الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حضارة أديان أم قوميات ؟

عصام منصف
A+ A-

مهداة الى الصديق
المفكر علي حرب


■ عندما أتكلّم مع مواطن سنيّ، أحسب نفسي سنيّاً، وعندما أتكلّم مع شيعيّ، أحسب نفسي شيعيّاً، وعندما أتكلّم مع درزيّ أحسب نفسي درزياً. وكنت أفضّل عندما أتكلّم مع مسلم فقط دون ذكر مذهبه، أحسب نفسي أنّي أُسْلِم بالقرآن، كما بالإنجيل، كما بالحكمة.
■ والعجب أني أفترض إذا تكلّمت مع يهودي فرنسي او بريطاني أو اميركي، لا أحسب عندها نفسي يهودياً، رغم أني لست عنصرياً، وذلك ما يبعدني عن هذا الدين، ولو كان من اتباعه بعض الأدباء مثل أندريه موروا صاحب الرواية الشهيرة "CLIMATS"مناخات الحبّ
(وقد نلت عليها ماجيستير في الأدب الفرنسيّ حينذاك). أو عالم النفس التحليلي فرويد FREUD أو عالم النسبية العالمي: La relativité للألماني إنشتاين. هؤلاء هم أشخاص أفذاذ ربما لم تؤثر فيهم يهوديتهم عموماً.
■ بالطّبع، كباحث في الديانات الثلاث، لا أميل ابداً دينياً الى العهد القديم: L'Ancien Testament، بل أقبله تاريخياً ولا أنظر إلى أن العهد الجديد : Le Nouveau Testament يتواصل مع العهد القديم دينياً،بل تاريخياً، وبنظري ينفصل عنه دينياً،وذلك يذكّرني بتاريخ فرنسا : النظام القديم- L'Ancien Régime والنظام الجديد : Le Nouveau Régime. وبنظري ونظر باحثين آخرين، فإنّ دولة إسرائيل بُنيت على مبادئ العهد القديم.
■ لئلا أطيل الكلام، فأنا أدين بدين الحبّ، أينما وُجد دون أن انسى إنتمائي إلى وطني وقوميّتي المشرقية ذات اللسان العربي، وليس العبري أو الفارسي، دون إنكار حضارتيهما الاقتصادية والتكنولوجيّة وقوّتهما العسكريّة. ولكن على هاتين الحضارتين، السير على طريق السلام وليس طريق الحروب والنزاعات وغريزة الموت والفناء وتخريب الحضارات الحيّة.
■ ولكي نكون منصفين أمام التاريخ والجغرافيا، وليس غيرهما، نقبل كعلمانيين وحضاريين ومثقفين باتّحاد الدّول المفككة التي تجمع المواطنين من كل الطوائف والمذاهب وبعدئذ في دولة واحدة يسودها القانون فقط على طريقة الدول المتحضرة، وفصل الدين عن الدولة، والصلاة كلٌّ على طريقته وعبادته في معبده الخاص، مع اعتبار المواطن اللاديني.
■ فلولا صراعات الأديان والمذاهب في المنطقة المشرقيّة،ولا يهّمنا خارجها، لكنّا حلمنا وحقّقنا دولة متّحدة قويّة في جميع الميادين أو بولايات متّحدة عربية على شاكلة الولايات المتحدة الأميركية : USA.
■ هذه الصراعات في المنطقة نفسها جرّتنا إلى الخراب والاحتقان والانكسار،بالرغم من هذا الحلم الجميل الذي لم يتحقق منذ زمن حتى الآن لعدة أسباب. أمّا أنافأعترف واقعياً بكل دولة مستقلة، ولا أرغب في أن ألعب دور النعامة. هذا هو رأيي الحرّ، اذ أني أحلل كباحث موضوعي وعلمي لا غير، في منطق التاريخ والجغرافيا. هذه هي الحقيقة المجرّدة التي توصلنا إلى المُواطَنة الصالحة والعادلة والسعيدة، وليس غير.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم