الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

غناء - "عايزة أعيش" لسميرة سعيد: الإيقاع الشبابي واستمرار الرومانسية

نداء عودة
غناء - "عايزة أعيش" لسميرة سعيد: الإيقاع الشبابي واستمرار الرومانسية
غناء - "عايزة أعيش" لسميرة سعيد: الإيقاع الشبابي واستمرار الرومانسية
A+ A-

لا يستطيع المستمع الى المجموعة الغنائية التي طرحتها المطربة سميرة سعيد في الأسواق أخيراً، سوى ملاحظة تكامل تجربتها الطويلة وترسيخها للإبتكار على قاعدة شخصيتها الغنائية الخاصّة التي شكلتها لنفسها منذ انطلاقتها في ثمانينات القرن الماضي.


لقد ضخت سميرة سعيد روحاً شبابية جديدة في الأغنية العربية، أكدتها أيضا في أسطوانتها هذه "عايزة أعيش" التي تشكل استمراراً لأغنيتها التي لا تشبه أيّاً من الأعمال المطروحة في الأسواق، وإن كانت ناجحة على مستوى القيمة الفنية أو الجماهيرية.
في الأسطوانة يتأرجح صوت سميرة سعيد المحترف والمرن بين أغنيات إيقاعية تشكّل نمطاً شبابياً عالي الجودة وجميل الميلوديا، وبين الأغنيات الرومانسية التي تبدو حاملة روحية أغنياتها الأقدم والتي رسخت في ذاكرة الجمهور مثل "قال جاني بعد يومين"، "مش حتنازل عنك"، "سبني لوحدي"، "غلطة لسان" وغيرها الكثير.
على هذا المستوى الرومانسي لأغنية ترتكز على التعبير والروحية الطربية في نسيج إحساس نغمي سلس، نستمع مثلاً إلى "ما أضمنش نفسي" من كلمات نادر عبد الله وألحان وليد سعد التي تستعيد فيها سميرة سعيد أغنية عميقة الإحساس تستدرج آهات المستمع، وهو أمر نجده في "احتمال وارد" للشاعر والملحن نفسه. كذلك تحمل "معنديش وقت" من كلمات أيمن نور وألحان إيهاب عبد الواحد الروحية نفسها. كما تطرح الأسطوانة عدداً من الأغنيات التي تركّز على جرأة في النصّ على لسان مطربة امرأة، ففي "عايزة أعيش" من كلمات محمود الحسيني وألحانه تقول سعيد: "كأني عايشة في أوضة ملهاش باب/ مالك خانقلي حياتي". وفي "إنسانة مسؤولة" من كلمات نصر الدين ناجي وألحان شريف قطا تقول: "مش ح أقبل أكون متراقبة طول الوقت/ لأني قادرة بسهولة أراقب نفسي من غير وصاية حدّ/ تقرير يومي بالأخبار ودي تتسمى إزاي حياة". في هذه الأغنية التي تنتمي إلى نمط الجاز لا تختلف جمالية غناء سعيد عن الأنماط الأخرى، فصوتها الذي يمزج الإحساس المفرط بالإحتراف مطواع بحيث أنه لا يتغيّر على أذن المستمع مع اختلاف الأنماط الغنائية.
وتعود سميرة سعيد إلى جرأتها. فبمعزل عن النص الأنثوي المتمرّد، تطرح المطربة مجدداً أغنيات شبابية مبتكرة غير رائجة في السوق الغنائية، والفارق أن تلك الأغنيات لا تستسهل الذوق العام، لما فيها من العمل الموسيقي والتركيب الإيقاعي الصعب وهي تحتاج إلى مقدرة غنائية. تختار سعيد في هذه الأغنيات موضوعات رصينة حتى وإن كانت شعبية ومتداولة لتقدم نمطاً جديداً في أغنيتها الشابة. في "هوا هوا" من كلمات شادي نور وألحان بلال سرور ما يشبه الاحتفال بالحب. تقول مثلاً: "الله الله إيه الجمال ده/ الله الله الحياة حلوّت إيمتى". وفي "ما حصلش حاجة" تطرح نسيجاً إيقاعياً يمزج بحنكة أنماطاً إسبانية ويونانية شعبية، قبل أن تنتقل إلى إيقاع رومانسي هادئ مع تحوّل موسيقي حالم، إذ إن سميرة سعيد اختارت للعمل مجموعة بارزة من الموزعين مثل علي فتح الله وهاني ربيع وأحمد رجب ونادر حمدي.
"عايزة أعيش" أسطوانة الحب التي يمكن لجمهور الموسيقى الإستماع إليها بشغف.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم