الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الغائب المربي مجيد حاتم

عصام منصف
A+ A-

كنتُ أستاذاً ثانوياً في ثانوية الملعب، طرابلس، ثم في ثانوية برج البراجنة الرسمية.


وكانت مادة التدريس
الللغة الفرنسية والأدب
الفرنسي في تاريخه ونصوصه من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، وبالاضافة الى ذلك، تدريس الترجمة والتعريب.
وقتها سمعت أن الاستاذ مجيد حاتم هو مدير ثانوية غزير الرسمية بعد أن كان مدرسًا للغة العربية في أحد معاهد فرن الشباك الرسمية. كان،كما قال لي بعض الزملاء، مديرًا صارمًا، نظاميًا، ناجحًا، ولكن لظروف خاصة أجهلها نُقل من ثانوية غزير الرسمية التي أعلى من شأنها إلى ثانوية حارة صخر،حيث شغل ناظرًا عامًا ومساعدًا للمدير الزميل جوزيف صفير. هناك كنت أزوره من حين لآخر ونتبادل الأحاديث التربوية والثقافية.
■ وعندما انتقلتُ الى ثانوية غزير الرسمية بعد سنة 1979، زاملتُ زوجته المصونة الأستاذة تريز الدويهي حاتم، شقيقة زميلي وصديقي في ما بعد الكاتب المميّز الدكتور انطوان، الى جانب شقيقه الآخر المجلّي الدكتور جبور. كنا ندرّس اللغة الفرنسية وآدابها مع السيدة تريز الى أن انتقلت الى الجامعة اللبنانية بعد نيلها الدكتوراه في الادب الاستشراقي الفرنسي من إحدى جامعات باريس. وهي الآن عضو فاعل في الحركة الثقافية - انطلياس. ولامجال الآن لذكر أعمال الأخوين والشقيقة. حفظهم الله وأكرمهم بنتاجهم التربوي والثقافي ونشاطهم العائلي المثمر.
■ ومع الأيام، ترددتُ الى منزله في ذوق مكايل. هناك كانت لقاءات متعددة معه ومع زوجته حول شؤون تربوية، ثقافية، تأليفية. حينها أهداني كتابه عن تاريخ ومجتمع قريته فتري المطلة على نهر ادونيس الملتصق اسمه بالعاشقة عشتروت. حينها نشرت مقالا تحليلياً في جريدة محلية حول ظواهر هذه القرية اللبنانية كما استخرجتها من هذا الكتاب المرجع.
■ ولا ننسى أخيرا تأسيسه لدار النشر، دار حاتم للنشر، بعد سنوات من تقاعده من الادارة.
وقد ساهمت فيها زوجته الكريمة في طباعة بعض الكتب والمنشورات المدرسية في اللغة الفرنسية حسب مناهج البريفيه وحتى البكالوريا. وأحتفظ في مكتبتي ببعض الكتب الصادرة من هذه الدار الناجحة بعد جُهد وكدّ لا بأس بهما.
■ لن أزيد على هذه المعرفة التي اعتز بها للحديث المطول عن الذي وصلت الى درجات عالية من العلم والمعرفة الى جانب غرسة خامسة زينت بوجودها الغرسات السابقة. أيها الراحل الكريم، لن ننساك ابدا وستظل مثالا لنا في حياتك المثمرة،كما في مماتك المُحزن.

(أمين الثقافة لرابطة الأساتذة المتقاعدين)

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم