الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اولاد سوريون يرسمون في مخيماتهم التركية: دبابات، قتلى... وأمهات تبكي

المصدر: "رويترز"
اولاد سوريون يرسمون في مخيماتهم التركية: دبابات، قتلى... وأمهات تبكي
اولاد سوريون يرسمون في مخيماتهم التركية: دبابات، قتلى... وأمهات تبكي
A+ A-

 


عندما رسمت ايلاف حسون، ابنة التسعة أعوام، صورة لبلدها، خطّت بقلمها منزلا بسيطا وأشجارا وسحبا تمثل وجوها مبتسمة. ثم أضافت، بقلم أحمر سميك، إمرأة تحمل طفلها المتوفي، وتسير به نحو المقابر.


تعيش إيلاف وأسرتها مع نحو 3 آلاف شخص آخر، منهم الف دون الثانية عشرة، في مخيم "يايلاداغي" للاجئين الذي كان مصنعا سابقا للتبغ، وحوّلته الحكومة التركية مخيما على الحدود مع سوريا شرق #تركيا. ويعمل والدها في تركيا في شكل غير شرعي، ونادرا ما يزورها.


تلعب إيلاف مع أولاد آخرين. لكن رسومها تشير إلى الآثار النفسية التي طبعتها الحرب فيها وفي اكثر من 2.3 مليون لاجيء سوري يعيشون في تركيا، أكثر من نصفهم من الأولاد. وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي أحمد لطفي أكار: "علينا أن نجد وسيلة تتيح لهؤلاء الأولاد نسيان الحرب وما مروا به. انهم يكبرون في مخيمات. وعلينا أن نعلّم هذا الجيل أن المشاكل يمكن أن تحل من دون قتال. وعلينا أن نقضي على ما تتركه الحرب من ندوب."


أقامت الحكومة التركية، بدعم من الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية، 27 مركزا صديقا للأولاد في مختلف أنحاء البلاد، يستخدمها نحو 100 ألف ولد بين الرابعة والثامنة عشرة، يتلقون فيها الدعم والتعليم وفرصة ليعيشوا طفولتهم.


هذه المراكز هي أحدث جهد تبذله السلطات التركية في إطار مساعيها لمواجهة المشاكل الانسانية وتوفير رعاية طويلة الأمد لمجتمعات اللاجئين الذين يرجح ألا يتمكنوا من العودة لسنوات. ومن سن التسع سنوات، يتعلم الأولاد التركية لمساعدتهم في الاندماج. وقالت مريم دولجون، وهي إحدى العاملات في مجال رعاية الشباب: "عندما يصل الاولاد إلى بلد مختلف، يواجهون صعوبات في العيش في ثقافة مختلفة، وفي عالم يتكلم لغة مختلفة. عندهم مشاكل تتعلق بالثقة بالنفس والخوف. بعضهم يشعر بأن لا قيمة له". 


دبابات وأمهات باكيات


دبابات، طائرات حربية، قتلى وأطفال جرحى، وأمهات تبكي. هذا ما يرسمه الاولاد في المخيم. وقالت دولجون: "تلك الرسوم دليل على ما مروا به من شدائد، وانعكاس لعوالمهم الداخلية". 


من أهم الأولويات، توفير التعليم المدرسي ومستقبل للأولاد السوريين في تركيا، لمنع ما تسميه دولجون "ضياع جيل". وقد أصبح لهذا الأمر أهمية سياسية أكبر، منذ وافقت تركيا العام الماضي على محاولة الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا، مقابل تلقيها مساعدات بقيمة 3 مليارات أورو (3.23 مليار دولار) من الاتحاد الاوروبي، إلى جانب خطوات تسمح للاتراك بالسفر من دون تأشيرات.


ولأن الأماكن المتاحة في المخيمات لا تتجاوز الـ330 ألفا، ولان لاجئين كثيرين يفضلون تجربة حظهم في التسول أو العمل في المدن التركية الكبرى في شكل غير شرعي، يمثل عدد الأولاد الذين يتلقون المساعدة نسبة بسيطة. ومع ذلك، فإن نظام الرعاية يعاني ضغوطا شديدة. وفي تشرين الثاني، حضت وكالة إدارة الكوارث في تركيا النازحين السوريين على البقاء في مخيمات في بلادهم، بدلا من العبور إلى الأراضي التركية.


ما يحلم به اولاد سوريون كثيرون في المخيمات التركية، ليس السفر الى أوروبا أو البقاء حتى في تركيا، بل العودة إلى بيوتهم في سوريا. وقالت دولجون: "إذا عادوا إلى بيوتهم، فسيشعرون بالسعادة. هذا هو شعارهم". 


ومن هؤلاء الاولاد، قيس كردك، ابن الستة أعوام. وقد بدأ بالفعل يخطط للافادة مما يتعلمه في المدرسة في "يايلاداغي" لمساعدة بلاده التي دمرتها الحرب. وقال وهو يتدثر بسترة شتوية صغيرة في البرد القارس: "ساصبح طبيبا ومهندسا. نحن المهندسين سنبني سوريا من جديد". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم