الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

اسرائيل تدرك ان سمير القنطار ليس عماد مغنية ولكن...

المصدر: "النهار"
رام الله- محمد هواش
اسرائيل تدرك ان سمير القنطار ليس عماد مغنية ولكن...
اسرائيل تدرك ان سمير القنطار ليس عماد مغنية ولكن...
A+ A-

مع غياب اي تعليق اسرائيلي مباشر على اغتيال الناشط في "حزب الله" سمير القنطار في دمشق مساء السبت اشبعت الصحف الاسرائيلية الحدث بالتعليق والتحليل ورأت في معظمها ان القنطار يستحق الاغتيال لكن ثمة رسائل اخرى ربما تكون اكثر اهمية من الانتقام تتعلق بما نسب الى القنطار من تنسيق اعمال ايران في سوريا والتخطيط لهجمات ضد اسرائيل انطلاقا من الجولان.


ورأت ايضاً في ان "تصفية القنطار" لا تستهدف "حزب الله" ولكنها تعزز الردع الاسرائيلي وقت تختلط الأوراق في سوريا. و قالت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية انه "في اعقاب مقتل قنطار ورفاقه، سقطت في منطقة بلدة شلومي في الجليل الغربي الاحد، ثلاث قذائف تم اطلاقها من الأراضي اللبنانية. وتم تفعيل صافرات الانذار في عدد من البلدات الاسرائيلية وأبلغ السكان عن سماع دوي انفجارات. وردّ الجيش الاسرائيلي بإطلاق نيران المدفعية على اهداف في جنوب لبنان. وعقد رئيس الاركان الاسرائيلي الميجر جنرال غادي ايزنكوت جلسة تقييم للأوضاع.



وقال الجيش الاسرائيلي" انه اطلق النار على جنوب لبنان ردا على القذائف التي سقطت في الجليل الغربي، وحمل الجيش اللبناني المسؤولية الوحيدة عما يحدث في الاراضي اللبنانية. ولوحظت في الجليل الغربي، امس، تحركات كبيرة للسيارات العسكرية الاسرائيلية.
واضاف الجيش الاسرائيلي " انه لا يوجد حالياً أي تغيير في التوجيهات لسكان المنطقة، وعلى الرغم من ذلك قامت بلدية نهاريا والمجلس المحلي في بلدة شلومي بفتح الملاجئ العامة تحسباً لأي طارئ". وقال رئيس مجلس شلومي انه تم توجيه السكان للحفاظ على الحياة الطبيعية الى جانب اليقظة".
وحسب الجهاز الامني الاسرائيلي فقد "عمل قنطار بعد اطلاقه على تنظيم خلايا لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وقبل سنة تم التبليغ عن رئاسته لخلية انشأها حزب الله في هضبة الجولان السوري بمساعدة ايران. وجند قنطار نشطاء سوريين وفلسطينيين وكان مسؤولاً عن هجمات عدة، من بينها زرع عبوة في هضبة الجولان، اسفرت عن اصابة 4 جنود اسرائيليين من المظليين، بينهم واحد اصيب بجروح بالغة. كما قام القنطار ورجاله بإطلاق قذائف من عيار 107 ملم باتجاه إسرائيل".


الرد على الاغتيال
وكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان "اغتيال القنطار، يبشر بفترة جديدة من التوتر تعتبر أعلى من المعتاد في المثلث الحدودي إسرائيل، سوريا ولبنان. ورغم ان اسرائيل كعادتها لا تعقب على اتهامها من حزب الله بالمسؤولية عن قتل القنطار، الا ان نقطة الانطلاق في النقاش الجاري حالياً في وسائل الاعلام الدولية، هي ان اسرائيل تقف فعلاً وراء هذا العمل. وبالنسبة لتدحرج الأمور من هنا فصاعداً، وباستثناء اطلاق القذائف على الجليل الغربي، يبدو ان المسألة ترتبط اساساً بموقف ايران".



قاد القنطار شبكة في هضبة الجولان بادرت الى عمليات ضد المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش في الجانب الاسرائيلي من الحدود. وفي العام الماضي طرأ تغيير مفاجئ على شكل تفعيل الشبكة المرتبطة بميليشيا محلية حملت اسم "المقاومة الوطنية السورية في الجولان". لكن "حزب الله" خرج تدريجياً من الصورة وامسكت ايران بزمام الامور. وكما يبدو فان الحزب لم يتأثر من القدرات العسكرية للقنطار الذي اصيب رجاله مرات عدة في عمليات اغتيال، اشتبه "حزب الله" بأن نجاحها ارتبط بامكانية تعرض التنظيم الى الاختراق الاستخباري. كما ان النتائج العسكرية لنشاطات القنطار كانت هامشية جدا، وفق هارئيل.


منذ أشهر عدة يجري الادعاء بأن القنطار وفرحان شعلان، الذي قتل في الهجوم السبت، انشغلا في الاعداد لعمليات اخرى في الجولان. واذا كانت اسرئيل وراء الاغتيال، يمكن الافتراض ان معيار هذه العملية كان توقع المستقبل وليس تصفية حسابات بسبب ماضي القنطار.
مع ذلك تقول الصحيفة ، ان "القنطار لم يكن خصما بحجم القياديين في "حركة حماس" محمد ضيف ويحيا سنوار، او القيادي في "حزب الله" عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق. فهل يعتبر القنطار مهما بما يكفي لتبرير هجوم جوي في ضواحي دمشق؟ احد الاسئلة التي لا يوجد لها جواب معتمد، هو من تواجد (او كان يفترض ان يتواجد) مع القنطار وشعلان في المبنى الذي قصف".



واضافت "يبدو انه لا يمكن تجاهل وجود معايير اخرى، اخلاقية وحتى معنوية، وراء قرار إسرائيل، نظريا، اغتياله. فبالنسبة للجمهور الاسرائيلي، الذي يتعامل مع مصطلح "حسب مصادر اجنبية" كنوع من الغمز، هناك اهمية كبيرة لبند تصفية الحساب، خاصة في ضوء حقيقة قيام إسرائيل بإطلاق القنطار من السجن. ولا يمكن، في الخلفية، ايضا، تجاهل القيمة السياسية الكامنة في عملية كهذه (اذا كانت إسرائيلية فعلا)، بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو ".
وخلصت الصحيفة الى ان "ما سيحدث بعد الآن يرتبط الى حد كبير بإيران، إسرائيل و"حزب الله" اجتازا جولات من التوتر في السنوات الأخيرة، ونسبت لإسرائيل سلسلة من العمليات في الأراضي السورية، قصفت خلالها قوافل اسلحة جرت محاولة لتهريبها الى "حزب الله" ولبنان، واصيبت في بعض العمليات خلايا عملت بتوجيه من ايران و"حزب الله" في الجولان السوري .



ووفق الصحيفة العبرية "الآن قد نقف امام نوع من البث المتكرر لجولة الضربات السابقة. لكن العنوان هذه المرة في الجانب الثاني هو ايران اكثر من "حزب الله"، ولدى طهران معايير اخرى، اوسع بكثير. بعضها يتعلق باستمرار تنفيذ اتفاق فيينا النووي الذي تم توقيعه مع القوى العظمى في تموز، حيث تتوقع طهران رفع جانب من العقوبات التي فرضت عليها بسبب المشروع النووي. وهناك معيار هام آخر، يرتبط باستمرار الحرب الاهلية في سوريا".


 


احباط مدروس
وكتب اليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "عملية اغتيال القنطار قد تكون عملية احباط حتمية لقنبلة موقوتة او ان احدهم قام بمخاطرة مدروسة – وأخطأ، والجواب على ذلك سنتلقاه خلال الأيام القريبة، بل ربما خلال الساعات القريبة. وعندها فقط سنعرف اذا كانت القذائف التي اطلقت الاحد على الجليل الغربي ستكون ردا رمزيا ، في اطار الواجب، ام انها ترمز الى بداية جولة عنف اخرى على الحدود الشمالية".
واضاف فيشمان ان "سمير قنطار مع كل الرمزية والرواسب التي تقف وراء اسمه هو ليس عماد مغنية. صحيح انه تم تعريفه كارهابي دولي من قبل الادارة الاميركية، لكنه مقارنة بعماد مغنية يعتبر سمكة صغيرة في بحر الارهاب الاقليمي. كان يجب ان تتوفر اسباب استثنائية كي يخاطر احد للاستثمار الذي حصل عليه للعمل في سوريا، من اجل احباط هذا الشخص بشكل مركز في ضواحي دمشق. السبب الوحيد الذي يمكنه تبرير الاغتيال في العاصمة السورية – المحمية بمظلة دفاع جوية روسية، في مركزها صواريخ "اس 400"، ورادار يغطي اجزاء واسعة من إسرائيل – هو توفر معلومات استخبارية "راسخة كالباطون" حول عملية مخططة للتنفيذ فورا.


وتابع: "لم يكن حزب الله وحده هو الذي ادار ظهره للقنطار، انما فعل ذلك، ايضا، النظام في دمشق الذي رأى في استمرار عمله في سوريا خطرا على مصالح الرئيس الاسد، لأنه يمكن ان يجر إسرائيل الى المواجهة المباشرة مع سوريا. وحقيقة تحفظ السوريين وحزب الله على نشاط القنطار، يمكن ان تعد حاليا عاملا كابحا على الساحة".


ووفق الصحيفة " خضع القنطار للتعقب منذ فترة، والا لم يكن في الإمكان تنفيذ عملية الاغتيال المركز بمثل هذا النجاح المثير جدا"، وقد اغتيل القنطار داخل بناية في دمشق استخدمت ليس فقط كمكان سكن لرجاله، وانما كمركز لعمليات تنظيمه حيث تتواجد غرفة الاجتماعات التي قتل القنطار فيها مع سائقه والناطق بلسانه، واصيب اشخاص اخرون".


وكتبت سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان "الصواريخ الدقيقة التي أطلقت في حي جرمانا قطعت لقاءً ليلياً شارك فيه 9 من مسؤولي حزب الله، ولم يكن الأمر مجرد تصفية حسابات مع القنطار ورفاقه، وانما رسالة الى الحرس الثوري الايراني، و"قصر الشعب" في دمشق، وقيادة حزب الله في ضاحية بيروت".
وتابعت "لقد تركزت مهمة القنطار الأخيرة على تجنيد دروز هضبة الجولان للعمل ضد إسرائيل. وفكرة انشاء حزب الله الدرزي، كما يتضح، تولدت لدى "المستشارين" الايرانيين الذين ظهروا في هضبة الجولان بزي الجيش السوري".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم