السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تخبط في 14 آذار... و"المستقبل" يخفف من وطأة فرنجيه

المصدر: "النهار"
محمد نمر
تخبط في 14 آذار... و"المستقبل" يخفف من وطأة فرنجيه
تخبط في 14 آذار... و"المستقبل" يخفف من وطأة فرنجيه
A+ A-

"أنا اليوم كرئيس جمهورية سأعمل دائماً على قانون ينصف التوازن الوطني...." ليس خطاب القسم، بل هي بضعة كلمات رد فيها النائب سليمان فرنجية على سؤال بشأن قانون الانتخابات في بكركي. لا يمكن توصيفها بزلة لسان إنما بثقة تامة أن امكانية وصول الأخير إلى سدة الرئاسة تزداد جدية مع تذليل العقبات وتقديم التطمينات، خصوصاً المسيحية منها، وصولاً إلى حد ترجيح انتخابه في جلسة 16 الجاري.


المحمل الأكبر على فرنجية من غالبية قوى "14 آذار" وجمهورها يرتبط بعلاقته بالنظام السوري وشخص الرئيس بشار الأسد،.وسأل فرنجية هنا " لماذا لا تعتبر علاقتي بالأسد نقطة قوة بدلاً من نقطة ضعف؟ وبالنسبة إلى مراقبين من "14 آذار" فإن هذه العلاقة لم تعد ذات أهمية "لا ضعف ولا قوة". و في رأيهم الأسد بات ضعيفاً وامكانية رحيله كبيرة ولم يعد لديه القدرة على ادارة الملفات في ظل السيطرة الايرانية - الروسية، فضلاً عن أن المشكلة لم تعد في هوية الشخص بالنسبة إلى البعض بل بخيارات الرئيس ومواقفه من ملفات حساسة، كتدخل "حزب الله" في سوريا وسلاحه في لبنان.
الأكيد أن الأقطاب المسيحيية يتحملون المسؤولية الأكبر في أي نتيجة تترتب على هذا الاستحقاق، فهم سبق واجتمعوا في بكركي وتوافقوا على أن يكون واحدا منهم رئيساً للجمهورية، وعلى الرغم من كل الحوارات الجانبية وإعلان النيات لم يصل المسيحيون وحدهم إلى موقف موحد أو خيار يلغي ظاهرة الشغور.



"فرنجية او المجهول"؟
والأكيد أيضا أن الجمهورية لم تعد تحتمل، فأطلت التسوية بعنوان: "فرنجية أو المجهول"، خصوصا حينما قال فرنجية بعد زيارته النائب وليد جنبلاط ان ترشيحه لرئاسة الجمهورية فرصة يشكل عدم التقاطها "قفزة في المجهول" والوضع سيكون اسوأ مما هو عليه حالياً، لكن هذه المعادلة بالنسبة إلى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" والنائب السابق مصطفى علوش "تضخيم للمسائل لتكون أكبر من حجمها"، موضحاً: "هناك طرف وهو أحد الخيارات الموجودة للرئاسة، وخيار "14 آذار" الأفضل هو الملتزم بخياراتنا، أما التسوية فلها بنودها".
ولهذا لا يضع علوش ترشيح فرنجية ضمن اطار "التسوية"، بل هي "مبادرة، وتصبح تسوية عندما نعرف بنودها، وبعدها نرى في حال كانت التسوية مفيدة للاستقرار وتسمح بأن يتخطى لبنان المرحلة المقبلة بأقل خسائر ممكنة". اما الحديث عن أن "فرنجية ومن بعده الطوفان" فهو غير مقبول لعلوش.
ظروف نجاح "المبادرة" بالنسبة إلى علوش أقل من ظروف فشلها "خصوصا أنه يبدو ان العماد ميشال عون يعترض تماما عليها والقضية أصبحت مرتبطة بالأخير وإذا تأمنت موافقته فيعني أنها ستمر على الرغم من اي اعتراض مسيحي، وعن امكانية اعطاء ضمانات لعون يقول علوش: "الأمر وارد لكن عون أيضاً يقول أنه يمكنه أن يعطي ضمانات للأخرين فلماذا يعطيها فرنجية؟".



اعتراضات صفقات
التسوية "جدية ولها دينامية" لكن الأمين العام لحزب "الوطنيين الأحرار" الياس أبو عاصي يعتب على من أطلق عليها "الاعتراضات المشابهة للصفقات غير الايجابية"، ويقول: "نريد تسوية مبنية على مبادىء ومصلحة لبنان العليا وعلى الاهداف التي تشكل الثوابت للبنان وهذا ما تفتقر له التسوية".
قوى "14 آذار" فوجئت بالتسوية، "لم يكن لها مقدمات، لهذا السبب حصلت فرملة لها لاعادة تصويب المسار وهناك اعتراضات يجب أن تؤخذ في الاعتبار"، ويضيف أبو عاصي: "نفضل ان تكون تسوية مفيدة للوطن بعيدا من الأشخاص وليس المهم فرنجية أو غيره فهناك مبادىء لا يمكننا أن نتخلى عنها ومنها ثوابت 14 آذار اللبنانية، ولا نعتقد أن رئيس جمهورية يترشح معتمداً على اسمه فحسب أو تسويقه من جهات محلية أو اقليمية، بل لا بد من موقف واحد من الدولة بصراعها مع الدويلة والقتال في سوريا والاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله والمسال الاقتصادية والاجتماعية". ويضيف: "لا يزال هناك تردد في التسوية وفرملة لأن المبدأ ليس بالشخص بل بالثوابت"، متسائلاً: "أين فرنجية من هذه الثوابت؟".



"14 آذار" و"المستقبل"
ولا يخفي أبو عاصي التخبط الذي ضرب "14 آذار" بعد طرح التسوية ويقول: "14 آذار فوجئت بمكونات التسوية ولهذا السبب هناك تخبط بالمواقف ويذكرنا ذلك بما حصل في ملف القانون الارثوذكسي، واتمنى ان نعود للصواب".
"14 آذار" كواقع وأحلام لا تزال حاضرة في أذهان الناس، والدليل في رأي علوش أن "رفض المبادرة كان عابرا للطوائف"، أما على صعيد القيادات، فمنذ العام 2009 وتسوية "س- س" وما تبعها تشرذمت صفوف القرار في "14 آذار"، ويوضح: "السبب الرئيسي كان الاستفراد بالخيارات من دون الوصول إلى رؤية موحدة، فضلا عن البحث عن الربح الموقت على حساب الرؤية طويلة الامد وهي تشملنا كتيار المستقبل وباقي الاحزاب في "14 آذار". ويضيف: "نحن كـ 14 آذار لنعبر إلى الدولة فيجب أن نستقر وإذا كانت التسوية تؤدي إلى استقرار وعبور إلى الدولة فليكن، لأن المشكلة ليست اسم فرنجية بل وجود سلاح غير شرعي، وإذا كانت التسوية تؤدي إلى حلحلة في الملف فستكون جيدة للبنانيين ولو في شكل مرحلي أما إذا كانت التسوية تؤدي إلى تأبيد هذا السلاح وجعل لبنان باستمرار مكانا لتفريغ الرسائل الاقليمية فيتعيّن ان نكون قد اعلنا استسلامنا كقوى 14 آذار بقبول المبادرة".
الأنظار كانت مصوّبة نحو "تيار المستقبل" خصوصاً ناحية المعترضين على التسوية رغم دعم الرئيس سعد الحريري لها، فأطلت التحليلات متحدثة عن امكانية حصول انشقاقات أو حركة تصحيحية، ويوضح علوش: "وفق مراجعتي فهناك حركة احتجاج كبيرة لكنها لن تتجاوز ما وصلته في ملف "س- س"، ورغم ذلك بقي الاعتراض عند معظم كوادر تيار المستقبل على المستوى الداخلي والنقاش والحوار والبعض اعلن امتعاضه لكن من دون الخروج عن الثوابت"، ويضيف: "الحريري يدرك هذا الأمر ويعلم جيّدا ان ما يطرح الآن سيؤدي إلى هز الشعبية ويتسبب بحركة اعتراضات لكنه يعتبر أن فوائد التسوية ستغطي في المستقبل المتوسط على الأقل على الموقف من القضية".



الأسد ونقطة القوة
لماذا لا تعتبر علاقة فرنجية بالأسد نقطة قوة؟ يجيب علوش: " في شكل براغماتي، على الاقل بشار الأسد لن يكون عدائياً أو يستخدم لبنان كالسابق، والحقيقة أن العلاقة ليست نقطة قوة ولا ضعف، فبشار الأسد شيئ من الماضي، وأهمية الأسد في المنطقة أصبحت لا تعادل 5 في المئة مما كانت عليه سنة 2011، وبالتأكيد أهميته سنة 2005 انخفضت إلى النصف عما قبل، لهذا فإن صداقات الأسد او عدمه لا تهم، وقد تبقى موقف عز لدى فرنجية لكن طالما لم يعد فعالاً فلا هم".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم