الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"الله يصبّر" جمهور "14 و8 آذار"... هل انكسرت معادلة "سمير - سعد"؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"الله يصبّر" جمهور "14 و8 آذار"... هل انكسرت معادلة "سمير - سعد"؟
"الله يصبّر" جمهور "14 و8 آذار"... هل انكسرت معادلة "سمير - سعد"؟
A+ A-

يتذوق اللبنانيون "كوكتيلاً" سياسياً غير مسبوق. أحزاب "14 آذار" حصرت الرئاسة في فريق "8 آذار"، وباتت تتسابق على مبادرات "انقاذية" للاستحقاق وزّعت الأضواء بين النائب العماد ميشال عون مرشحاً من رئيس "القوات" سمير جعجع، ورئيس تيار "#المردة" النائب سليمان فرنجية مرشحاً من الرئيس سعد الحريري.
وبعيداً عن امكان وصول #عون من عدمه، خصوصاً أن الأرقام والتحليلات أعطت فرنجية الأرجحية، فإن ما قام به الزعيمان من اتحاد مسيحي أكثر من ايجابي لمصلحة المسيحيين. وربما كان يجب المضي فيه سابقاً. أما على صعيد الترشيح ونقاط "اعلان النيات" العشر، فستتضح قصص وروايات وخلافات خلال الأيام المقبلة.



انتهى الحفل في معراب، وبدأ الفريقان يبسطان معالم المرحلة الجديدة، عبر زيارات مكوكية لبقية الأفرقاء، ومنهم "تيار_المستقبل"، الذين لا يزالون في مرحلة تشاور لاطلاق المواقف الرسمية. فبعدما "فعلها" جعجع، سارع وفد من "المستقبل" إلى الرياض لعقد اجتماع مع الرئيس الحريري. واختار جعجع اليوم لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. ومن المرجح أن يلتقي سائر حلفائه في "#14_آذار".
كذلك، تابع "الوطني الحر" جولته بلقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة. وفي انتظار مواقف الافرقاء، بدأت تحليلات اعلامية تتسابق إلى سطح التفاهم. فمنهم من تكلم على عملية حرق علنية لترشيح عون وفرنجية، بينما حمّل آخرون "حزب الله" مسؤولية الاستحقاق وهوية الرئيس، أو ذكروا بأن الحزب سبق أن أكد أن لا رئيس قبل حوار ايراني-سعودي، ومنهم ينتظر ما ستؤول اليه الامور.



مصير سلاح "#حزب_الله"؟
شئنا أم أبينا، فإن ما حصل في معراب كان تاريخياً. لكن السؤال: هل "#التيار_الوطني" وافق فعلاً على النقاط العشر التي ذكرها جعجع في المؤتمر؟ عون اكد تبنيه بنود "اعلان النيات" التي تتناسب فعلاً مع مبادىء "14 آذار". فماذا يكون موقف "حزب الله"، بعدما وقّع "الوطني الحر" تفاهما يبسط شرعية الدولة ويحصر الشرعية والسلاح في يد الجيش؟ وهل لمصطلح "المقاومة" تفاهم آخر؟ وماذا عن اتفاق الطائف الذي كان عنصر خلاف بالنسبة إلى عون؟


يلقي عضو الأمانة العامة لـ"14 آذار" الياس الزغبي الضوء على هذه القضية في تعليق على "فايسبوك" كالآتي: "هل يدرك ميشال عون أنّ البنود العشرة التي رشّحه جعجع على أساسها تنسف البند العاشر من "ورقة التفاهم"، أي البند الذي ينصّ على أنّ سلاح "حزب الله وسيلة مقدّسة؟"


يبدو أن التفاهم قام على رئيس من "8 آذار"، ببرنامج من "14 آذار". وتسأل "النهار" النائب فادي كرم عن مصير سلاح "حزب الله" في الاعلان، فيجيب: "ما طُرح واضح، ويقوم على تقوية الجيش والسلطة الشرعية. ويجب أن يقتنع الجميع بذلك، خصوصاً "حزب الله" الذي ينقل مآسي شبابه إلى لبنان"، مؤكداً أن "الوطني الحر مع حصر السلاح والشرعية في يد الدولة. وهذا ما تم طرحه على طاولة الحوار".



"لا أحد يراهن على خلاف"
لا يريد "القواتيون" توتير العلاقة بـ"المستقبل". والمهم بالنسبة إلى النائب جورج عدوان "ألا يكون ما تم التفاهم عليه مع العماد عون، على حساب أحد، بل يكون نقطة عبور لنوسع التفاهم". ويقول لـ"النهار" إن "اعلان النيات" "مشروع واضح المعالم، وناضلنا من أجله مع 14 آذار". ويضيف: "نحن مصرّون على أن يكون "المستقبل" في التفاهم، لأننا ناضلنا معا من اجل المبادىء نفسها. ونريد ان نستمر في ذلك، وأن يشملهم التفاهم. وسنسعى في شكل دؤوب الى تحقيق هذا الهدف". ويتابع: "كنا نضع الحريري دائما في الأجواء. ووضعت شخصياً 14 آذار في جو ترشيح عون. ولا أحد يراهن على خلاف بيننا وبين "المستقبل"، لأن رهانه سيفشل".


كذلك يقول رئيس جهاز التواصل في "#القوات" ملحم رياشي لـ"النهار": "بيننا وبين الرئيس الحريري معادلة "س- س" (سمير - سعد)، ولا أحد يكسرها او يعصيها. وهي معادلة ثابتة بثبات الصداقة والتحالف وثورة الارز".


 


"القوات" تحرج بري؟
لا تقتصر الارتدادات على الحريري فحسب. فالرئيس بري أيضاً في قلب التطور، خصوصاً أنه بات معروفاً أن العلاقة بينه وبين عون ليست على ما يرام. فهل "القوات" أحرجت بري؟ يجيب عدوان: "لا، لم نحرجه. فهو انسان وطني، وسنتواصل معه. ونأمل في أن يكون جزءا أساسياً ومكونا من هذا التفاهم الوطني".


يدرك عدوان جيداً أن "أي تفاهم يستثني القيادات الوطنية، ومنها بري، لن يكسب صفة التفاهم الوطني، بل سيكون تفاهم أفرقاء في وجه افرقاء. وهذا الامر ليس مطلوبا". بعد الترشيح، ستكون الخطوة التالية "محاولة نقل التفاهم إلى الحلفاء، وتحويله من ثنائي إلى عام"، على قوله، وهو ما بدأت "القوات" العمل عليه منذ الساعات الاولى التي تلت الترشيح.


 


"المستقبل": عون وفرنجية سيئان
لم تقترب من قاعة معراب أي شخصية من "المستقبل"، وغابت عن اللقاء أيضاً غالبية قيادات "14 آذار" الحزبية والمستقلة. ويعيد النائب كرم السبب إلى أن "الدعوة اقتصرت فقط على الفريقين، ولم تكن عامة".
لكن جعجع دعا "14 آذار" إلى تبني ترشيح عون". فما رأي "#المستقبل"؟ نواب الكتلة التزموا الصمت، وينتظرون عودة الوفد من الرياض لمعرفة موقف الحريري والاطلاع على بيان الكتلة مساء اليوم.


من جهته، توقع عضو المكتب السياسي لـ"المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش هذا الحدث (الترشيح). ويقول: "كان من المفترض ألا يحصل"، معتبراً أن "الاجتهاد الذي أدى إلى ترشيح فرنجية أيضا دفع إلى ترشيح عون".


وهل تحولتم منافسين لـ"القوات"؟ يجيب: "هدف المبادرتين واحد، المحافظة على الجمهورية وملء سدة الرئاسة. والرؤية أيضاً هي نفسها على المدى الاستراتيجي. لكن الخلاف على هوية رئيس الجمهورية". ويرى أن الخيارين (عون وفرنجية) "سيئان".


لعلوش مواقف لافتة في هذا الشأن، إذ يعتبر أن "عون وفرنجية لن يصلا إلى الرئاسة، ولن يحصلا على الارقام الكافية". وعما يتردد عن أن المبادرتين تهدفان الى حرق عون وفرنجية، يقول: "قد لا يكون الهدف حرق الشخصيتين بالمبادرتين. لكن في المحصلة، إذا نزلا إلى مجلس النواب ولم يحصل أي منهما على أرقام كافية لانتخابه، فسيكون ذلك بمثابة حرق للترشيح. لكنهما سيستمران في الترشيح، حتى لو لم يكن معهما أحد".


 


"#حزب_الله" لن يسمح !
"نحن نضيع الوقت"، يؤكد علوش، و"حزب الله لن يسمح بانتخاب أحد في الوقت الحالي، لأن هدفه تغيير قواعد اللعبة بأكملها. وهذا لا يحصل إذا كان هناك رئيس جمهورية ومجلسا نواب ووزراء، بل عندما يكون الوضع محترقا إلى اقصى الدرجات".


الاقتراب من شارع "14 آذار" ليس سهلاً اليوم. فهو قابل للانفجار بين مؤيد لاحدى المبادرتين، ومعارض لعون وفرنجية. ويتوجه علوش الى "الشارع" قائلا: "الله يصبرك". وفي انتظار موقف الكتلة، يرجح "ألا يكون هناك تأييد لترشيح #عون حاليا".


 


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم