السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"روائع نزار قباني" لكاظم الساهر: ألحان عاشقة في البال

نداء عودة
"روائع نزار قباني" لكاظم الساهر: ألحان عاشقة في البال
"روائع نزار قباني" لكاظم الساهر: ألحان عاشقة في البال
A+ A-

طرحت شركة روتانا أخيرا أسطوانة للفنان كاظم الساهر بعنوان "روائع نزار قباني" تضم إحدى عشرة أغنية من شعر قباني وألحان كاظم الساهر وغنائه كانت طرحت على الجمهور في مراحل متفاوتة بعضها يعود الى التسعينات أو بداية الألفية الثالثة.


القاسم المشترك بين هذه الأعمال أنها حازت إعجاب الجمهور العربي وبعضها استطاع أن يصنع فرقاً في مستوى الأغنية العربية التي كانت بدأت تفقد الكثير من قيمتها الفنية في التسعينات المرحلة التي ظهر فيها كاظم الساهر مطربا وملحّنا ومؤلفا موسيقيا.
في "زيديني عشقاً" و"مدرسة الحبّ" و"هل عندك شك" و"الرسم بالكلمات" أعاد الساهر الاعتبار الى تلحين القصيدة الفصحى بعدما انعدم تلحينها، وكان ذلك عبر الشاعر الأكثر جماهيرية وقرباً من قلوب النساء في زمن الحداثة نزار قباني. وبمعزل عن النصّ الشعري فإن تلك الأعمال تشكّل امتداداً لموسيقى عربية تجديدية أرساها موسيقيون وملحنون كبليغ حمدي ومحمد الموجي اللذين لحنا لعبد الحليم حافظ وبدا تأثيرهما واضحاً على الساهر منذ بداياته، فهو أعاد طرح "المونولوغ" الطويل الذي يضم تنويعات نغمية ومقدمة موسيقية طويلة فيها تصوير على شاكلة "قارئة الفنجان" التي لحنها الموجي لعبد الحليم حافظ. بهذا المعنى نذهب إلى "مدرسة الحب" حيث المقدمة الموسيقية والتبديلات الموسيقية والمقامية والإيقاعية التي تخلط الموسيقى العربية بالتصويرية والتعبيرية، هذه الأعمال التي انتمت إلى مرحلة التسعينات وعلى وجه الخصوص الأغنية الأكثر شعبية "زيديني عشقاً" التي كانت مهّدت لكاظم الساهر كملحن ومؤلّف موسيقي اهتمّ بتكثيف دراسته للتوزيع الموسيقي في أوروبا. وحين كان المستمع يلحظ الروح الهارمونية والحركات الموسيقية المختلفة في أغانيه، بدأ يلحظ في أعمال لاحقة حرفية أكثر في التوزيع لتبدو المادة الموسيقية عند الساهر أكثر إحكاماً كما في "صباحك سكر" و"إني أحبك" و"تحرّكي" و"أحبيني بلا عقد". مع ذلك مال الجمهور بصورة أكبر إلى قديم كاظم الساهر الموسيقي الذي بدا أكثر فطرية وابتكاراً منه إلى العلمية الموسيقية مثل أعمال كثيرة لم تطرح في هذه الأسطوانة وقد يكون ذلك لأسباب إنتاجية تتعلق بأحقية شركة روتانا في إعادة نشرها، نذكر منها قصيدة "ليلى" لحسن المرواني وغيرها الكثير.
في تلحين هذه الأغاني يرفض بحاثة الموسيقى العربية تسميتها "قصيدة" إذ إن التلحين النمطي والكلاسيكي للقصيدة يتبع قالباً كلاسيكياً صوفياً، من هنا قدم الساهر تجربة جديدة لتلحين القصيدة على طريقة المونولوغ الطويل الذي يعتمد السرد والخلط الموسيقي الشرقي الغربي، فيلجأ إلى الصولوهات لآلات أوركسترالية في المقدمة الموسيقية واللوازم والتبديلات في الحركات النغمية والإيقاعية، لتبدو موسيقاه خليطاً أنيقاً بين الطرب العربي وبين الأساليب الموسيقية الغربية.
"روائع نزار قباني" عصارة تجربة إبداعية لنزار الشاعر العاشق كما نسجها كاظم الساهر موسيقياً وغنائياً ليقدم الى الجمهور العربي ألحاناً عاشقة رسخت في ذهنه وذاكرته.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم