الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سوريالية الانتخابات الأميركية

هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

يزداد السباق الى البيت الابيض غرابة وسوريالية مع اقتراب موعد بدء الانتخابات الحزبية التمهيدية في الاول من شباط في ولاية آيوا. المرشح الجمهوري دونالد ترامب نبش سارة بايلين المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس والتي كانت حبيبة اليمين المتشدد التي اعلنت دعمها له في سيل من الكلمات والعبارات الغريبة وغير المفهومة، بما في ذلك صياغة كلمة جديدة، الامر الذي دفع صحيفة "النيويورك تايمس" الى "ترجمة" خطاب بايلين الى اللغة الانكليزية. طبعاً ترجمة كلامها الى العربية مستحيل. لجأ ترامب الى بايلين ليعزز فرصه بكسب أصوات شريحة المسيحيين "الانجيليين" الاقوياء في ولاية آيوا في معركته ضد السناتور تيد كروز التي ازدادت شراسة أخيراً. ويشكك العديد من المراقبين في ان يكون لدعم بايلين تأثير كبير لان نفوذها قد انحسر كثيراً في السنوات الاخيرة.


وتزامن تأييد بايلين لترامب مع دعوة حاكم ولاية آيوا الجمهوري تيري برانستاد ناخبي الولاية لهزيمة تيد كروز لان مواقفه تتعارض مع مصالح مزارعي الولاية الريفية. وهذا موقف غير مسبوق وخصوصاً من حاكم جمهوري ضد مرشح جمهوري. ومع ان اقطاب الحزب الجمهوري، او ما يسمى "المؤسسة الجمهورية التقليدية" كانوا يأملون في بروز مرشحين تقليديين أمثال جيب بوش او حاكم ولاية نيوجرزي كريس كريستي، الا انها تواجه الان وضعا لم تتوقعه بعد سيطرة ترامب وكروز المنبوذين من المؤسسة التقليدية على السباق. وللتدليل على مدى رفض قيادات الحزب في الكونغرس وخارجه لتيد كروز، بدأ بعض ممولي وقياديي الحزب اعادة النظر في موقفهم من ترامب الذي يعتبر في رأيهم اقل "خطورة" من كروز المتطرف بمواقفه وغير القادر على التعاون مع قادة الحزب.
المشهد في السباق الديموقراطي لا يقل غرابة. المرشح برنارد ساندرز البالغ من العمر 74 سنة والذي يصف نفسه بالديموقراطي الاشتراكي، والمسجل كمستقل،والذي لم يكن معروفاً على الصعيد الوطني قبل ترشحه، هو الان في وضع يمكن ان يهزم فيه هيلاري كلينتون الموجودة في الحياة العامة منذ اكثر من اربعين سنة في ولايتي آيوا ونيوهامبشر. وأظهر آخر استطلاع للرأي لشبكة "سي ان ان" ان ساندرز متقدم على كلينتون بـ 27 نقطة في نيو هامبشر. وفي الايام الاخيرة شنت كلينتون حملة على ساندرز "الاشتراكي" تهدف الى تخويف الناخبين من انه اذا رشحه الحزب الديموقراطي للرئاسة فانه سيمنى بهزيمة ساحقة في الانتخابات العامة لان المستقلين لن يصوتوا لاشتراكي.
وتواجه كلينتون خطراً آخر، متمثل في احتمال اتهامها بانتهاك القانون بعد كشف كونها تسلمت وثائق سرية للغاية على جهازها الالكتروني الخاص وهو أمر محظور.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم