الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أوباما لن يُقبل على مخاطرات في عامه الأخير رغم تراكم الأزمات الخارجية

المصدر: (رويترز)
أوباما لن يُقبل على مخاطرات في عامه الأخير رغم تراكم الأزمات الخارجية
أوباما لن يُقبل على مخاطرات في عامه الأخير رغم تراكم الأزمات الخارجية
A+ A-

يصر الرئيس الأميركي باراك #أوباما ومساعدوه وهو يستعد لإلقاء خطاب حالة الاتحاد الأخير مساء الثلثاء أنه لن يقنع بمجرد استهلاك الوقت، فيما لا طائل من ورائه في السياسة الخارجية وأنه سيتصرف بحسم لمعالجة الأزمات التي تتراكم في مختلف أنحاء العالم.


غير أن مسؤولين أميركيين سابقين وخبراء مطلعين على اتجاهات التفكير في البيت الابيض يقولون إنه يركز على سياسات تهدف أكثر ما تهدف إلى احتواء مثل هذه التهديدات وتجنب تعميق الدور العسكري الأميركي في عامه الأخير في الرئاسة.


ويقول المسؤولون والخبراء إن هذا الموقف يكاد يضمن لمن سيخلف أوباما أن يرث أصعب التحديات الجيوسياسية. ومن المرجح أن يمنح ذلك وقودا للمرشحين الجمهوريين للرئاسة الذين يتلهفون على استخدام مشاكل السياسة الخارجية لدى أوباما لمهاجمة أبرز المرشحين الديموقراطيين هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة للخارجية في فترة ولاية أوباما الأولى.


ووسع تنظيم الدولة الاسلامية نطاق نفوذه في الشرق الأوسط وخارجه وشن التنظيم أو مؤيدون له هجمات في الأونة الأخيرة في باريس وسان برناردينو بولاية كاليفورنيا.


كما أذهلت كوريا الشمالية العالم الأسبوع الماضي بإجراء رابع اختبار نووي. كذلك فإن مقاتلي حركة طالبان يحققون مكاسب في أفغانستان بينما تستمر الصين في استعراض عضلاتها مع جيرانها.


ومازالت روسيا تتصرف بلا رادع في الصراع الأوكراني كما أنها تحدت النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط بتدخلها العسكري في الحرب الأهلية السورية التي انتهزها منتقدو أوباما باعتبارها دليلا على أن السياسة الخارجية تسير بغير دفة.


ويتفق معظم المحللين في الرأي مع إصرار مسؤولي الإدارة أن جانبا كبيرا من المشاكل العالمية تحركه قوى تتجاوز سيطرة أوباما.
لكن الخبراء يقرون أيضا انتقادات من يقولون إن استجابة أوباما للأزمات اتسمت في كثير من الأحيان بالتردد وإن أخطاء سياسته إما كانت سببا في تأجيج الصراع أو لم تفعل شيئا يذكر للحد منه في أماكن مثل سوريا والعراق و #أوكرانيا.


وقال آرون ديفيد ميلر المستشار السابق في شؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديموقراطية: "هذا رئيس عازف عن المخاطرة يرسم خطوطا حمراء لا يطبقها. ولا يوجد ميل للمبادرات البطولية في ما تبقى من وقت".


وكان أوباما تولى منصبه عام 2009 وسط تهليل أنصاره له باعتباره زعيما إصلاحيا ووسط تعهداته بإعادة القوات الأميركية من الحروب الطويلة التي لا تحظى بتأييد بين الشعب الأميركي في كل من العراق وأفغانستان.


وفي أول خطاب له وعد الرئيس الأميركي بالمساعدة في بدء "عصر جديد من السلام" بما في ذلك التواصل مع المسلمين الذين استعداهم ما رأوا أن سلفه جورج دبليو بوش ارتكبه من فظائع في الحرب العالمية على #الارهاب.


وبعد بدء الانتفاضات التي هزت العالم العربي استغل أوباما خطاب حالة الاتحاد عام 2011 في الإعلان عن تأييده "للطموحات الديمقراطية لكل الشعوب". لكن الربيع العربي أخذ منحى بغيضا منذ ذلك الحين ليواجه أوباما مزيدا من الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط دون أن يتحقق شيئا من الطموحات الديموقراطية.


* عقبات هائلة
تبين استطلاعات الرأي الحديثة أن أكثر من نصف الأميركيين لا يقرون أسلوب أوباما في تناول السياسة الخارجية كما أن ثلثي الأميركيين غير راضين عن رده على تنظيم الدولة الاسلامية والتهديد الارهابي.


وتنفي إدارة أوباما نفيا قاطعا أنها أصبحت تقنع الآن باحتواء الصراعات التي تبدو مستعصية على الحل. وللدلالة على ما حققته الإدارة من نجاح يمكنها أن تشير إلى الاتفاق النووي التاريخي الذي وقعته مع ايران وكذلك الانفتاح الديبلوماسي التاريخي على كوبا واتفاق التغير المناخي الدولي.


وقال مسؤول إن كل هذه الانجازات ستحظى بالإشارة إليها على الأرجح في الخطاب الذي يلقيه أوباما يوم الثلثاء. كذلك أبرم أوباما اتفاقا مهما للتجارة مع منطقة آسيا والمحيط الهادي لكنه يواجه معركة شاقة من أجل نيل موافقة الكونغرس عليه.


وفي العام المقبل ترك أوباما الباب مفتوحا أمام استخدام سلطاته التنفيذية لتحقيق وعده القديم بإغلاق سجن غوانتانامو العسكري وربما يتصرف أيضا من تلقاء نفسه لتخفيف الحظر الاقتصادي المفروض منذ نصف قرن على كوبا.


وقال المسؤول الكبير بالإدارة: "الرئيس سيركز على نهاية قوية لبرنامجه في السياسة الخارجية. هذه ليست سياسة إحتواء حسب مدى علمي".


ويصر أوباما أن هدفه هو تدمير تنظيم الدولة الاسلامية في #سوريا والعراق لكن ثمة شكوكا قوية أن تكفي سياسته التي تجمع بين الاعتماد على الشركاء المحليين المزودين بالسلاح الأميركي والغارات الموجهة التي تشنها قوات أميركية خاصة وكذلك الضربات الجوية التي يشارك فيها حلفاء آخرون والعقوبات المالية.


كذلك فإن البحث عن حل ديبلوماسي للحرب الأهلية السورية يواجه عقبات هائلة كما أن المؤشرات تدل على أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى في موقعه رغم قول أوباما عام 2011 إنه لا بد من رحيله.


وقال فريدريك هوف المستشار السابق لوزارة الخارجية في شأن سوريا خلال فترة الولاية الأولى لأوباما ويعمل الان لدى مؤسسة اتلانتيك كاونسل للبحوث، "محصلة كل هذا محاولة احتواء والمضي في عام 2016 إلى أن يصبح الأمر مشكلة شخص آخر".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم