الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بغداد ندّدت بإعدام السعودية النمر ولكن من دون المسّ بالعلاقات المتجدّدة

بغداد – فاضل النشمي
A+ A-

في غمرة الانفراج النسبي في العلاقات العراقية - السعودية ورفع مستوى التمثيل الديبلوماسي، بتعيين السفير ثامر السبهان مطلع السنة الجديدة بعد قطيعة استمرت 25 سنة، جاء حادث اعدام السلطات السعودية الشيخ الشيعي البارز نمر باقر النمر لتثير مخاوف جدية من عودة القطيعة الديبلوماسية بين البلدين بعد اسبوع واحد فقط من إعادتها.


صحيح ان البيان الذي أصدره رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي عن اعدام النمر عبر عن "اسف بالغ وصدمة شديدة" متجنباً الاشارة الى مراجعة أو قطع العلاقات مع الجانب السعودي، إلا انه وجه انتقادات لاذعة الى السعودية، اذ اعتبر ان "سياسة تكميم الافواه وتصفية المناوئين لن تجلب الا مزيداً من الدمار والخراب على الحكومات والشعوب".
وفي السياق ذاته جاء بيان المرجع الشيعي الاعلى أية الله العظمى علي السيستاني، الذي وصف إعدام النمر بأنه "ظلم وعدوان". وقدم تعازيه الى الاهالي في منطقة القطيف حيث يسكن الشيخ الراحل، وتجنب هو أيضاً التطرّق الى قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وكذلك فعلت وزارة الخارجية العراقية، عندما وصفت عملية قتل النمر بأنها "اعدام جائر"، من غير أن تشير الى قضية التمثيل السياسي بين البلدين.
وعلى رغم بيان التنديد الذي أصدره "حزب الدعوة" الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء حيدر العبادي، فإن اقوى الدعوات التي طالبت بقطع العلاقات مع السعودية جاءت من أعضاء داخل الحزب، فدعا رئيس كتلة "الدعوة" في مجلس النواب العراقي خلف عبد الصمد الى "غلق السفارة السعودية وطرد السفير وإعدام الارهابيين السعوديين كافة الموجودين في السجون العراقية رداً على جريمتهم الطائفية الارهابية".
على ان حادث اعدام النمر أثار استياء واضحاً داخل العراق، وخصوصاً داخل الاوساط الشيعية، واستنكره السيد مقتدى الصدر ودعا اتباعه الى الخروج بتظاهرات احتجاجاً عليه. كما ندد ديوان الوقف الشيعي وأكثر القيادات والزعامات الدينية والسياسية بعملية الاعدام. ولوحظ ان "هيئة افتاء اهل السنة في العراق" نددت بالاعدام وحمّلت الجانب السعودي "مسؤولية تداعياته" غير ان بعض الجهات السياسية السنية، اعتبره الحادث "شأناً داخلياً سعودياً".
وعلى رغم الغضب العراقي الواضح من عملية اعدام الشيخ النمر، فإنه لم يعبر عنه على شكل اعتداء على السفارة السعودية في بغداد كما حصل في طهران، حتى ان السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان قال عبر تغريدة في صفحته بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي،" إن سفارة بلاده في العاصمة بغداد آمنة"، وإن هناك " اهتماماً من الحكومة العراقية بذلك ونأمل العقلانية والحكمة في أي طرح".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم