الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فيديو "الجيش الحر" غير مقنع... لواء فرسان حوران لـ"النهار": "اغتلنا القنطار بعد رصد 4 أشهر"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
فيديو "الجيش الحر" غير مقنع... لواء فرسان حوران لـ"النهار": "اغتلنا القنطار بعد رصد 4 أشهر"
فيديو "الجيش الحر" غير مقنع... لواء فرسان حوران لـ"النهار": "اغتلنا القنطار بعد رصد 4 أشهر"
A+ A-

بات الفيديو الذي يظهر أحد فصائل "الجيش السوري الحر" يتبنى اغتيال عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية سابقاً سمير #القنطار، مادة اعلامية في وقت كانت فيه الأنظار متّجهة، وشبه متأكّدة، من أن إسرائيل هي الفاعلة، إلا أن الأخيرة حاولت أن تنقل التهمة بسخرية إلى الاستخبارات الفنلندية، لكن تاريخها الحافل بالجرائم والاغتيالات المشابهة يقطع الشك باليقين من وقوفها وراء هذه العملية النوعية، التي تعتبر أكبر من قدرة أيّ فصيل سوري.


تبنّي فصيل "لواء فرسان حوران - فرقة شباب السنّة" عملية الاغتيال لم يكن مدوياً بين السوريين، وكثيرون سخروا من الأمر، خصوصاً أن منطقة مثل جرمانا المحسوبة على النظام لا يمكن التحرك كيلومترات فيها من دون المرور على حواجز الميليشيات التابعة للنظام أو أعين عناصر "حزب الله"، وهي تقع في محافظة ريف دمشق، يبلغ عدد سكانها نحو 114 ألف نسمة ومساحتها 5 آلاف كلم، وتبعد عن دمشق نحو 5 كلم، كما أنها تقع على طريق مطار دمشق الدولي ومعظم سكانها ‏من الطائفة الدرزية، وفيها أيضاً علويون ومسيحيون وتعدّ من خزانات ‏دعم النظام الأمنية. ‏



لواء فرسان حوران لم يتحمل مسؤولية العملية وحده، بل أعاد الثقل الأساس إلى من أطلق عليه اسم "لواء المهام السرّي في دمشق"، وأطل بفيديو غير مقنع، لا يحمل أي تفاصيل عن العملية، وكالعادة قائد يتوسط مقاتلين بزي عسكري، وأسلحة وحاسوب نقّال، وفي أقل من دقيقة انتهى البيان. الغريب أن هذا الفصيل ليس جديداً على الساحة السورية، فهو تأسس في 12 - 10 - 2012، ويتبع للجبهة الجنوبية التي تقودها غرفة عمليات الموك في الأردن، وهو ما وضع علامات استفهام على سبب تبنّيه العملية، ما أعاد إلى الأذهان تبنّي "الجيش الحر" بلسان قائده السابق عملية تفجير مبنى الأمن القومي في تموز 2012، وبالرغم من ذلك لم يقتنع أحد بهذا التبنّي ولا تزال الأيادي مجهولة.



وبعد اتصالات عدّة، استطاعت "النهار" التواصل مع قائد اللواء، الذي توسّط المقاتلين في الفيديو، إنه أبو أكرم الحوراني الذي أصرّ على أن رجاله وبالتعاون مع لواء المهام الخاصة نفّذوا المهمة، لكنه لا يحمل معطيات حقيقية أو صورًا أو فيديو يثبت الأمر، وقال: "نعم الفيديو صحيح وهناك مقولة للقنطار بأنه سيدعس الثوار ويسحقهم في سوريا، والشباب يرصدون تحركاته منذ زمن". نقلنا للحوارني تشكيك الجميع بصدقية الفيديو فعلّق: "عادي... يلي بصدق يصدق ويلي ما بدو يسطفل"، ويضيف: "هذه هي الحقيقة والتفجير في 7 كانون الأول في منطقة المالكي كان أيضاً القنطار هو المستهدف فيه، لكننا لم نستطع حينها التأكد من أنه بين القتلى".



على حد قوله إن اللواء لم يتبنّ العمل كي "نشتهر أو يقال اننا وراء العمل، لكن عندما نسمع أن حزب الله يقول إن القنطار بطل الممانعة والمقاومة، وان اسرائيل هي التي وصلت إليه فمن حقنا حينها أن نظهر الحقيقة". كيف تم التفجير؟ أجاب: "الموضوع لم يكن سهلاً وهذا حصيلة تعب 4 أشهر من الرصد والمتابعة"، وزعم أن "العملية نفّذت بصاروخ من منطقة قريبة". ماذا لو اتهمتم بالتعامل مع اسرائيل؟ أجاب: "نحن لا نتعامل معها وهي عدوة لنا".
سألنا العديد من الناشطين، ونفوا علمهم بفصيل باسم "لواء المهام السرّي"، ويوضح الحوارني: "هذا اللواء له العديد من العمليات النوعية، كضرب خط الغاز ومحطة ديرعلي، واغتيالات كثيرة في العاصمة ومنها مُضَر عمار الأسد المسؤول الأمني لحماية قصر بشار، وبسام الأسد المسؤول عن تجمعات الشبيحة في دمشق وريفها، وقبل هذه العمليات هناك تفجير قاعة الاجتماعات في مطار دمشق الدولي". ويؤكد تبعية "لواء فرسان حوران للجبهة الجنوبية، ولدينا الكثير من العناصر في دمشق".



لا يهتم الحوراني أن يصدق الرأي العام، وأشار إلى أن "لواء المهام السري لديه المعطيات وسيزوّدنا بها لأنه هو من قام بالتنفيذ ونحن كنا عوناً له بكثير من الأمور، وسيصدر بيان لاحقاً من غرفة عمليات دمشق وريفها يوضح العمل بالكامل".



قيادي آخر، وهو عضو في القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية وقائد فرقة شباب السنة أبو حمزة  تحدث عن " رصد طويل من مجموعات امنية في دمشق ومن بينها مجموعة من اللواء حيث جرى تنفيذ التفجير"، مضيفاً ان "المجموعات الامنية تتابع #القنطار منذ اربعة اشهر في الكسوه وخان دنون واخيرا في جرمانا وكنا على اطلاع بتحركات العديد من القيادات".


 


قدرة التفجير أكبر من فصيل صغير في سوريا، ولا يزال الحوراني غير مقنع إلى حين إصدار فيديوات أو صور تثبت انهم وراء العملية، فأغلبية الناشطين وقادة "الحر" استبعدوا أن يكون اللواء وراء العملية، ويقول الناشط السوري براء عبد الرحمن المتواجد في ريف دمشق، وعلى اطلاع على حال منطقة جرمانا ومحيطها: "أستبعد إقدام أحد فصائل جيش الحر بالأمر، فهي عملية على مستوى دولي، وقذائف الجيش الحر لا يمكنها أن تسقط طبقات المباني وتحويلها تراباً، إلا إذا كان الفصيل قد تلقى معلومات أمنية عالية المستوى ودولية ونسّق مع الخارج، وغير ذلك من المستحيل تنفيذ مثل هذه العملية".
كما تحدث عبد الرحمن عن طبيعة منطقة جرمانا، ويقول: "هذه المنطقة تقع جنوب دمشق، يسكنها دروز وعلويون ومسيحيون، كثيرون منهم من الشبيحة ‏والأمن، ولا يمكن اختراق جرمانا، ومن المستحيل أن يتحرك أحد داخلها لتنفيذ عملية ما، خصوصا أن التشديد الامني هناك يعود إلى انها قريبة من الغوطة والمطار وهي منبع للشبيحة واللجان شعبية".


 


[[video source=youtube id=0Zzset8qko8]]


 


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم