الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بالصور والفيديو- من المصنع عبر مبعدو الزبداني "صمدوا كالسنديان، لولا الجوع والوجع"

المصدر: زحلة – "النهار":
دانيال خياط
بالصور والفيديو- من المصنع عبر مبعدو الزبداني "صمدوا كالسنديان، لولا الجوع والوجع"
بالصور والفيديو- من المصنع عبر مبعدو الزبداني "صمدوا كالسنديان، لولا الجوع والوجع"
A+ A-

بهتافات "الله وأكبر" وشارات النصر، بالدموع ونثر الزهور والارز استقبل اهالي الزبداني اللاجئين الى لبنان واهالي مجدل عنجر، عند نقطة المصنع على الحدود اللبنانية، قافلة المقاتلين والعائلات والجرحى الذين جرى إجلاؤهم من بلدة الزبداني في ريف دمشق في مقابل إجلاء مماثل من بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب في إطار اتفاق الهدنة الذي كان قد جرى التوصل اليه قبل مدة.


وكانت 22 سيارة تابعة للصليب الأحمر من بينها 17 سيارة إسعاف، يرافقها موكب كبير من الأمن العام اللبناني اتّجهت السابعة والنصف صباحاً الى جديدة يابوس على الحدود السورية، حيث انتظرت لتقلّ الاشخاص الذين سيتمّ اجلاؤهم من الزبداني الى مطار رفيق الحريري الدولي عبر طريق المصنع. في هذا الوقت، بدأ اهالي الزبداني الذين سبق وفرّوا الى لبنان من القصف والحصار والجوع، بالتجمع في المصنع لاستقبال اهلهم وأقربائهم في البلدة المحاصرة منذ 6 اشهر. تكاد اميرة مطفى برهان، لا تصدق "بأنني سأراهم" تقصد ابناء اعمامها واقرباء لها "بات لنا شهر نترقب سير الاتفاق" لتعود وتسأل "هل نستطيع ان نستقبلهم بنثر الارز والزهور؟" تأسف لأن ليس الجميع سيخرجون فيما وجعها على اقربائها الجائعين في مضايا المحاصرة يقولون لي "لن تتعرفي علينا اذا رأيتينا" وأملها ان ينفذ بند ادخال الاغذية الى مضايا الاربعاء المقبل.





من جهتها تستعد والدة الطبيب محمد دالاتي لاستقبال عائلة ابنها "كنتي واحفادي الخمسة، الله نجاهم، كان البرميل يسقط عليهم فيخرجونهم أحياء"، تتراوح اعمار أحفادها ما بين سنة واحدة و12 سنة أحدهم مقعد، والدهم الطبيب "سيكون آخر المغادرين من الزبداني فهو لن يخون رفاقه" تقول والدته بكل فخر.
صبحية كما غنوة غاضبتان: "فرحتنا ناقصة، هذا ليس حلا ان نخرج من بلدنا" هنّ يخشين ان تكون "روحة بلا رجعة"، "ماذا فعلنا؟ طالبنا بالحرية؟ كان شرطي السير يحكمنا، كنا أغنى دولة في الوطن العربي، لكننا كنا تحت خط الفقر، شباب الزبداني هم من كانوا يدافعون عن الزبداني"، لا تفهم ثمن تدفيع بلدتهم كل هذا الثمن الغالي.
"راسخون كالسنديان في الزبداني، لولا الجوع والوجع ما طلعنا، اجليتم الجرحى لماذا لم تدخلوا الاكل والشرب ايضا؟" تسأل.
لكن الوجع الاكبر هو مضايا التي لجأ اليها اهالي الزبداني ليتقاسموا مع اهلها مصيرا واحدا من الجوع والحصار "تتصل بي ابنة اختي من مضايا تطلب مني بسكويتة على شوكولا، ما عدت اقدر ان انظر الى البسكويت"، "الاطفال ما عادت قادرة على المشي، أبي عمره 80 سنة يموت جوعا"، الكل لديه قصص مماثلة عن عائلاتهم "اين هي الامم المتحدة ألا تقدر ان تفتح طريقاً الى مضايا وتوصل إليهم المعونات؟"


 


[[video source=youtube id=JFNi1n_pxO4]]



لكن اهالي الزبداني لم يُتركوا وحيدين في المصنع، جاءهم عدد من شبان مجدل عنجر بباقات من الزهر ليرشوها معا على من أسموهم في اليافطات التي رفعت باسم شباب البلدة واهلها الابطال واشرف الناس: "اهلا وسهلا بالابطال انتم الكرارون ولا الفرارون"، "سلام عليكم يا اشرف الناس".
طال انتظار الناس، تعبوا وجاعوا لكنهم لم يغادروا. وقرابة الرابعة والنصف طلّت القافلة واشتعل المصنع عرسا، دخل "المبعدون قسرا عن الزبداني" لبنان ليجدوا بحرا من البشر يستقبلهم، يكبّر لهم، يرفع لهم شارات النصر، وعلم الثورة السورية يرفرف لهم، النساء كما الرجال أغرقوا بالبكاء، لينطلقوا بعد مرور القافلة في تظاهرة عفوية تستعيد الايام الاولى للثورة بهتافاتها واناشيدها.
وقد أقلت القافلة، في 5 حافلات وفي سيارات الاسعاف، 126 شخصا، بينهم 14 امرأة و8 أطفال، الى 8 جرحى حالتهم صعبة، و48 مصابًا انما ليسوا حالات ساخنة، واتجهت مباشرة الى مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم