السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قطع العلاقات السعودية - الإيرانية يمتد إلى الملاحة والتجارة ودول أخرى اضطراب في المنطقة الشرقية والعراق وموسكو تعرض وساطتها

المصدر: (وص ف، رويترز، أب)
قطع العلاقات السعودية - الإيرانية يمتد إلى الملاحة والتجارة ودول أخرى اضطراب في المنطقة الشرقية والعراق وموسكو تعرض وساطتها
قطع العلاقات السعودية - الإيرانية يمتد إلى الملاحة والتجارة ودول أخرى اضطراب في المنطقة الشرقية والعراق وموسكو تعرض وساطتها
A+ A-

تجاوزت الأزمة السعودية - الإيرانية على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر إطارها الثنائي، إذ امتد قطع العلاقات أو خفض مستواها إلى دول أخرى مثل البحرين والإمارات العربية المتحدة والسودان. وقررت الرياض توسيع قطع العلاقات ليشمل وقف حركة الملاحة الجوية وانهاء العلاقات التجارية. وإذ تداعت جامعة الدول العربية إلى اجتماع طارئ دعماً للرياض، بدأ شبح أعمال العنف المذهبية يُنذر بالاتساع، سواء في المنطقة الشرقية السعودية أم في العراق.


صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن قطع الرياض العلاقات مع إيران سيمتد ليشمل وقف حركة الملاحة الجوية وإنهاء العلاقات التجارية ومنع السعوديين من السفر إلى الجمهورية الإسلامية. لكنه أضاف أن الحجاج الإيرانيين لا يزالون موضع ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة، داعياً إيران إلى التصرف على أنها "دولة طبيعية" وليست "ثورية"، وعليها احترام الأعراف الدولية قبل إعادة العلاقات.
وسرعان ما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية توجيه "الناقلات الوطنية وجميع الناقلات بتعليق ومنع جميع رحلاتها من إيران وإليها"، على "خلفية الاعتداءات السافرة التي تعرضت لها سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران والقنصلية في مشهد بإيران".
ولم تسلم الرياضة من الأزمة بين البلدين، فقد طالبت نوادي الهلال والنصر والأهلي والاتحاد السعودية المشاركة في دوري الأبطال الآسيوي لكرة القدم، في مواقعها الالكترونية، بعدم خوض مبارياتها المقررة مع النوادي الإيرانية في ايران ونقلها الى أرض محايدة.
وكان محمد النمر، شقيق الشيخ النمر، ندّد عبر "تويتر" باستهداف البعثات الديبلوماسية السعودية. وكتب: "نقدر العواطف تجاه الشهيد الشيخ النمر، ولكن نرفض الاعتداء على سفارات المملكة وقنصلياتها في ايران وغيرها".
وأمس أيضاً استمرت التظاهرات في طهران ضد السعودية. فقد تجمع المتظاهرون في ساحة الإمام الحسين، وتظاهر مئات التجار في البازار الكبير. وانتقد بعض المتظاهرين وزارة الخارجية الايرانية معتبرين أنه كان ينبغي أن تبادر الى قطع العلاقات مع الرياض.


تضامناً مع السعودية
وكان وصل إلى دبي ليل الأحد - الاثنين نحو 80 ديبلوماسياً سعودياً وأفراد عائلاتهم من ايران. وتعليقاً على قطع العلاقات، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية جابر الانصاري بأن السعودية ترى "مصالحها ووجودها في مواصلة التوتر والمواجهات، وتحاول حل مشاكلها الداخلية عبر تصديرها الى الخارج".
وأصدرت البحرين بياناً ضمّنته "قطع علاقاتها الديبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية"، والطلب من دبلوماسييها مغادرة المملكة "خلال 48 ساعة"، وكذلك إقفال بعثة البحرين لدى طهران وسحب كل طاقمها.
كما أعلنت وزارة الخارجية السودانية قطع العلاقات "فوراً" مع إيران، على خلفية "حادثة الاعتداء الغاشم على سفارة" السعودية في الرياض وقنصليتها في مشهد. ويذكر أن علاقات الخرطوم كانت جيدة مع إيران حتى أيلول 2014، عندما تقرر إقفال المراكز الثقافية الإيرانية.
أما الإمارات التي تقيم علاقات تجارية واقتصادية جيدة مع ايران، فاستدعت سفيرها في طهران وخفضت تمثيلها الديبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال، وذلك رداً على "التدخل الايراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي والذي وصل الى مستويات لا سابق لها أخيراً".
وفي القاهرة، تحدث نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي عن اجتماع طارىء لوزراء الخارجية الأحد، من أجل "ادانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد"، إلى "ادانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية".
وكان الأزهر في القاهرة ومنظمة التعاون الإسلامي نددا بالهجمات على البعثات الديبلوماسية السعودية. ورحبت جماعة "جيش الإسلام" السورية المعارضة بقرار السعودية.


نسف مسجدين
وترجمة للاحتقان المذهبي، أطلق مسلحون النار مساء الأحد على دورية للشرطة في بلدة العوامية بشرق السعودية، مسقط النمر. وأوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن إطلاق النار أدى الى "مقتل المواطن علي عمران الداود وإصابة الطفل محمد جعفر التحيفه (8 سنوات)".
وفي بغداد، أعلنت الشرطة العراقية حصول انفجارين بعبوات ناسفة هزا مسجدين سنيين في مدينة الحلة جنوب بغداد. وكان المهاجمون يرتدون بزات عسكرية. وروى شاهد أن المسلحين اقتادوا أحد النازحين من الأنبار من محيط أحد المسجدين ثم قتلوه بالرصاص.
واغتال مسلحون مجهولون مساء الأحد طه الجبوري، إمام جامع محمد عبد الله جبوري السني في ناحية الاسكندرية المجاورة.
وأصدرت وزارة الداخلية العراقية بياناً اعتبرت فيه "هذه الاعتداءات محاولات يائسة لاستعداء الطوائف العراقية بعضها ضد البعض، وثمة جهود لإحياء الاحتقان المذهبي على خلفية أحداث تشهدها المنطقة".
وخرج آلاف المتظاهرين العراقيين في بغداد والنجف وكربلاء والبصرة احتجاجاً على إعدام النمر وطالبوا بمقاطعة المنتجات السعودية.
عرض وساطة روسية
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو "مستعدة لدعم" حوار بين الرياض وطهران والقيام بـ"وساطة"، وطلبت منهما بإلحاح" ومن "الدول الخليجية الأخرى ضبط النفس"، وسلوك "طريق الحوار". واسترعى الانتباه أن "وزارة الخارجية الروسية رأت أن الهجمات على البعثات الديبلوماسية لا يمكن أبدا اعتبارها وسيلة قانونية للاحتجاج.
وصرّح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون :"لنكن واضحين، إننا ندين عقوبة الإعدام في كل الظروف، وذلك يشمل السعودية"، وأضاف :"نتمنى الاستقرار في الشرق الأوسط لأنه أمر أساسي لتسوية الأزمة في سوريا".
ودعا الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ستيفان لوفول السعودية وإيران الى "وقف تصعيد" التوتر.
وطالبت ألمانيا البلدين إلى بذل كل ما في وسعهما "لإعادة علاقاتهما".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم