اشترِك في نشرتنا الإخبارية
في كتاب "رسائل إلى #بيار_مونيه" (1948-1952) الصادر أخيرا بالفرنسيّة لدى دار "غاليمار"، يتبدّى المؤلّف الفرنسي لوي فردينان سيلين في ذروة ابتكاره.
بالنسبة إلى سيلين يُمثّل مونيه الرجل الأنيق الذي لم يتردّد وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية في إعادة نشر أعماله في حين كان لا يزال منفيّا إلى الدنمارك بهدف الفرار من ملاحقته قضائيا بتهمة التعامل مع العدو، في أعقاب تحرير فرنسا من السطوة النازية.
في هذا الكتاب جرى جمع ثلاثمئة رسالة كتبها سيلين صاحب "رحلة إلى طرف الليل" وكانت صدرت قبل ثلاثين عاما وإن في شكل مختلف، بيد انها تشكّل وفي جميع الحقبات، معلماً قائما في ذاته.
يقوم سيلين في هذه النصوص بإدانة العالم برمته بدءا من مكان إقامته على ضفة البلطيق. وها إنه يُملي على مونيه النصائح المتعلّقة بالجوانب المالية ويُحضّر لمحاكمته ويعلّق على الحوادث الآنية أيضا، والحال انه يقوم بكل ذلك من طريق فكاهة يائسة وأسلوب مذهل.
في سياق هذه الرسائل يَظهر الدكتور لوي فردينان أوغست دوتوش وهو إسم سيلين في السجلاّت الرسميّة، محترفا في أوج عطائه التأليفي، والحال أن المجلّد يَعدُ بلحظات من المتعة الخالصة.
