الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"ماذا سيقدم مرشح محتمل كفرنجية للمرأة ان أصبح رئيساً؟... الأمر ليس تفصيلاً"

المصدر: "النهار"
زينة ناصر
"ماذا سيقدم مرشح محتمل كفرنجية للمرأة ان أصبح رئيساً؟... الأمر ليس تفصيلاً"
"ماذا سيقدم مرشح محتمل كفرنجية للمرأة ان أصبح رئيساً؟... الأمر ليس تفصيلاً"
A+ A-

في إطار حملة #البلدية_نص_البلد، التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الدور الذي تلعبه البلديات، والضغط في اتجاه إجراءانتخابات بلدية في موعدها (أيار 2016)، أطلقت "الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات" "LADE"، نتائج استطلاع رأي نظّمته مع شركة "مينرز" لتحديد الاهتمامات السياسية والخدمة العامة للمواطنين وتحليلها، عاينت من خلاله آراء المواطنين ومعرفتهم في مهمّات البلدية، وأداء المجالس البلدية في السنوات الست الماضية، ومواقفهم من أي محاولة تمديد للمجالس البلدية.


وفي حين عرض الامين العام لـ"LADE" الدكتور مكرم عويس ومديرة الجمعية يارا نصار، نتائج معارضة 73 في المئة من المستطلعين التمديد للمجلس البلدي الحالي- علماً أنّ البقاع(90 في المئة) وبيروت (87 في المئة)- تسجّلان مستويات المعارضة الأعلى، فيما تنخفض النسبة إلى ما متوسطه 65 في المئة في مناطق أخرى، عرضت كذلك أرقام أخرى تشير إلى معطيات متعلقة بانخفاض المشاركة بالعمل البلدي وأخرى تشير إلى نسبة الأشخاص الداعمين لترشيح المرأة في الانتخابات البلدية، نسلّط الضوء عليها في الآتي:


ترشيح المرأة لرئاسة المجلس البلدي
في تقرير الجمعية انه ولدى سؤال المستطلعين ما إذا كانوا يدعمون ترشيح المرأة رئيسةً للمجالس البلدية، أبدت نسبة 73 في المئة منهم دعماً، لكن المفارقة إنّ 85 في المئة يدعمون ترشيح المرأة للعضوية في الانتخابات البلدية وليس كرئيسة.


نتائج قد لا تعكس حقيقة الواقع ومستوى تمثيل المرأة في المجالس البلدية كما أنها تجعلنا نتساءل عن سبب الفارق ما بين نسبة الأشخاص الذين يفضّلون المرأة كمرشّح لعضو في البلدية، مقابل أولئك الذين يؤيّدون ترؤسها البلدية.
تقرأ الدكتورة في علم النفس الاجتماعي فهمية شرف الدين الارقام السالفة موضحة أنّ ثمة مستويَين من الأشخاص في ما يتعلّق بترشّح المرأة للانتخابات البلدية أو النيابية. الأول، ينظر الى الأمور من ناحية انعدام العوائق الموجودة أمام المرأة، ويدعوها للترشّح أو الانتخابات على قاعدة "مين مانعِك تترشّحي؟"، فيما يذهب المستوى الثاني إلى دعم ترشح المرأة (بالكلام طبعاً)، ويتبع قاعدة "خلي المرأة تنتخب المرأة".


"المرأة أولاً"
وفي التعمّق بالأسباب التي تدفع المرأة والرجل إلى دعم ترشّح المرأة عضواً وليس رئيسة بلدية، قالت شرف الدين أنه "ينقص المرأة التي تنتخب الوعي، تماماً مثلما ينقص الرجل الذي ينتخب". وذكرت في السياق، حديثاً أجرته مع أحد النواب قال فيه: "أنا كتير بحب النساء"، مشيرة إلى أن معظمّ السياسيين في لبنان يأخذون الأمر بسخرية، لأنهم يجهلون أنّ دعم المرأة "متعلّق بتاريخ العالم وليس بتاريخ المرأة فقط".
من جهة أخرى، ذكرت إنّ الأسباب مرتبطة كذلك بعلاقة المرأة "المعدومة" بالقيادة، خصوصاً أنه لا يمكن الفصل بين مفهوم القيادة في المنزل وفي المجتمع الأوسع، مشيرة إلى أنّ "المرأة في لبنان لا تزال عموماً تفتقد للشجاعة والثقة بالنفس".


تفضيل المستطلعين للرجل أو المرأة في المجلس البلدي


في العودة إلى نتائج الاستطلاع، طُلب إلى المستطلعين تقويم معدل تفضيل المرشحين الذين يمثلون أسرهم بشكل أفضل في المجلس البلدي، وذلك من الجنسين. فأعلنت نسبة 52 في المئة من أفراد العينة عدم تمييزهم بين رجل وامرأة في هذا السياق، فيما 33 في المئة يفضلون رجلاً لتمثيلهم، و15 في المئة يفضلون الأنثى.
ومن المثير للاهتمام أنّ المستطلعين الذكور هم الأكثر ميلاً لعدم التمييز بين الجنسين في تمثيلهم الأسري للمجلس البلدي (51 في المئة)، ونسبة ضئيلة جداً تفضّل النساء (6 في المئة).
أما النساء الأخريات اللواتي شملهم الاستطلاع، فيفضلن ممثلاً ذكراً (24.7 في المئة) على أنثى تمثّلهن (20.9 في المئة). فما تفسير مَيل كلا الجنسين لتفضيل التمثل بالرجل وليس المرأة؟ تقول شرف الدين إنه "حتى الكلام عن دعم الرجل للمرأة غير مسؤول. فهل فعلاً إذا أرادت زوجته الوصول الى البلدية سيدعمها؟"، متطرّقة إلى "ما نعيشه من تفريق في الأدوار الاجتماعية في حياتنا اليومية منذ الصّغر، فنجد في كتاب القراءة مثلاً (أمي تطبخ لأبي وتُطعِم أخي)، إلى عبارات "ربّ المنزل" التي تُبقي المرأة في خوف من إثبات نفسها في المجتمع واتخاذ دور القيادة".


كل ما هو شخصي، هو سياسي


"كل ما هو شخصي، هو سياسي"، تقول شرف الدين، مؤكدة أنّ"العائق الأكبر لوصول المرأة للسلطة وتقبّل اللبنانيين موقعها القيادي هو البنية الثقافية". وترى أنه علينا "إعادة طرح الأسئلة على أنفسنا"، وان "نقرأ كنساء كل ما يجري من حولنا". وتقتبس قول "كل ما هو شخصي فهو سياسي"، للدلالة إلى أنّ "مشكلات المرأة العائلية أو علاقتها بزوجها وأولادها ليست منفصلة عن همومها الكبرى".


المعرفة والتمكين الاقتصادي
ما ينقص المرأة بالنسبة إليها هو عدم "التمكن والمعرفة وزيادة ثقتها بنفسها من خلال تدريبها على كيفية بناء رأي واستقلال نفسي واقتصادي وعائلي. فمن مشكلات المرأة ظنّها أن "الرأي المختلف يؤدي إلى الاختلاف"، إلا أنّ تدريبها على تلقي هذه المسائل بثقة أكبر، أمرٌ في غاية الأهمية، كذلك معرفة المرأة دورها في الحياة. لنسأل أنفسنا: ماذا نقدّم للمجتمع؟".


فرصة التغيير: الحروب
"لا يزال الأمل موجوداً، ونحن على السكة لتغيير الوضع. كما أنّ الحروب هي فرصة للتغيير، وما يحصل في العالم العربي خصوصاً سيساهم في تحقّق هذا الأمر. الحروب عجلات التاريخ، كما أثبتت التجارب في بلدان عدّة. ترى شرف الدين أنّ "الوضع لن يستقيم في العالم العربي في ظل هذه الثقافات القائمة، وإنما الناس باتوا يطرحون مزيداً من الأسئلة، وهنا الفارق".


نسبة الإناث 91.0 في المئة والذكور 80.0 في المئة الذين يدعمون ترشّح المرأة للانتخابات البلدية، وهذه يجب أن تُترجَم على الأرض عبر سياسات الدعم. شرف الدين ممن يقولون إنه "لا يمكننا الوصول إلى السلطة من دون كوتا"، خصوصاً إنّ قوانين الأحوال الشخصية في لبنان تمنع النساء من التقدّم إذا لم يصل زوجها، لأنها "أصبحت تابعة له كمرأة".
"لا للاشفاق على الذات"، يقول نيتشه، والمرأة لا يجب أن تشفق على ذاتها لتتقدّم، كما إنه على الرجل مساندتها. "ماذا سيفعل سليمان فرنجية مثلاً لدعم المرأة إن أصبح رئيساً للجمهورية؟"، تتساءل شرف الدين. "فلنسأله ذلك بدلاً من الأسئلة الكبيرة، لأن التفاصيل هي التي تصنع البلد".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم