الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو- تسريبات العسكري المنشق "قيصر" تكشف التعذيب والموت في معتقلات النظام

المصدر: "هيومن رايتس ووتش"
بالفيديو- تسريبات العسكري المنشق "قيصر" تكشف التعذيب والموت في معتقلات النظام
بالفيديو- تسريبات العسكري المنشق "قيصر" تكشف التعذيب والموت في معتقلات النظام
A+ A-

كشفت "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير مصحوب بفيديو، عن أن 9 أشهر من البحث أبرزت بعض القصص الإنسانية وراء أكثر من 28 ألف صورة لمتوفين في معتقلات حكومية سُربت من سوريا، ونشرت علناً للمرة الأولى في كانون الثاني 2014.


تقرير "لو تكلم الموتى: الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية"، من 63 صفحة - يقدم أدلة جديدة في شأن صحة ما صار يعرف بصوَر قيصر، ويحدد هوية عدد من الضحايا، ويسلط الضوء على بعض الأسباب الرئيسة لوفاتهم. عثرت "هيومن رايتس ووتش" على 33 من أقارب وأصدقاء 27 ضحية تحقق باحثون من حالاتهم؛ و37 معتقلاً سابقاً رأوا أشخاصاً يموتون في المعتقلات؛ و4 منشقين عملوا في المعتقلات الحكومية أو المستشفيات العسكرية السورية حيث التُقط معظم هذه الصور، وأجرت مقابلات معهم. باستخدام صور الأقمار الصناعية وتقنيات تحديد الموقع الجغرافي، تأكدت هيومن رايتس ووتش من أن بعض صور الموتى التُقطت في فناء المشفى 601 العسكري في المزة في دمشق.


وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" نديم حوري: "قد يكون كل معتقل في هذه الصور ولد أو زوج أو صديق لأحد ما، قضى أصدقاؤه وعائلته شهورا أو سنوات في البحث عنه. حققنا في دقة عشرات الحالات والشهادات، وواثقون أن صور قيصر تقدم دليلاً موثقاً ودامغاً على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا".


قالت "هيومن رايتس ووتش" إن "على الدول التي تجتمع في شأن مفاوضات السلام المحتمل في سوريا- بما فيها روسيا أكبر داعم للحكومة السورية، أن تعطي الأولوية لمصير آلاف المعتقلين في سوريا. على الدول المعنية أن تصر على منح الحكومة السورية مراقبين دوليين حق الوصول الفوري إلى كل مراكز الاعتقال، وأن تكف أجهزة المخابرات السورية عن إخفاء المعتقلين قسراً وتعذيبهم".


في آب 2013، سرّب عسكري منشق لُقّب بـ قيصر 53275 صورة إلى خارج سوريا. تلقت هيومن رايتس ووتش القائمة الكاملة لهذه الصوَر من "الحركة الوطنية السورية"، تنظيم سياسي مناوئ للحكومة السورية، التي استلمت هذه الصور من قيصر. يركز التقرير على 28707 صور، واستناداً إلى كل المعلومات المتاحة، فهي تظهر ما لا يقل عن 6786 معتقلاً ماتوا إما في المعتقلات، أو بعد نقلهم منها إلى مستشفى عسكري. الصوَر الأخرى لمواقع هجمات أو جثث معرفة بالاسم لجنود حكوميين، أو مقاتلين آخرين، أو لمدنيين قتلوا في هجمات أو حوادث تفجير، أو محاولات اغتيال.


معظم الضحايا الــ6786 في صور قيصر اعتقلتهم 5 فروع لأجهزة مخابرات فقط في دمشق، أرسلت جثثهم إلى ما لا يقل عن مستشفيَين عسكريَّين في دمشق بين أيار 2011- حين بدأ قيصر نسخ ملفات الصور وتسريبها إلى خارج مقر عمله- وآب 2013، حين فر من سوريا. وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" توقيف واحتجاز أكثر من 117 ألف شخص في سوريا منذ آذار 2011.


[[video source=youtube id=eQni3qn6GIU]]


وجدت "هيومن رايتس ووتش" أدلة على تفشي التعذيب والتجويع والضرب، والأمراض في مراكز الاعتقال الحكومية السورية. تعرف باحثون على 27 شخصا ظهروا في الصور ووثقوا القبض عليهم من جانب أجهزة المخابرات السورية، وفي بعض الحالات وثقوا سوء معاملتهم وتعذيبهم في المعتقلات. جمع الباحثون روايات العائلات عن كيفية إلقاء القبض على أقاربها وقارنوا العلامات التعريفية والندوب والوشوم، وسعوا للحصول على أدلة من معتقلين سابقين كانوا محتجزين مع الضحايا في الوقت نفسه وربما في الزنزانة نفسها. قارنوا هذه البيانات بالمعلومات التي تضمنتها أسماء الملفات التي جمعها قيصر، والمعلومات التي ظهرت على البطاقات البيضاء الموضوعة على أجساد الضحايا في كل صورة، لتحديد هويتهم. لم تكن عمليات التحقق جنائية (عن طريق الطب الشرعي) أو قانونية، لكن "هيومن رايتس ووتش" لم تدرج في التقرير إلا الحالات التي تحققت منها عبر مصادر متعددة.


من الضحايا الذين حُددت هويتهم صبي كان في الـ 14 من عمره وقت القبض عليه، وامرأة في العشرينات. قالت أسر أو أقارب الضحايا الـ 27 إنهم قضوا شهوراً أو سنواتا في البحث عن أخبار أعزائهم، وفي حالات عديدة دفعوا مبالغ مالية كبيرة لمعارف ووسطاء يعملون في العديد من الهيئات الحكومية وأجهزة المخابرات. لم تتسلم إلا أسرتان فقط شهادتي وفاة، ذكرتا أن المتوفى مات بأزمة قلبية أو فشل تنفسي. ولم تتلق أية أسرة جثة قريبها لدفنها.


عرضت "هيومن رايتس ووتش" مجموعة جزئية من الصور، تظهر 19 ضحية، على فريق من الأطباء الشرعيين من "أطباء من أجل حقوق الإنسان". حلل الفريق الصور للاستدلال على آثار إيذاء جسدي، والعثور على أدلة على سبب الوفاة. وجد الخبراء أدلة على أشكال عدّة من التعذيب والتجويع والخنق والرض العنيف. في إحدى الحالات وجدوا دليلا على طلق ناري في الرأس، واستنتجوا أن الرصاصة أطلقت من مدى قريب.


المعتقلون السابقون الذين احتُجزوا حيث كان معظم ضحايا قيصر، قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إن الحراس وضعوهم في زنازين شديدة الاكتظاظ تكاد تخلو من التهوية، وأعطوهم طعاما قليلا إلى حد أنه أصابهم الضعف، وغالبا ما حرموهم من فرصة الاغتسال. تفشت الأمراض الجلدية وغيرها من الإصابات المعدية. قال معتقلون إن الحراس حرموهم من الحصول على الرعاية الطبية الملائمة.


قال حوري: "لا يساورنا الشك في أن من ظهروا في صور قيصر جُوِّعوا وضُربوا وعُذِّبوا بطريقة منهجية، وعلى نطاق جماعي. هذه الصور لا تمثل إلا شريحة ضئيلة ممن ماتوا في عهدة الحكومة السورية؛ الآلاف غيرهم يعانون من المصير ذاته".


استعان باحثو "هيومن رايتس ووتش" بصوَر الأقمار الصناعية وتقنيات تحديد المواقع الجغرافية وأدلة قدّمها منشقون من مستشفيَين عسكريَين، لتأكيد مكان التقاط الصور والتعرف على نظام ترميز البطاقات التي توضع على الجثث.


وأضاف حوري: "سجّلت الحكومة هذه الوفيات، مجهِّزة عشرات الجثث معا، بينما لم تتخذ أي إجراء للتحقيق في سبب الوفاة أو حتى منع وفاة المزيد من المحتجزين. على من يدفعون من أجل السلام في سوريا أن يكفلوا وقف هذه الجرائم، وفي نهاية المطاف محاسبة المشرفين على هذه المنظومة عن جرائمهم".


وقالت هيومن رايتس ووتش إنه إضافة إلى منح مراقبين دوليين حق الوصول الفوري لجميع مراكز الاحتجاز، على الحكومة السورية الإفراج عن كل السجناء السياسيين والمعتقلين تعسفيا. ثمة مسؤولية خاصة على عاتق روسيا وإيران، الداعمين الأساسيين للحكومة السورية، للضغط على سوريا كي تمنح فوراً ومن دون عوائق، مراقبين دوليين معترف بهم لظروف الاحتجاز، قدرة الوصول إلى هذه المراكز.


واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" انه على الدول الأعضاء في "المجموعة الدولية لدعم سوريا"، التي تجتمع في فيينا لدفع عملية سلام في هذا البلد، أن تدعم الجهود للمحاسبة عن الانتهاكات واسعة النطاق التي ارتكبتها الأطراف كافة في سوريا، ورفض مقترحات منح الحصانة لأي متورّط في جرائم خطيرة. كحد أدنى في أي عملية انتقالية في سوريا، تطالب هيومن رايتس ووتش باستبعاد الأفراد الذين تتوفر ضدهم أدلة مقنعة على التورّط في التعذيب وغيره من الجرائم الخطيرة، من مواقع القيادة في منظومة الإحتجاز. وقال حوري: "أخبرنا العديد من المعتقلين السابقين الذين احتجزوا في هذه الظروف المرعبة أنهم غالبا ما تمنوا الموت بدلا من استمرار معاناتهم. توسلوا الدول الساعية إلى دفع عملية سلام أن تبذل كل ما في وسعها لمساعدة من لا يزالون محتجزين في سوريا".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم