الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حرية الفكر في مواجهة من يجرّنا الى القرون الغابرة

المصدر: "النهار"
أنطوانيت موسى- "كلية الاعلام والتوثيق"- الجامعة اللبنانية
حرية الفكر في مواجهة من يجرّنا الى القرون الغابرة
حرية الفكر في مواجهة من يجرّنا الى القرون الغابرة
A+ A-

بين الماضي والحاضر تصعب التفرقة. فكما جرتْ العادة، لا يرثُ الخلف أمجاد السّلَف فقط بل يستحوذ على عيوبه أيضاً، فيسعى شيئاً فشيئاً إلى التخلص منها أو ربما إخفائها في ظلٍّ آخر مستجدّ. ليست هذه الكلمات أحداثاً لقصة قد نسردها بل هو واقع اعتدناه. اليوم، اختلفت الحال خصوصاً مع ظاهرة التطرف والتعصب ولا يغيب عنها القمع المتواصِل إنْ لم يكن علنيّاً، فهناك طرق كفيلة بإبقائه. تماماً كحال الصحافة، إن كان في الماضي أو راهناً، فالواقع نفسه لكن الزمن تغيَّر: ديكتاتورية مبطَّنة تجتزئ الحقائق ولا تفسح المجال أمام أي ّرأي حرّ في كثير من الأحيان.


يُقال: "الغاية تبرِّر الوسيلة"، وهكذا حصل. الغاية، التكتُّم والتستّر عن أي حقيقة أو خبر قد يهمّ الرأي العام. أما الوسيلة؟ فهي متعدِّدة الأشكال، خطف، وسجن، وحتَّى تعذيب، إلاّ أنّها بلغت الذروة عند محاولة البعض خرق هذا الصمت والإفصاح عما صُنِّفَ "سرّي للغاية"، ولا بدَّ أن نستذكِر هنا أُناساً استشهدوا في سبيل قضية سامية، سليم اللوزي، سمير قصير، و#جبران_تويني الذي نحيي ذكراه راهناً،... ولا تزال هذه الوسيلة تختطف صحافيين وناشطين من العالمِ أجمع وترديهم دونما رحمة، لكنَّ اللّافتْ أن القوى تفرَّعت الى منظّمات صغيرة تراقب كل تحرّك وفكر قد يؤثِّر على مسيرتها وتالياً تقمعه وتسيطر عليه.


ولا ينحصر القمع بالأشخاص فقط، بل يمتدُّ الى مجموعات أو مؤسسات إعلامية تخضع لضغوطات أو بالأحرى ابتزازات قد تمنعها من إتمام واجباتها تجاه مشاهديها. وهذا المشهد ليس بالغريب إذ يتكرَّر باستمرار وتختبره وسائل اعلامية عدة يصل الامر الى حجبها بسبب عدم ملاءمة سياستها أجندة هنا أو هناك.
من هنا نستخلص العبرة: ما من قانون أو شرعة قد يساهم في صون حرية الرأي والتعبير في لبنان وفي أي بلد عربي مع تدني مستوى الثقافة والتعليم اللذين يُفترض بهما أن يوجّها الفرد إلى الانفتاح على الآخر والتعبير عن كل ما يخالج الفكر وفي المقابل احترام الرأي الآخر، فصدق قول دانتون "بعد الرغيف، التربية هي الحاجة الاولى لدى الشعوب". وحتى بعض البلاد الأجنبية لا يولي حرية الفكر أهمية كبيرة على رغم الشرعات الدولية التي تنصّ على احترامها. وكما قال جبران تويني في إحدى مقالاته "والآن يبقى التنفيذ..."، تخطيط وتنفيذ كل مشروع يساهم في إنعاش الوضع القائم على الحزازيات والتطرف، وضبط كل خلل قد يعيدنا الى القرون الغابرة. 


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم