الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هجوم جاكرتا يسلّط الضوء على التنافس على قيادة "داعش" في جنوب شرق آسيا

المصدر: (رويترز)
هجوم جاكرتا يسلّط الضوء على التنافس على قيادة "داعش" في جنوب شرق آسيا
هجوم جاكرتا يسلّط الضوء على التنافس على قيادة "داعش" في جنوب شرق آسيا
A+ A-

أظهر هجوم جاكرتا الأسبوع الماضي أن عنف تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) وصل للمرة الاولى الى اندونيسيا، لكن خبراء أمنيين يعتقدون أن بصمة التنظيم المتشدد لا تزال خفيفة هناك لأن المتشددين يتنافسون على من يصير زعيمها الاقليمي.


وقالت الشرطة ان بحرون نعيم، وهو اندونيسي يعيش في سوريا، هو الرأس المدبر للهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة مهاجمين وأربعة أشخاص آخرين الخميس.
ولكن ربما كان أبرز جهادي مؤثر في المنطقة رجل الدين المسجون أمان عبد الرحمن القادر بمجرد عدد قليل من المساعدين والهواتف المحمولة على قيادة نحو 200 من أتباعه من وراء القضبان.
ويرأس عبد الرحمن جماعة "أنصار الدولة" وهي تنظيم يضم عدداً من الجماعات تشكل العام الماضي من طريق تحالف جماعات عدة منشقة يعتقد خبراء أمنيون أنه يمكن أن يصير القوة الموحدة لمؤيدي "داعش".
وقال الخبير في شؤون الارهاب في جاكرتا راكيان أديبراتا الذي يقدم المشورة للبرلمان في اشارة الى المتشددين الذين توحدوا تحت لواء واحد: "يريدون جعل الصراعات طابعاً متأصلاً في اندونيسيا حتى يمكنهم ضم مزيد من الناس من الخارج".
وأضاف: "مثل سوريا أنت في حاجة الى اقامة منطقة صراع كبيرة جدا يمكن أن تستقطب كل الجهاديين من أنحاء العالم الى اندونيسيا لشن حرب. هذا هو هدفهم الرئيسي".
وتعتقد الشرطة أن نعيم، وهو مؤيد لعبد الرحمن، حاول اثبات مهاراته القيادية لزعماء "داعش" في سوريا بالتخطيط لهجوم جاكرتا.
وقال قائد شرطة جاكرتا تيتو كارانافيان انه "يحتاج للحصول على الثناء من تنظيم الدولة الاسلامية" أن يثبت قدراته القيادية". وأوضح أن رؤية نعيم هي توحيد الجماعات المنشقة الآن في أنحاء جنوب شرق آسيا بما في ذلك اندونيسيا وماليزيا والفيليبين والتي تساند "الدولة الاسلامية".


شكوك في الوحدة
وقبل "داعش" الذي يسيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق مبايعة مجاهدين في نيجيريا ومصر وليبيا والجزائر وأفغانستان وباكستان واليمن والسعودية، لكنه لم يعترف بعد رسمياً بأي جماعات متشددة في جنوب شرق آسيا.
وكانت "الجماعة الاسلامية" التي تتخذ اندونيسيا مقراً لها آخر جماعة عابرة للحدود تشن هجمات كبيرة في المنطقة بما في ذلك تفجيرات عام 2002 في منتجع بالي التي أوقعت 202 مئتين وقتيلين.
وأسس متشددون اندونيسيون وماليزيون عائدون من قتال الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في الثمانينات وأوائل التسعينات "الجماعة الاسلامية" التي تفككت الآن الى حد كبير جراء المنافسات الداخلية وحملة القمع التي تشنها قوات الأمن.
وتخشى الحكومات في المنطقة أن يؤسس المتشددون العائدون من القتال مع "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق تنظيما اقليمياً مثل "الجماعة الاسلامية".
لكن خبراء أمنيين يشككون في وجود فرصة لتأسيس جماعة اقليمية تجمع متشددين من اندونيسيا وماليزيا والفيليبين تحت لواء واحد لأن الانقسامات بينهم كثيرة.
وقال مسؤول كبير لمناهضة الارهاب في الجيش الفيليبيني :"في هذه المرحلة يصعب تخيل تأسيس أي جماعة في جنوب شرق آسيا"، مشيراً الى أن المتشددين في بلاده معنيون أساساً بجمع المال من جرائم الخطف... واحدى العقبات الكبيرة الآن التي يجب التغلب عليها هي التوصل الى أمير يمكنهم كلهم الاتفاق عليه".
وفي ماليزيا يُعتقد أن المحاضر الجامعي السابق محمود أحمد هو المسؤول عن المحاولات اخيراً لتوحيد جماعات متشددة من ثلاث دول بجنوب شرق آسيا بينها جماعة أبو سياف المتمركزة في الجزر الجنوبية بالفيليبين.
ويظل عبد الرحمن على الأرجح أقوى المنافسين على قيادة "الدولة الاسلامية" في المنطقة. وعلى رغم أنه ينفذ عقوبة بالسجن تسع سنين لتقديمه المساعدة لمعسكر تدريبي للمتشددين في اندونيسيا، فقد تمكن من تشجيع مئات الاندونيسيين على الانضمام الى القتال في سوريا والعراق.
وقال أديبراتا الخبير في شؤون الارهاب: "يمكنهم ادارة التنظيم من الداخل... يحمل المساعدون هواتف محمولة ويسجلون كل كلمة يقولها عبد الرحمن".
وحاولت سلطات السجن مراراً اسكات عبد الرحمن.
واستناداً الى معهد سياسة تحليل الصراعات، صدرت عشرة هواتف محمولة من خليته في أيلول 2014، ولكن بعد ذلك بشهر حصل على هاتف محمول جديد وعادت خطبه الى أنصاره داخل السجن وخارجه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم