الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

على قسمك سائرون... من أجل لبنانك!

المصدر: "النهار"
الياس الشدياق- "كلية الاعلام والتوثيق"- الجامعة اللبنانية
على قسمك سائرون... من أجل لبنانك!
على قسمك سائرون... من أجل لبنانك!
A+ A-

لم يكن يُدرك الشهيد #جبران_تويني ان قسمه الذي ردده وراءه مئات آلاف اللبنانيين، في ذلك اليوم التاريخي، سيصبح حبراً على ورق، نتذكره كلّ 12 كانون الاول من كل سنة، يوم استشهاد القلم الحر.


في احدى اللحظات المجيدة لثورة اللبنانيين ضد الوصاية، اعتلى جبران المنبر، وفي يده ورقة صغيرة، وامامه شباب لبنانيون رددوا بصوت واحد: "حرية، سيادة، استقلال"، رافعين العلم اللبناني وحده، في لوحة وطنية تاريخية.



"نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين، الى ابد الآبدين دفاعاً عن لبنان العظيم". كبيرة جدا تلك الكلمات! لكني كشاب عايش الاخفاقات التي تلت تلك المحطة أرى ان مسؤولي قوى 14 آذار لم يكونوا على قدر المسؤولية في حمل الشعلة، والمضي بالمسيرة لمصلحة لبنان... "لبنان اولاً".
بعد عشرة اعوام على استشهادك، يا جبران، اصبحت "14 آذار" فكرة، مشروعا، حلما لم يتحقق. فرقتّنا المصالح والتسويات والخلافات الصغيرة والشخصية، ومنهم من فضّل "التغريد" بمفرده، ومنهم من سعى ويسعى دائماً الى تمييز نفسه عن الباقين، على قاعدة "الله خلقني وكسر القالب". ومنهم من ابتعد او أُبعِد لأسباب امنية، ومنهم من بقي متمكساً بقسمك وبجوهر "14 آذار".


 


سقط شهداء كثيرون، يا جبران: بيار، انطوان، وليد، محمد، وسام، وعشرات الابرياء الآخرين، "دفاعاً عن لبنان العظيم". وسقطت معهم وحدة "14 آذار"، تلك القوى التي اصبح عنوانها التراجع والتنازل عن ثوابت دفعنا ثمنها تضحيات شهدائنا.
خلال عشرة اعوام، فشلنا للاسف في بناء الدولة التي حلمت بها، دولة المؤسسات التي تحوّلت اخيرا دولة محاصصات تحكمها النفايات والصفقات المشبوهة. فشلنا في محاربة الفساد، واصلاح البنى التحتية، واجراء انتخابات نيابية. فشلنا في انتخاب رئيس للجمهورية، في تحصين حدودنا وتسليح جيشنا. فشلنا في تحرير 600 معتقل في السجون السورية. فشلنا في اقناع شريكنا في الوطن، "#حزب_الله"، بتسليم سلاحه، خدمة لمشروع الدولة. فشلنا في تحييد وطننا عن الصراعات والحروب في الدول المجاورة.


فشلنا في ان نكون مواطنين، في جعل وطننا منارة حقيقية للشرق. والاسوأ اننا فشلنا في ان نكون موحدين، "دفاعاً عن لبنان العظيم"، لبنان الـ10452 كلم2.
ورغم هذا الجو السلبي، نؤكد لك يا جبران، نحن شباب المستقبل، الشباب الذين دائماً ما كنت توليهم كل اهتمامك، بأننا على قسمك سائرون، مسلمين ومسيحيين، متضامنين متحدين... ونتطلع معا الى لبنان الغد بنظرة واحدة، بعيداً من اي خلاف يمكن ان يضرب من وقف الى جانبك ذلك اليوم في "ساحة الحرية".


نعم يا جبران، اصبحنا ندرك تماماً ان وطننا لا يقوم إلّا بتظافر الجهود وتكاتف الايادي للوصول الى بر الامان. هذا ما ظهر اخيراً في الانتخابات الطالبية في جامعاتنا: لا خلافات، بل تنافس ديموقراطي حرّ لمصلحة الشباب ولبنان... لبنان جبران تويني!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم