الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

غنى بو حمدان و"أعطونا الطفولة" أمام أسماء الأسد

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
غنى بو حمدان و"أعطونا الطفولة" أمام أسماء الأسد
غنى بو حمدان و"أعطونا الطفولة" أمام أسماء الأسد
A+ A-

لم تكد الصغيرة غنى بو حمدان أن تشكّل حالة جامعة، حتى نُبش لها ماضٍ يعمّق الانقسام السياسي. انتشر عبر مواقع التواصل الأداء البريء للصغيرة السورية لأغنية "أعطونا الطفولة" أمام لجنة تحكيم برنامج The Voice Kids ("أم بي سي"، "أم بي سي مصر"، "أم تي في") #كاظم_الساهر، #نانسي_عجرم، و#تامر_حسني، وانشغل الناشطون بالتأثّر في الدموع التي ذُرفت واللحظة الإنسانية التي تُجمّل الموقف. وكادت الصغيرة أن تشكّل حالة مشتركة وسط التشظّي، إلى أن أُرفق الفيديو "الوحدوي" بفيديو آخر يُظهر الصغيرة ذاتها تؤدي الأغنية ذاتها، وهذه المرة أمام زوجة الرئيس السوري #بشار_الأسد، أسماء الأسد، أي أمام زوجة النظام المتهم بقتل الطفولة والشباب والكهولة والوطن.


فجأة تغيّرت النبرة، وانتشر- عوض فرح الأغنية- الاستفزاز وردّ الفعل. وتحوّلت بو حمدان مادة سجال بين موالٍ ومعارض وأُريد لبراءة الحنجرة أن تتلاشى. نَبْش فيديو غناء "أعطونا الطفولة" أمام أسماء الأسد، فيما يُفترض أنّها رسالة سلام في وجه مجانية القتل، أصاب البعض في العمق فَجرَّ الصغيرة إلى ميادين الحرب. "يا فرحة ما تمّت"، وسوريا ما كادت أن تهلّل حتى قيل أنّها خابت. فيديوان للأغنية عينها في اتجاهين متناقضين، مرّة تجاه التوق إلى الطمأنينة برجاء السلام، ومرّة تجاه الزوجة والحاشية وأكذوبة السلام في ظلّ السطوة، وما الصغيرة سوى طعم عُلّق بشبكة. الصغيرة ذارفة الدمع رسمت حول دمعها استفهاماً يتعلّق بحقيقة التأثر فيما سبق للأغنية أن أُطلقت بتأثر أقل ومن دون التحوّل إلى حالة.


والواقع أنّ غنى بو حمدان باتت موضوع أخذ وردّ بعد فيديو الغناء أمام الأسد، حدّ أنّ البعض انقلب فجأة من الشعور بالاعتزاز الوطني إلى اعتبار الصغيرة "طرفاً" والتعامل معها بغضب السياسة وسيل التّهم. ولعلّ صغيرة بعمر الزهر لا تفقه مسائل الخراب ما يفرض اتخاذ موقف من الأيادي الآثمة وثمة مَن أرادها في النار، فجرى زجّها في معركة شدّ الحبل. لكلٍّ منبرٌ يرفع عبره الصوت ويصدّر المواقف، وبو حمدان بين المنابر، تلوح وفق هبوب الريح، كما يحدث مع الفورة والفورة المضادة.
نشاء أن توحّد الأغنية المسافات المتباعدة ويجمع الفنّ ما تمزّق. غنى بو حمدان لحظة تقلّصت لتذهب في اتجاه آخر.



[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم