الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

بين مارين لوبن والاليزيه....رجل أم أكثر؟

المصدر: "النهار"
بين مارين لوبن والاليزيه....رجل أم أكثر؟
بين مارين لوبن والاليزيه....رجل أم أكثر؟
A+ A-

في الدورة الاولى من الانتخابات المحلية في #فرنسا الاحد الماضي، حلت "الجبهة الوطنية" أولى في ست مناطق.ولكن حظوظها في الدورة الثانية تتراوح بين أربعة مناطق وصفر.فعلى رغم التقدم المريح الذي حققه مرشحوها على لوائح يمين الوسط (15 نقطة لمارين لوبن في الشمال و14 نقطة لماريون ماريشال لوبن في الجنوب)، لن يكون رمزا الجبهة الوطنية في وضع مريح اليوم، بعد تضحية الاشتراكيين بمرشحيهم لقطع الطريق على اليمين المتطرف.
وإذا كانت الانظار موجهة اليوم الى هذه الانتخابات المحلية لمعرفة ما اذا كان لا يزال ممكنا وقف "اللوبينيتين"، فان العقول كل العقول تذهب الى ما هو أبعد من هذا اليوم، وتحديدا الى الانتخابات الرئاسية سنة 2017.


هل يمكن وقف مارين لوين؟


منذ "سقطت" نتائج الدورة الاولى على رؤوس اركان الحزبين الرئيسيين في فرنسا،تبدل المشهد السياسي بكامله،وتحولت معارك محلية بامتياز، حملات انتخابية لرئاسيات 2017.وبين الاحدين، صار السؤال الاكثر الحاحا:هل لا يزال ممكنا وقف #مارين_لوبن؟.
هذا السؤال الذي طرحه مركز"كارنيغي أوروبا" على مجموعة من الباحثين تفاوتت الاجوبة عليه، فالحسم في الامر صعب، وخصوصا أن صناديق اليومليست وحدها القادرة على ذلك.ثمة مشاكل وتراكمات كبيرة ساهمت في تحويل حزب مغمور ذي أفكار منفّرة الى قوة رئيسية في فرنسا.
عمليا، نجحت ابنة مؤسس "الجبهة الوطنية" جان-ماري لوبن في ارساء حزبها قوة رئيسية في المشهد السياسي بجمعه ما بين 30 و 40 في المئة من الاصوات في أكثر من منطقة، وأكثر من 50 في المئة في بعض الدوائر. ومقارنة ب2012، زادت الجبهة نحو 15 نقطة على ادائها الانتخابي.
الواضح أن الزخم الذي اكتسبته لوبن يعمل لصالحها والظروف التي تعيشها فرنسا تخدمها.فرنسوا هيسبور، المستشار الخاص في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية يقول المعدلات العالية للبطالة، وخصوصا بين الشباب (34 في المئة بين الناخبين الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و30 سنة) ،والضواحي الفقيرة والارياف المنبوذة، والخوف من الاجانب، كل ذلك ولّد اقتناعا لدى الفرنسيين بأن لوبن تستحق المحاولة بعدما أخفق الاخرون. ما حصل في رأيه هو ايضاً نتيجة خمس سنوات من معدل نمو صفر وانحراف سياسي على المستويين الاوروبي والمحلي.


ومع ذلك، لا يزال الباحث يعتقد أن وقف لوبن ممكن "اذا اختار الجمهوريون مرشحا رئاسيا ذي قاعدة سياسية واسعة ، على غرار رئيس الوزراء السابق الان جوبيه في انتخاباتهم التمهيدية في تشرين الثاني 2016". ويمكن ايضا منعها من الوصول الى الاليزيه حتى "إذا اختار الجمهوريون مرشحا كنيكولا ساركوزي الذي لا يحظى باجماع"، الا أنه يحذر من أن الامور تصير أكثر صعوبة اذا كانت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين فرنسوا هولاند ولوبن "ذلك انه يصعب اقناع الناخبين اليمين بالتصويت لمرشح يساري وحتى اذا كان البديل هو الجبهة الوطنية".


مؤسس ومدير " مختبر الديموقراطية الاوروبي" أولريكه غيرو يبدو أكثر تشاؤماً حيال امكان وقف صعود لوبن .ويقول: "على الاقل لن يكون ذلك سهلا. فكلا من مارين لوبن وابنة شقيقتها ماريون ماريشال لوبن تقدم نفسها على أنها جان دارك العصر التي تنقذ فرنسا من المسلمين كما من الاورو.وفي بلد يعاني نظاما سياسي مترنحا، لقيت الفكرة استحسانا.


ليست المرة الاولى تجد فرنسا نفسها أمام وضع كهذا.ففي عام 2002 وصل جان-ماري لوبن الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية،بعدما نجح في اطاحة المرشح الاشتراكي .في حينه قرر الاشتراكيون رص صفوفهم خلف الرئيس جاك شيراك ومنحوه ولاية ثانية وفوزا ساحقا مع 82 في المئة من الاصوات.
ايان ترينور محرر الشؤون الاوروبية في "الغارديان" يلفت الى أن الفارق كبير بين 2002 وهذه المرة، ذلك أن جان-ماري لوبن لم يكن يريد ان يصير رئيسا اصلا، "كان يريد أن يكون مصدر ازعاج فحسب"، بينما ابنته أكثر طموحاً ودهاء "وهي تتطلع الى المنصب الاول ".ومع ذلك، يرى أن تصويتا تكتيكيا في اليمين واليسار يمكنه وقفها، أو على الاقل قص جناحيها".


رجل واحد


على المدى القصير،أو اليوم تحديدا، تبدو الامال معلقة على رجل واحد. كزافييه برتران، مرشح الجمهوريين، هو ظاهراً الوحيد القادر على ارباك طموحات مارين في رئاسة منطقة با دو كاليه بيكاردي في شمال فرنسا التي تعد ستة ملايين نسمة وتبلغ مساحتها مساحة الدنمارك، وبالتالي منعها من الوصول الى الاليزيه.


الحزب الاشتراكي سحب مرشحه لكاليه بيار دوسانتينيون من الدورة الثانية وطلب من مناصريه التصويت لبرتران لقطع الطريق على "الجبهة الوطنية".
الاستطلاعات تفيد أنه مع دعم الاشتراكيين،يمكن برتران التقدم على مارين لوبن على رغم نتيجتها القياسية في الدورة الاولى.
مناورات انتخابية أخرى قد تؤدي بدورها الى تقدم رئيس بلدية نيس كريستيان استروزي على ماريون ماريشال لوبن في بروفانس- الب- كوت- دازور،بحسب احد الاستطلاعات.
برتران أو استروزي قد يستطيعان ارباك خطط اللوبينيين،الا أن وقف هؤلاء يحتاج بالتأكيد الى أكثر من رجل أو اثنين بكثير.


[email protected]
twitter:@monalisaf

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم