الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سمية البعلبكي تغني أسمهان في بيروت

نسرين الظواهرة
سمية البعلبكي تغني أسمهان في بيروت
سمية البعلبكي تغني أسمهان في بيروت
A+ A-

تسير عكس الجو الفني السائد بخطى ثابتة وترى أن فرادتها وتميزها هما نقطة قوتها، إنها الفنانة سمية البعلبكي ابنة البيت الفني الأصيل التي تشرّبت الفن الحقيقي منذ نعومة أظفارها، لتصبح واحدة من أهم مطربات هذا العصر اللواتي يحاولن المحافظة على أصالة الفن الشرقي وتقديمه إلى جيل اليوم بشكل عصري.

ترى سمية البعلبكي أنها جزء من هذا العصر إنما بقالب مختلف. تقدم في الفن هويتها وشخصيتها ولا تعيش في كوكبها الخاص. وهل تسيرين عكس التيار؟ تجيب: "أظن أن التيار اختلف في السنوات الأخيرة بعد الموجة التي اجتاحت الساحة الفنية أواخر التسعينات بسبب شركات الإنتاج، "يعني اللي عندو صوت قعد بالبيت". اليوم عادت الأمور إلى نصابها وبقيت الأصالة عرّابة كل العصور". وتتابع: "طبعاً الأمور اليوم ليست في أفضل حالاتها، لكنها نشهد تحسناً ملحوظاً". لا توافق بعلبكي على تسميتها فنانة النخبة وتفضل عليها "فنانة السمّيعة والذوّيقة"، فالنوعية في الحياة أمر مهم، بحسب رأيها، وهذا واجب على كل فنان لأن الفن يعكس حضارة الشعوب وثقافتها، والذوق الفني العام هو مرآة العصر.
وكيف تحاولين التكيّف مع هذا العصر؟ تجيب: " أطوّع نفسي سريعاُ لكن على طريقتي، فأنا مش عم حاكي التاريخ ومش مفروض نكون نسخة وحدة". مؤكدة أن جمهورها الكبير من الجيل الجديد ويحب كثيراً الموسيقى التي تقدمها. في العالم هناك أكثر من عشرين ألف نوع موسيقي ولكل منها جمهوره وناسه، وخللنا، برأيها، أننا نتبع الموضة وليست لدينا خصوصية.
حضورها الفني المتقطّع سببه الوضع الإنتاجي العام، وتركيز ما تبقى من شركات الإنتاج على نمط فني واحد. لكنها، في المقابل، تشعر بتقدير جمهورها رغم قلة نشاطها. في اللحظة التي تقرر فيها العودة يقابلها الجمهور بمحبة كبيرة، الأمر الذي يشكّل حافزاً لها يحثّها على الاستمرار. تعترف أنها يجب أن تكون في مكانة فنية أفضل، لكن ما يمنعها الإمكانات المادية، وخصوصاً أن المستوى الفني الذي تقدمه يحتاج إلى موازنة كبيرة، الأمر الذي يحول دون تنفيذها بعض الأفكار. هل يؤلمها أن شركات الإنتاج تفتح أبوابها لفنانين معينين وتُقفلها في وجه الفنانين الحقيقيين؟ تجيب بأن الجميع يعلم "ليه مفلوشة هالشركات لبعض الفنانين". وهي لا تستغرب الأمر في ظل ما تعيشه المنطقة من عدم استقرار، وخصوصا أن الفن لا ينفصل عن الوضع السياسي، فهو يصارع تماما كالإنسان العربي المتمسك بأرضه والرافض للواقع الذي يعيشه والمفروض عليه. لذلك تتحلى بإيمان كبير وتعلم أنها مرحلة صعبة وستنتهي "نحنا الكم فنان اللي ما بيزيدو عن أصابع الإيد الوحدة بتصور عم ندفع تمن غالي بس لازم نكفّي".
تغيب سمية البعلبكي أحياناً بسبب التزامها بعائلتها التي حكم عليها عدم العيش في لبنان كعائلات لبنانية كثيرة، لكنها، بعد مشاركتها في مهرجان طرابلس، ستحيي قريباً بمشاركة الأوركسترا الوطنية اللبنانية حفلة جديدة في 14 كانون الثاني على مسرح بيار أبو خاطر بعنوان "أسمهان في الذاكرة" تضم باقة من أجمل أغانيها إنما بتوزيع جديد من توقيع الفنان عبد الله المصري، إضافة إلى بعض أغاني عبد الحليم حافظ. ولماذا أسمهان؟ لأن تاريخها الفني العظيم والموسيقى التي قدمتها تسمح بتقديمها بأشكال مختلفة، تماماً كما بعض الأعمال الغربية التي قُدمت بأشكال عديدة "تجربة حلوة نسمع هالأعمال اللي عايشة بذاكرتنا بأسلوب غربي جديد".
أما عن الإصدارات الخاصة فكشفت أنها تتعاون مع مجموعة من الشعراء والملحنين في السعودية، وستصدر هذه الأعمال تباعاً من خلال شبكات التواصل الإجتماعي التي فرضت على الفنان أسلوباً جديداً في التسويق "هيدا الباب ما حدا بيقدر يحرمني منو حتى طلّ".
تسعى سمية البعلبكي في المرحلة المقبلة إلى التركيز على الإصدارات الخاصة، وبعد غنائها من توقيع كبار الشعراء والملحنين ترى في بعض الأسماء من جيل اليوم قدرات عالية أمثال الفنان مروان خوري. إلى من تسمع سمية البعلبكي؟ طبعاً أحب كاظم الساهر كمغنّ وملحن، وحسين الجسمي، إضافة إلى بعض الأغاني لأننا، برأيها، في عصر الأغنية الجميلة وليس الأصوات.
أمنيتها في العام الجديد تحقيق الانتشار الأوسع لأن مسيرتها التي انطلقت من أيام المراهقة لم تتبلور بعد بشكل صحيح، على أمل أن يصل صوتها وأعمالها وأفكارها إلى جمهور أوسع في أنحاء العالم كله.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم