الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مؤتمر الرياض أنجز المهمة... الطابة في ملعب النظام؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
مؤتمر الرياض أنجز المهمة... الطابة في ملعب النظام؟
مؤتمر الرياض أنجز المهمة... الطابة في ملعب النظام؟
A+ A-

ما أن صدر البيان الختامي لمؤتمر #المعارضة_السورية في الرياض، حتى بدأ أنصار النظام السوري رشقه بالحجارة، فقط لأنه عاد إلى الجذور، واتحدت به أطياف وازنة من المعارضة على حل سياسي، بناء على بيان #جنيف_1 وبما يضمن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية.


استطاعت المعارضة في مؤتمرها الذي انعقد في الرياض أن ترد على العالم وكل تخوفاته بتوحدها حول العمل على دولة مدنية ديموقراطية لامركزية، "لاداعشية" أو ارهابية، كما يسوق النظام، في وقت كسبت السعودية النجاح الأكبر عبر جمعها غالبية القوى المعارضة، عسكرياً وسياسياً، بعد أكثر من 4 اعوام من التشتت. وتم الاتفاق على تشكيل هيئة عليا للمفاوضات من 32 عضوا، بينهم عشرة للفصائل، تسعة للائتلاف، خمسة لهيئة التنسيق، وثمانية مستقلين، بينما نجح فصيلا "جبهة أحرار الشام" و"جيش الاسلام" في الحصول على بطاقة عبور إلى مستقبل سوريا الديموقراطي، عبر المشاركة في المؤتمر بصفة "معارض عسكري"، وليس "ارهابياً".


لكن موقف "أحرار الشام" تجاه البيان الختامي لا يزال ضبابياً، خصوصاً بعدما أعلنت رسمياً انسحابها من المؤتمر لثلاثة أسباب، الأول "اعطاء هيئة التنسيق الوطنية دورا اساسيا، بما يعتبر اختراقا واضحا للعمل الثوري". الثاني "عدم الاخذ بملاحظات قدمتها الفصائل لتعديل الثوابت المتفق عليها في المؤتمر وعدم تأكيد هوية شعبنا المسلم". اما الثالث، فهو "عدم اعطاء الفصائل الثورية الثقل الحقيقي". ولا تزال عملية التواصل مستمرة لتذليل العقبات وإعادة "أحرار الشام" إلى كنف المؤتمر، إذا أكدت مصادر التنظيم الاسلامي لـ"النهار" أن "الأخير لم يوقع البيان، كما تم ترويجه في وسائل الاعلام، ولا تزال المباحثات مستمرة، والمتوقع ان تتبيّن النتيجة مساء اليوم". وكانت وكالة "رويترز" أوردت انها اطلعت على نسخة من البيان الختامي وفيه توقيع "جبهة أحرار الشام" على البيان.


غياب مكونات
إنه "أنجح مؤتمرات المعارضة منذ بداية الثورة"، يقول عضو الائتلاف السوري سمير نشار لـ"النهار". هجوم إعلام النظام وانصاره على المؤتمر لا يستغربه، و"الأمر طبيعي". حاول كثيرون اللعب على وتر غياب مكونات سورية، كالأكراد و"جبهة التحرير والتغيير"، لاسقاط "لمّ الشمل"، لكن نشار يتساءل: "هل قادت قوات PUK الكردية معركة واحدة ضد النظام السوري؟". ويقول: "لا تزال حتى اليوم تتعايش مع النظام وتنسق معه في مناطق شمال شرق سوريا. أما المعارضة المحسوبة على موسكو، فلا تسمى معارضة، بل مجموعة موسكو الأقرب إلى الموقف الروسي والنظام. ومن الصعب أن نقنع السوريين بأن مجموعة قدري جميل الموجودة في موسكو والتي تنسق مع النظام، بانها معارضة".


فور انتهاء المؤتمر، طفت ترجيحات بامكان عقد لقاء مع وفد من النظام السوري الشهر المقبل، خصوصاً أن الهيئة التي تشكلت ستعمل على تحديد اسماء الوفد لمؤتمر نيويورك. لكن اللقاء، في رأي نشار، "يعتمد على التوافقات الاقليمية والدولية. وحتى اليوم، الطريق سيكون سالكاً، لكن بصعوبة كبيرة. وربما يتم قطعه، ولا آمال كبيرة معلقة على العملية التفاوضية، لأن لا توافق اقليميا ودوليا حتى الآن على حل سياسي في سوريا". واعتبر ان "وجه الهجوم الذي يأتي، أكان من روسيا أو انصار النظام، سيكون على الوثيقة أو البيان الختامي الذي نص على اعتماد جنيف-1 كمرجعية، وبالتالي الذهاب نحو هيئة الحكم انتقالي، مما يعني أن بشار الأسد ليس له اي دور في مستقبل سوريا. وهذا ما وافقت عليه كل أطياف المعارضة".


أكد بيان "أحرار الشام"، في السبب الثاني الذي انتقد "عدم تأكيد هوية شعبنا المسلم"، معلومات عن خلاف في المؤتمر بين علمانيين وإسلاميين. لكن نشار ينفي حصول ذلك. "كانت مناقشة جدية بخصوص هذا الموضوع. فمهمة المؤتمر طرح كل القضايا. وشهد طروحات عدة، وربما كانت هناك أصوات عالية من الجانبين (الاسلاميين او العلمانيين). لكن الجميع، بمن فيهم الاسلاميون، كانوا موافقين على أن سوريا دولة مدنية ديموقراطية تعددية".


بالنسبة الى "احرار الشام"، تفيد معلومات نشار "أنها وقّعت البيان الختامي". لكنه لم يتابع التفاصيل والتطورات، لافتاً إلى أن "ممثلها كان موجوداً معنا في الاجتماع في الفندق". ان تكون انسحبت من المؤتمر، ولو ثبت ذلك، امر يقلل من اهميته قائلا: "انسحاب مثل هذا الفصيل لا يؤثر، لأن كل الأمور مرتبطة بالعملية التفاوضية التي لا يزال مسارها طويلا". ويذكّر بأن "البيان طالب بخروج الاجانب من سوريا. وهذه الدعوة تشمل ايضا الاجانب من مؤيدي النظام، اكانوا لبنانيين، ام ايرانيين، أم عراقيين، ام افغانا". ومع انه ليس متفائلاً بالعملية السياسية "حتى الآن" غير ان "العملية اختبار ومعركة سياسية لا بد من خوضها"، على قوله.


لم يحالف الحظ عضو القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية النقيب سعيد جمال نقرش للمشاركة في المؤتمر. وصلته الدعوة، لكن الحصار المفروض على داريا من ثلاثة اعوام عطّل اي فرصة لخروجه. يقول ان "فصائل الثورة ظلمت في مسألة التمثيل. ومن المفترض أن يكون تمثيلها أكبر من ذلك، كي تعكس صورة الواقع على الأرض. ورغم ذلك، فإن نتائج المؤتمر ايجابية".


التفاوض مع النظام "ليس سهلا"، في رأيه، "إلا إذا كانت هناك رغبة دولية في إنهاء الصراع وحلّ الأزمة وعدم ربطها بمصالح الدول التي تدخلت. كذلك، لن يتنازل النظام إلا بالقوة، ولا يمكن أن يتنازل في المفاوضات... وإلا ما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم".


من جهته، كتب المعارض السوري المستقل لؤي حسين على "الفايسبوك": "أمام التحديات الجدية، أثبت المشاركون في مؤتمر الرياض قدرا كبيرا من المسؤولية، وتوصلوا إلى نتائج لا بأس بها. لقد تمكنوا من تشكيل الهيئة العليا التفاوضية التي ستقوم بمهمات التفاوض المرتقب قريبا جدا مع النظام، بغية الوصول إلى تسوية يمكن أن توقف خراب البلاد عند هذا الحد، وتفسح في المجال امام إعادة الترميم البشري والبنائي والاقتصاي. أهم ما يميّز هذه الهيئة تشكيلتها المتنوعة ووجود عدد من الكوادر الوطنية بين أعضائها الذين أثق بأنهم سيبذلون جهدهم لإنهاء أزمة جميع السوريين. وكما بات معروفا، انا أحد أعضائها. وبناء على ذلك، أعاهد السوريين، موالين ومعارضين، على عدم قبول أدنى انتهاك لحقوقهم، ولن أوفر جهدا أو زمنا إلا وأحاول إنهاء أوضاعهم المأسوية الإنسانية والمعيشية والحقوقية. آمل في أن تسير الأمور كما أتصورها الآن، وتبدأ عملية التفاوض في بداية السنة الجديدة، ويبدأ وقف إطلاق النار، ليليه البدء بإطلاق المعتقلين والمخطوفين".


[email protected]
Twitter:@mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم