيارات لبنانية وليس مرتبطاً بجهة خارجية".

فيتو سعودي على عون؟
هل تضع السعودية الفيتو على عون؟ يجيب الدخيل: "ليس لدي المعلومات في ذلك، لكن لا شك أن السعودية قد تفضل فرنجية على ميشال عون لأن الأخير ارتبط في شكل مباشر، وغير مقبول لا من السعودية ولا من غيرها، بحزب الله الذي يعتبر من العناصر المساعدة على تأزيم الوضع في لبنان والمنطقة، وهو ميليشيا وليس دولة، ولو تحرر ميشال عون من حزب الله وأصبح زعيما لبنانيا للبنانيين كلهم من دون تحالف مع الحزب فسيكون حينها مقبولاً بالنسبة إلى السعودية".

ويشدد على أن "السعودية لا تتدخل في الشأن اللبناني بالطريقة التي تتدخل فيها إيران، فهي تتعامل مع الدولة وليس الميليشيات"، مؤكداً أن "السعودية ليس لديها اعتراض على عون كشخص بل على خياراته السياسية"، ويضيف: "خيار فرنجية وتاريخه السياسي مقبول للجميع وعلاقاته العربية متينة والتزامه اللبناني قوي، أما تحالفه مع الأسد فسيصبح موقتاً"، كما يذكّر بأنه "ليس معروفاً على فرنجية انه مرتبط بالسعودية او متحالف معها او مع مصر، فعلاقته جيدة معها لكن خياره الاول والاخير هو لبنان".

[email protected]
Twitter: mohamad_nimer