كارمن لبّس: لم أعد قادرة على لبس الأقنعة

كارمن لبّس من أبرز الممثلات في لبنان والوطن العربي اللواتي يعشن نجومية حقيقية لا تبهت على مدى السنوات إذ إن نجاحها هو نتيجة خطوات ثابتة عكست مدى شغفها وحرفيتها في التمثيل. تُصنّف نجمة جيلها ولا تزال منافسة شرسة لنجمات اليوم في حضورها المبهر والمتجدد في أدوارها المختلفة.

كارمن لبّس التي تعشق التمثيل تحلم في المرحلة المقبلة بتحقيق حلمها في الإخراج، علّها تكون خطوتها المستقبلية بعد الغصة التي تتسرّب إليها أحياناً بسبب قلّة التقدير الذي يواجهه الممثل اللبناني، إضافة إلى تحجيمه بحجة العمر كما لو أن الأدوار الأساسية والمحورية هي فقط لجيل الشباب. تحاول لبّس التكيّف مع هذه الفكرة التي تجافي الحرفية والخبرة التي يكتسبها الممثل مع السنوات، حتى أنّ بين يديها أكثر من نص طرحت فكرته لكنها لم تجد حتى اللحظة المنتج الذي يتولى إنتاجه.
رغم شخصيتها الثورية ونجاحاتها المتتالية في الدراما اللبنانية والعربية تعيش كارمن لبّس في عالمها الخاص الذي لا يخرقه إلا القلائل. "ليست لديّ صداقات في الفن. للأسف يمكن تقصير مني بس أنا ما عدت قادرة إلبس ماسكات". تفقد أحياناً شغفها في التمثيل لأنها في الدراما اللبنانية تشعر كل مرة كما لو أنها تبدأ من جديد، وهذا الأمر يؤلمها لكنها تعلم أن "بلدنا ليس ببلد" وهناك أولويات كثيرة قبل احترام حقوق الممثل اللبناني.
الدراما اللبنانية برأيها في مرحلة جيدة ومتطورة لكننا لم نصل إلى المرحلة الذهبية التي عشناها في السبعينات والسبب هو النصوص والموضوعات التي نطرحها. كما أن الدراما العربية تعيش بعض التكرار لأن المنتج يخاف المغامرة والخوض في موضوعات جديدة.
الدراما العربية المشتركة التي تتخطى بإمكاناتها قدرة المنتج اللبناني أثرت ولا شك سلباً عليه. وأين أنت من الإنتاج اللبناني؟ "ليه وين في أفكار جديدة؟ تعبت من قصص الحب والخيانة اللي دايماً بيركّزو عليا". كارمن تبحث عن التجدد في الأدوار وليست مستعدة لقبول أيّ دور لمجرد الظهور. كما أن البُعد الذي يطرحه أيّ دور في موضوع المرأة العربية أمر أساسي بالنسبة إليها "صورة المرأة هي في النهاية صورة المجتمع"، لذلك تناقش الكتّاب لتعديل بعض النقاط في أدوارها. شروطها منطقية ويجذبها النص في الدرجة الأولى، "لكن البطولة الرجالية، ويا للأسف، هي الغالبة اليوم".
تطل لبّس اليوم في بطولة مسلسل "مدام Présidente" في دور لافت إذ تصبح، مصادفة، رئيسة للجمهورية. العمل يحمل إسقاطات جريئة على الوضع في العالم العربي ولبنان. يؤسفها أن العمل لا يُعرض على الشاشات المحلية بحجة أن لهجته ليست لبنانية، وتأمل أن تهتم المحطات اللبنانية بعرضه لكي يتسنى للمشاهد اللبناني متابعته لأن العمل يحمل رسالة.
وصولها إلى مصر كواحدة من أبرز الممثلات اللبنانيات أمر تفتخر به، لأن ما حققته من أهداف في الحياة كان بتعبها الخاص. وماذا عن بعض أدوارها في مصر التي عدّت جريئة؟ تعتبر أنّ الجرأة الفكرية أهم من الجرأة الجسدية، وهذا ربما ما دفعت ثمنه في حياتها لأنها متحررة فكرياً في حين أنّ الحرية التي ندّعي أننا نعيشها لا تستوعبها سوى فئة قليلة "الحضارة اللي عم نعيشا بالشكل الخارجي وليس بالمضمون. نحن نعاني تخلّفا كبيرا لأننا ببساطة لا نتقبل بعضنا".
من هم، في رأيها، نجوم لبنان الذين خرقوا الحاجز المصري؟ "طبعاً سيرين عبد النور، واليوم نادين نجيم لأن المنتج صادق الصبّاح آمن بها وكسب الرهان، وكذلك بالنسبة إلى يوسف الخال. كما أطلق مروان حداد نادين الراسي، ونيكول سابا التي سبقت الجميع". وهل تنافسين هذه الأسماء؟ "أنا أفتخر بأني خرقت بجهدي كممثلة لبنانية لا خلفية لها في الغناء أو في عرض الأزياء. واليوم أنا سعيدة بدخول تقلا شمعون وورد الخال".
وما رأيها بدخول بعض المغنيات إلى ساحة التمثيل أمثال هيفا وهبي وميريام فارس؟ "إن تجربة هيفا أهم وتطورها يُنبئ بإمكان استمرارها بنجاح. في حين أن نقطة ضعف ميريام فارس هو صوتها الرفيع ولو أرادت الإستمرار فمن الضروري أن تعمل على صوتها".
تحزن لبّس لغياب بعض الأسماء الكبيرة أمثال شكري أنيس فاخوري الذي يعتبر عرّاب الدراما اللبنانية بعد الحرب، والمؤسف أن لا أحد يسأل عن هؤلاء الكبار "من هيك أنا ما بروح بعزي برحيل هالأسماء الكبيرة لأن عتبي كبير وين كنا لما كانو عايشين... للأسف ما في قيمة لكبارنا".
تجربتها الأخيرة في لجنة تحكيم برنامج "آراب كاستينغ" كانت جيدة "وخصوصاً أنها من المرات النادرة التي نبتكر فيها برامج خاصة". المواهب، برأيها، كانت جيدة ومن الضروري متابعتها. وهل تكررين التجربة؟ "من ناحيتي أكيد. التآلف بين كل أعضاء اللجنة كان جيدا".
جديد كارمن لبّس سلسلة أعمال أبرزها في مصر لكنها لا تزال في مرحلة الإتفاق على النقاط الأساسية. كما تشارك في فيلم "لاونج بيروت" الذي من المفترض انطلاق تصويره قريباً. وهل تفكر بإعتزال التمثيل في مرحلة معينة؟ "ربما لو كنت في الخارج لما خطر الأمر على بالي ولكن في بلدي أنا مجبرة على التفكير بهذا الموضوع".