السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جرس الناظر أدمى رأس منير... قضاء وقدر؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
جرس الناظر أدمى رأس منير... قضاء وقدر؟
جرس الناظر أدمى رأس منير... قضاء وقدر؟
A+ A-

قُرع جرس المدرسة، لكن هذه المرة ليس إيذاناً بانتهاء "حصة" أو "فرصة"، بل على رأس طالب! فأدّى ذلك إلى إصابته بجرح استدعى نقله الى المستشفى. خبر أدهش البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنه ترافق مع صورة التقطت للطالب منير سمنة وهو في طريقه لتلقّي العلاج، يبدو فيها الدم يسيل من جرحه. واذا كنا نسمع بين الحين والآخر عن إشكال وقع بين معلم وتلميذ وتطوّر الى ضرب، فإن استخدام الجرس من دون حصول إشكال بين الطرفين يطرح علامات استفهام عن خلفية ما حصل.



الزمان يوم الاثنين الماضي، المكان ملعب ثانوية جورج صراف الرسمية في طرابلس، المشهد انتهاء الفرصة وصعود التلاميذ الى الصف باستثناء نحو عشرين طالباً كانوا يعترضون على عدد المسابقات المقرّرة لصف الأول الثانوي ليوم الأربعاء، فتدخّل الناظر زين ديب وطلب منهم مرات عدة التوجه الى الصف، قبل أن يلوّح لهم بيده بعصبية وهو يحمل الجرس. كان منير (طالب أول ثانوي) ينظر إلى الجهة المعاكسة، فجأة أصيب بالجرس، سال دمه على وجهه، سارع زملاؤه لإنقاذه، واليوم هو يتّهم الناظر ان ما قام به صدر عن سابق تصور وتصميم، في حين ينفي زين الأمر، ويعتبر ما حصل قضاءً وقدرًا لئيمًا.



"جريمة"!
"لم أضربه، أفلت الجرس من يدي، طار وأصاب رأسه، مستحيل وأنا في الرابعة والستّين، ولي في هذا المجال عشرات السنوات، أن أقدم على هذا الفعل الذي يعتبر جريمة. أربعة أشهر وأُحال الى التقاعد من المدرسة التي عملت فيها ناظراً لأربع سنوات، بعد أن كنت سابقاً استاذ رياضيات في ثانوية الملعب، فهل يعقل أن أنهي مسيرة عملي بجريمة؟!" بهذه الكلمات ردّ ديب عبر "النهار" مشككًا بالحادث، وعلى العكس من ذلك يصرّ منير (18 عاما) الذي لا يزال في المنزل منذ تعرّضه للضربة، أن الناظر كان يقصد إيذائه من دون أن يعلم السبب" فلو كان الأمر غير ذلك لما كانت الضربة بهذه القوة، لا بل اخبرني زملائي أن الجرس طار الى خارج المدرسة على أثر الضربة، ولا زلت أتسأل عن السبب، أنا لم أتواجه معه، لم يوجه لي يوماً حتى ملاحظة صغيرة"، على هذه النقطة علّق الناظر متهكماً "كيف للجرس أن يطير خارج المدرسة؟ لوهلة سأظنّ أن رأسه طابة!"



لست جلاداً
اذا كان للناظر والتلميذ وجهتا نظر مختلفتان عما حصل، فكذلك لكل منهما أقواله لما دار بعد الحادث، فمنير ابن منطقة الميناء المقيم في ابي سمرا، يقول "أين اختبأ بعد فعلته؟ لم يحاول انقاذي او نقلي إلى المستشفى بل امسك بي اصدقائي وتوجهوا الى البوابة، عندها طلب المدير من الحارس نقلي إلى المستشفى"، أما ديب فيؤكد "لم نتركه، رافقه حارس المدرسة إلى المستشفى واطمئنّينا عليه، هناك قناة اتصال مع الاهل كي يتفهموا أن هذا الحادث غير مقصود، لكن للأسف حين يُجرح الولد يعتبر الأهل الاستاذَ جلاداً ومجرماً".



دعوى ووساطة
العائلة تقدمت بشكوى لدى مخفر أبي سمراء، وهي ترفض إسقاطها على الرغم من الجهود التي يقوم بها ديب لإنهاء الموضوع من دون قضاء. لذلك "قمت بزيارة جدّ منير الذي أعرفه منذ أربعين عاماً، وشرحت له ما جرى، طبعاً في البداية تذمّر، لكنّه في النهاية قال إنه يعرفني جيدًا ويعلم اني لن أُقدم على ضرب حفيده عن قصد". وأضاف "اليوم حقّق المخفر معي، وقدّمت أقوالي، وأنا أُصرّ على أن ما جرى قضاء وقدر ولن أتهرّب من أيّ مسؤولية".



بين الوزارة والنيابة
في الوقت الذي رفض فيه مدير عام التعليم الثانوي محي الدين كشلي التعليق على القضية، أكّد لـ"النهار" أنه "عند وقوع أي إشكال بين تلميذ وأستاذ نتابع الموضوع، بعد أن يرسل لنا مدير المدرسة كتاباً يشرح لنا فيه تفاصيل الحادث". وعن رفع الدعوى في المخفر علّق بان "إجراءات الوزارة والقرار الذي تصدره بعد التحقيق بهكذا قضايا لا علاقة لها بأحكام النيابة العامة إذا رفع التلميذ دعوى أمامها".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم