الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سنة على استهداف "شارلي ايبدو"... أول فصول مأساة اعتداءات باريس

المصدر: (أ ف ب)
سنة على استهداف "شارلي ايبدو"... أول فصول مأساة اعتداءات باريس
سنة على استهداف "شارلي ايبدو"... أول فصول مأساة اعتداءات باريس
A+ A-

تصدر صحيفة #شارلي_ايبدو الساخرة عددا خاصا في الذكرى السنوية الاولى لسلسلة اعتداءات اظهرت مدى انكشاف فرنسا امام التهديد الجهادي، ويتضمن رسما كاريكاتوريا يظهر "الها ملتحيا يحمل كلاشنيكوف" كتب فوقه "بعد سنة، القاتل لا يزال فارا".


ويصدر العدد الخاص من "شارلي ايبدو" الاربعاء بمليون نسخة، وسط اسبوع من فعاليات تبلغ ذروتها الاحد بتجمع كبير في باريس. ويشارك الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في حفل احياء الذكرى في ساحة الجمهورية للتذكير بالتظاهرات العملاقة ضد الارهاب في 11 كانون الثاني.


وفي 7 كانون الثاني 2015، بث شقيقان جهاديان الرعب والقتل في مقر شارلي ايبدو في هجوم بالكلاشنيكوف مستهدفين احد ركائز الديموقراطية، الاعلام الحر. وعنونت صحيفة "لوموند": "11 ايلول الفرنسي".


وردد الشقيقان سعيد وشريف كواشي اثناء فرارهما بعدما قتلا اعضاء هيئة تحرير الصحيفة (ثمانية بينهم خمسة من اشهر رسامي الكاريكاتور)، "لقد ثأرنا للنبي! لقد قتلنا شارلي ايبدو"، في اشارة الى نشر الصحيفة رسوما كاريكاتورية للنبي محمد في 2011 اثارت موجة استنكار كبرى. وقتل اربعة اشخاص اخرين خلال الهجوم.


وفي اليوم التالي، قام مسلم متطرف اخر يدعى احمدي كوليبالي بقتل شرطية قرب باريس. والجمعة 9 كانون الثاني، هاجم متجرا يهوديا وقتل اربعة يهود قبل ان يقتل برصاص الشرطة. وقتل الشقيقان كواشي معا في مطبعة بشمال شرق باريس.


وخلال ثلاثة ايام، اوقعت اعتداءات نفذها جهاديون اعلنوا انتماءهم الى القاعدة او تنظيم #الدولة_الاسلامية، 17 قتيلا.
وفي 11 كانون الثاني، اصبحت باريس "عاصمة العالم" بحسب كلمات الرئيس فرنسوا هولاند الذي تقدم تظاهرة عملاقة ضمت حوالى 50 من قادة العالم رفضا للعنف.


ونزل حوالى اربعة ملايين متظاهر الى شوارع البلاد في مسيرات لم تشهدها فرنسا منذ التحرير عام 1944. وفي لندن ومدريد وواشنطن جرت تظاهرات ايضا دعما لفرنسا وردد المشاركون "انا شارلي".


لكن رغم هذا الدعم، ظهرت انقسامات داخل المجتمع الفرنسي. ومع التنديد بالعنف، لم تكن مظاهر تضامن قسم من المسلمين مع شارلي ايبدو واضحة. ولم يقم بعض المدرسين بفرض دقيقة صمت في ذكرى الضحايا فيما تم تمجيد القتلة في بعض الاحيان على الانترنت.


وبدأت تساؤلات في فرنسا حول نموذجها للاندماج. وكيف تمكن منفذو الاعتداءات الذين ولدوا ونشأوا في فرنسا من الوصول الى درجات التطرف هذه. وندد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بـ"تمييز مناطقي واجتماعي واتني" في البلاد.


وتقدم اليمين المتطرف في انتخابات محلية في اذار (25% من الاصوات في الدورة الاولى) ثم المناطق في كانون الاول (نحو 28%). وبعدما باع هذا العدد من شارلي ايبدو نحو ثمانية ملايين نسخة، عاد الناجون من المذبحة الى عملهم في الصحيفة رغم صعوبات التغلب على الصدمة فيما غادرها بعضهم.


وفي اماكن اخرى تستمر الحياة لكن وسط مراقبة شديدة، حيث اصبحت الدوريات الامنية امرا معتادا امام المواقع الحساسة. ورغم هذه الاجراءات عبر بعض اليهود عن مخاوفهم وتزايدت هجرتهم الى اسرائيل.


لكن هذه الاجراءات لم تمنع تكرار المأساة. ورغم احباط اعتداءات- على كنيسة في ضواحي باريس في نيسان او على متن قطار ثاليس في اب- نفذ الجهاديون عمليات جديدة غير مسبوقة


وفي مساء 13 تشرين الثاني، قام نحو عشرة رجال غالبيتهم قاتلوا في سوريا، بشن هجوم منسق على ملعب كرة قدم ومقاه وحانات ومطاعم وقاعة حفلات ما ادى الى مقتل 130 شخصا في اسوأ اعتداءات تشهدها فرنسا.


وهذه المرة فرضت حالة الطوارئ في البلاد ولم تشهد مجددا "حالة 11 كانون الثاني"، فقد حظرت التظاهرات وتكثفت عمليات الدهم والضربات ضد تنظيم الدولة الاسلامية -الذي تبنى الاعتداءات- في سوريا والعراق.


وقال هولاند: "فرنسا في حالة حرب". وقال احد سكان شرق باريس الذي شهد الاعتداءات: "انها جريمة جماعية"، مضيفا "لم يعد الامر يتعلق باستهداف صحافيين او يهود: الهدف هو انت وانا في حانتنا وقاعة حفلاتنا والاماكن التي نرتادها مع اولادنا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم