الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تغيير صورة المرأة يجب ان يسلك مسارات عدة

المصدر: "النهار"
زينة ناصر
تغيير صورة المرأة يجب ان يسلك مسارات عدة
تغيير صورة المرأة يجب ان يسلك مسارات عدة
A+ A-

غريب ما قد يحدثه إعلان تظهر فيه المرأة كما يريدها المُعلِن، يختصرها لتصبح سلعة، من أجل زيادة مبيعاته، والأمثلة كثيرة في لبنان، آخرها كان الإعلان الذي استغل صورة امرأة معنّفة من أجل بيع العقارات، لكنه أزيل بعد جدل أثاره. كل ما نراه من تشويه لصورة المرأة قد يصبح أقل في الفترة المقبلة اذا ما طبقت المعايير التي خلصت اليها دراسة بعنوان "نحو صورة متوازنة للنساء في الإعلام" أعدّتها جمعية "فيميل" بالشراكة مع منظمة "أكشن إيد".


ونظّمت الجمعية لقاء حولها في إطار مشروع "نحو تغيير صورة النساء في الإعلام والإعلان"، أطلقت من خلاله الدراسة التي أعدّتها الأستاذة والباحثة في الجامعة اللبنانية - كلية الإعلام والتوثيق الدكتورة نهوند القادري عيسى.
وحضر اللقاء رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في لبنان الرائد سوزان الحاج، مديرة الابداع في شركة " ليو بورنت" رنا خوري وممثلون عن عدد من الوسائل الإعلامية وناشطون.


وبعدما أشارت علياء عواضة من جمعية "فيميل" إلى أن "هذه الدراسة تأتي استكمالاً لعمل جمعية "فيميل" الذي بدأ بسلسلة خطوات وحملات إعلانية والكترونية منذ عام 2012 بحملة "مش بالتسليع منتجك ببيع" التي تم خلالها إنتاج وثائقي حول صورة النساء في الإعلان والإعلام"، عرضت الدكتورة القادري عيسى، أبرز ما خلُصت إليها الدراسة، "حيث إن موقع المرأة في وسائل الإعلام وفي قانون تنظيم الإعلام، يسجل معدل 23% من العاملين في أبرز الصحف اللبنانية و 34,2% في أبرز المجلات، كذلك يشكل ما نسبته 29,36% من العاملات في أبرز التلفزيونات، وفي أبرز الإذاعات يشكلن نسبة 47,2%".


وأشارت إلى أن "نسبة إسهام الإناث في ملكية المحطات الإذاعية اللبنانية بلغت 3,4% فقط من مجموع المساهمين، وبلغت في محطات التلفزة 6%، مع الإشارة إلى أن غالبية أسماء الإناث استخدمت من المالكين الذكور للالتفاف على القانون، وأن سيدتين تملكان مطبوعة سياسية من أصل 111".


ولفتت إلى أن "مجلس نقابة الصحافة كان يضم سيدة من أصل 18 عضواً، أي ما نسبته 5,5%، ليخلو في انتخاباته الأخيرة من السيدات، مضيفة "مجلس نقابة المحررين كان يضم سيدة من أصل 12 عضواً، أي ما نسبته 8,33%، علماً أن نسبتهن بين المحررين 35%، لتعود وتتمثل النساء في انتخابات العام 2015 بثلاث سيدات من أصل 12 عضوا".


إلاّ انها أسفت لـ"الطريقة التي تمت بها رؤية المشرع للمرأة ولعلاقتها بالإعلام، حيث تعطى المرأة الاهتمام اللازم، بما يساعد على أداء دورها في المجتمع وتأمين سعادة الأسرة"، معتبرة أن "هذه النظرة البطريركية للمرأة المتمثلة بعدم الاعتراف بتمام كيان المرأة وقيمتها وحصانتها، تصبح استباحة ويصبح الاستغلال والتنكر للحقوق والانتقاص منها ممكنا".


وبعد عرض إعلان من إنتاج شركة "ليو برنت"، يعزّز صورة المرأة الايجابية بدلاً من تشويهها، شددت خوري على "أهمية أن يضطلع الإعلان بدور إيجابي في تحسين صورة المرأة وتعزيز دورها ومكانتها في المجتمع، عوضاً من تسليعها واستغلالها لتحقيق الأرباح والمكاسب"، داعية "المرأة نفسها إلى النضال من أجل حقوقها والدفاع عن صورتها".


إلاّ أن أبرز ما لاحظناه خلال المؤتمر كان النقاش الذي اتفق المجتمعون خلاله على "الدفع نحو تغيير القوانين المجحفة وتعزيز النظم الثقافية والتربوية من أجل تمكين المرأة من تعزيز صورتها بنفسها".


 


بعيداً من التنميط


من جهة أخرى، اختلف البعض على مفهوم "النسوية"، مما أظهر الحاجة إلى تفسيره بشكل اعمق لا يستثني الرجل، خلافاً لما قاله أشخاص كثيرون في مداخلاتهم، والنسوية لا تعني "الأنثوية" كذلك. ورداً على سؤالنا حول مدى استعداد وسائل الإعلام للمساهمة في تغيير صورة المرأة في الإعلام، خصوصاً أن وسائل الإعلام لا تعتمد فقط على إيصال رسالة ما، وإنما تهدف إلى رفع مستوى "الريتينغ" من أجل الربح التجاري، قالت القادري: "اننا نعاني من الإرباك في مقاربتنا لموضوع النسوية"، معتبرة ان "النسوية لم تُحَوَّل بعد إلى قضية إجتماعية يفهمها كل الناس بعيداً من التنميط".
وقالت إن "العالم الإعلامي انقلب، حيث تنفق ملايين الدولارات من أجل لفت الإنتباه"، فيما رأت ان "خلاص الإعلام يكون في التعمّق في العمل على الموضوعات". وأعطت مثالاً صحيفة "لو موند" الفرنسية التي استطاعت ان تصمد بفضل نوعيّة المواد التي تقدّمها.


ودعا المشاركون "رجال السياسة إلى إعطاء المرأة اللبنانية حقها على مختلف الصعد، وإتاحة المجال أمامها لتتساوى مع الرجل في مراكز القيادة"، مقترحين "استكمال الدراسة التي أعدتها القادري عيسى كي تصبح منهجاً تربوياً إعلامياً شاملاً". كما اقترحوا اندماح كتّاب السيناريو لوضع سياسة جديدة للمرأة في البرامج التلفزيونية، إلى جانب تعديل القوانين لخدمة الهدف المنشود".


وتطرّق المشاركون إلى "ضرورة تضافر جهود النساء والجمعيات النسائية والحقوقية، في سبيل تحقيق التغيير المنشود، وكذلك أهمية تثقيف الرجل والمرأة على حد سواء، لأن قضية المرأة تعني الرجل كذلك".
وفي مداخلة لطالبة في كلية الإعلام، قالت إن دور المرأة التي نتعلّمه في الصّغر ليس الدور الحقيقي، متحدّثة عن تجربة شخصية كونها لاعبة كرة سلّة. وأشارت إلى انها "تتمتّع بالثقة الكاملة بنفسها للنزول إلى الملعب واللعب مع الرجال، على رغم عدم تشجيع المجتمع كثيراً لهذا الأمر".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم