الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

صديقي ورفيقي جبران

فارس سعيد
صديقي ورفيقي جبران
صديقي ورفيقي جبران
A+ A-

أنت صديقي منذ أن اكتشفنا، ونحن على مقاعد الدراسة في البعثة العلمانية الفرنسية، بعضنا البعض. أنت إبن "جريدة النهار" المدافع الأول عن الحريات في لبنان، وأنا إبن عائلة "شهابية" و"مكتب ثاني" متّهم بقمع الحريات. وقد نشأت بيننا منذ الصغر علاقة محبة واحترام وتقدير متبادل.


صديقي جبران، أنت الذي كنتُ على خلافٍ معه عندما التقيتُه في مطار لارنكا، في صيف 1989، وهو قادمٌ من لبنان على متن طائرة هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني، وقد تحلّق حوله اللبنانيون يسألونه عن أحوال لبنان. وكنتُ أنا ذاهباً إلى لبنان مع مجموعة "أطباء العالم" لمساعدة المستشفيات في مرحلة "حرب التحرير" التي كان قد أطلقها ميشال عون.
كنتَ أنت من أشد المدافعين عن عون، وكنتُ أنا من أشد المشككين بخياراته. رغم أننا نسّقنا معه ومع الجنرال إدغار معلوف لتأهيل مستشفى "ضهر الباشق".
رفيقي جبران، وهنا أشدد على رفقتنا الجميلة في "قرنة شهوان"، وقد كنتَ من الركائز والأعمدة المعتمدة لتلك التجربة الفريدة من نوعها، لأنها كانت صافية، نقية تقية، جبهوية جماعية، محمية من قبل كنيسةٍ واعية ومطرانٍ خلوق وصلب مثل جبال لبنان.
أطلقنا سوياً البيان الأول لقرنة شهوان في 31 نيسان 2001 من الصرح البطريركي، ووقعنا سوياً على الوثيقة التأسيسية للمنبر الديموقراطي في 12 أيار 2001، ونظمّنا سوياً أيضاً "مؤتمر الكومودور" في 11 آب 2001 وذلك من أجل الإعتراض على التوقيفات والإنتهاكات التي قامت بها السلطة في 7 آب من العام نفسه. كما شاركنا لاحقاً في مؤتمر "لوس انجلوس"، في تموز 2002، الذي دعم قانون محاسبة سوريا وخضنا سوياً معركة المتن الجنوبي الفرعية، وأسّسنا لقاء "من أجل حماية الجمهورية والدستور" الذي رفض التمديد للرئيس لحود في صيف 2004، وانطلقنا سوياً إلى "البريستول" في تشرين 2004 وأطلقنا سوياً انتفاضة الإستقلال في 18 شباط 2005 بعد استشهاد الرئيس الحريري.
صديقي، اليوم نُدعى إلى انتخابِ "رئيسٍ جديد للجمهورية"، في مرحلة بالغة الخطورة، ولسنا متّفقين على مقاربة موحّدة من أجل انتخابه أوحول إسم المرشّح المطروح!
هناك من يتكلّم "بحقوق طائفية" و"بأفضليات"، وهناك من يعتبر أن "العرس أهمّ من العريس".
لا ترتبك من إسم الذي قال عنك: "ماذا يفعل جبران في باريس؟"!
لا ترتبك من إسم الذي خاصمنا خلال المرحلة السابقة! إرتبك فقط إذا أخبرك أحدٌ أن 14 آذار انتهت، أو أن قسَمَك الجامع للبنانيين انتهى!
لا يا جبران، أعدك، أن 14 آذار لن تخسر. فإمّا أن تربح وإمّا أن نتعلّم من أخطائنا!


الأمين العام لقوى 14 آذار

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم