الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إنجازات "نسبية" في الشمال

طلال خواجة
A+ A-

نشطت لجنة المتابعة للمبنى الجامعي الموحد في الشمال بقوة في السنوات الاخيرة، رغم الظروف السياسية والأمنية والإقتصادية التي يمر بها البلد والمنطقة ووجود العاصمة الشمالية على مقربة من أخطر الفوالق السياسية والأمنية.


وبات يمكن الحديث عن انجازات نسبية التي جرى تحقيقها، خصوصا بما يخص النصف العلمي للمجمع. فقد أعيد إطلاق العمل في كليتي الفنون والهندسة بعد توقف طويل، كما يسير بناء العلوم بخطى ثابتة والعقد يتضمن تأمين آبار المياه والمرآب، علما أن مواعيد التسليم للكليات الثلاث خلال سنة 2016، ما يجعلنا نأمل البدء في السنة الاكاديمية المقبلة عند استكمال عقود الصيانة والتجهيزات.
وأخيراً نجحت اللجنة، بالتعاون مع كثر في الجامعة وفي مجلس النواب وطبعا في مجلس الانماء والإعمار، في تأمين الموافقة على قرض بنك التنمية الاسلامي لكليتي الصحة في الفنار والمون ميشال، علما أن قرض كلية الصحة في الشمال يتضمن الأغورا التي تربط الكليات ببعضها بطريقة معمارية جميلة، ما يجعلنا عند اكتمال الكليات الأربع أمام ميني مجمع علمي.
لكن رغم هذه الإيجابيات، فإن الطريق ما زال طويلا. فإضافة الى ضعف الثقة بالمسؤولين عموما وبالالتزام بالمواصفات والشروط والمدد في تنفيذ المشاريع، خصوصا في الشمال المقهور، عاصمة ودساكر، هناك قضايا أساسية لا بد من طرحها، ومنها قضايا الكهرباء والطرقات وخصوصا الجزء الدائري الشرقي للمدينة والذي يربط المجمع بأبي سمراء والقبة وصولا للبداوي لملاقاة الجزء الغربي للطريق الدائري .
بناء مدينة جامعية كاملة يعيد ثقة الشماليين من كل المناطق والطوائف والطبقات والفئات بالجامعة اللبنانية، بعد أن تراجعت هذه الثقة لاعتبارات كثيرة، حتى لتكاد الفروع الشمالية تصبح ملاذا لفئات طبقية ومذهبية ومناطقية معينة.
هذا علما ان الشماليين متمسكون باستكمال الكليات الأربع الباقية، آلاداب والحقوق والعلوم الاجتماعية وإدارة الاعمال، كما كليتي الزراعة والسياحة اللتين لم تصدر قرارتهما التنظيمية بعد، رغم الموافقة المبدئية منذ أكثر من عقد.
ولا بد من العمل من أجل مراكز الأبحاث في المجمع، خصوصا أنّ طرابلس والشمال يمكن أن تستفيد من التكنولوجيا الناعمة.
تبقى نقطة أخيرة تتعلق بالمسألة التنظيمية في الجامعة اللبنانية وفروعها:
1- لم يعد بمقدور الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية متابعة شؤون وشجون حوالى خمسين فرعا وأكثر من ٧٠ الف طالب وطالبة، حتى لو خلت هذه الإدارة "افتراضيا" من الزبائنية والمحاصصة المذهبية والفئوية والفساد والتدخل السياسي عموما. واستطراد فإنه من المستحيل أن تتطور الفروع الشمالية اذا ظلت مستتبعة للمركز حتى لو شغلت أجمل حرم جامعي.
2- لا يمكن إدارة الظهر لقضية التراجع الأكاديمي الإجمالي، وهو وإن كان يشمل جامعات لبنانية كثيرة، ومنها جامعات عريقة، فإن الجامعة اللبنانية تمتلك طاقات علمية وإنسانية كبيرة تجعل الألم من التراجع مضاعفا.


استاذ في الجامعة اللبنانية

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم