الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اليمين الفرنسي المتطرف والزلزال السياسي المُرتقب

المصدر: (أ ف ب)
اليمين الفرنسي المتطرف والزلزال السياسي المُرتقب
اليمين الفرنسي المتطرف والزلزال السياسي المُرتقب
A+ A-

تنظم #فرنسا انتخابات محلية في 6 و13 كانون الثاني ستشكل اختبارا اخيرا قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017 ومن المتوقع ان يحقق فيها اليمين المتطرف نجاحا تاريخيا في بلد لا يزال تحت وقع صدمة #اعتداءات_باريس.


وبعد تحقيق اختراق ملفت العام الماضي في الانتخابات البلدية والاوروبية يبدو حزب الجبهة الوطنية بصدد الفوز بمنطقتين على الاقل في مكسب غير مسبوق في هذا البلد.


وتتصدر رئيسة الحزب اليميني المتطرف مارين لوبن بفارق كبير المرشحين في منطقة نور با دو كاليه- بيكاردي في الشمال فيما تتقدم ابنة شقيقها ماريون ماريشال لوبن في منطقة بروفانس آلب-كوت دازور في جنوب شرق فرنسا.


ويحظى حزب الجبهة الوطنية بـ27 الى 30% من نيات التصويت على المستوى الوطني في الدورة الاولى من الانتخابات الاحد كما تشير استطلاعات الراي الى امكانية تحقيقه المزيد من الانتصارات في مناطق اخرى حيث بات في الطليعة او في منافسة شديدة مع المعارضة اليمينية.


واعلنت مارين لوبن أخيراً: "قبل بضعة اشهر كنت اقول ان لدينا فرصا بالفوز في اربع او خمس مناطق. وها اننا نتثبت من ذلك".
وقال رئيس الوزراء اليميني السابق فرنسوا فيون ان اليمين المتطرف "يتقدم لان الفرنسيين غاضبون".


من جهته، قال جان كريستوف كمباديليس السكرتير الاول للحزب الاشتراكي بزعامة الرئيس فرنسوا #هولاند ان "استطلاعات الراي لا تقدر حجم التصويت لصالح الجبهة الوطنية بل تقدر حجم الخوف في فرنسا، ثمة حزب من الخوف تبنيه الجبهة الوطنية".


وهيمنت اعتداءات 13 تشرين الثاني، الأسوأ في تاريخ فرنسا (130 قتيلا ومئات الجرحى)، على حملة الانتخابات المحلية.


وقال جان فرنسوا دوريدو من معهد ايبسوس لاستطلاعات الرأي ان "الحزب المستفيد من هذه الاحداث هو حقا الجبهة الوطنية، على وقع لازمة سبق وحذرناكم".


وتعزز خطاب حزب مارين لوبن القومي والمعادي للهجرة مع الكشف ان اثنين من الانتحاريين الذين نفذوا المجزرة في العاصمة الفرنسية دخلوا فرنسا بعدما وصلوا ضمن موجة المهاجرين الوافدين الى اليونان.
اما الاشتراكيون الحاكمون فلم يستفيدوا حتى الان من الارتفاع الكبير الذي سجلته شعبية الرئيس فرنسوا هولاند (+7 الى +22 نقطة) في ظل التاييد الشعبي الكبير لسياسته الامنية.


وفيما تراوح نيات التصويت للحزب الاشتراكي بين 22 و26% في الدورة الاولى من الانتخابات، فهو قد لا يحتفظ سوى بثلاثة مناطق في حين انه يتراس منذ انتخابات 2010 جميع المناطق باستثناء واحدة، ويترتب عليه تعبئة ناخبيه ان اراد تفادي هزيمة يتوقعها له معاهد الاستطلاعات منذ اشهر.
ويلعب الحزب الحاكم ورقة الوحدة الوطنية خلف فرنسوا هولاند غير انه يعاني من فشل السلطة التنفيذية في احتواء البطالة التي باتت في مستوى شبه قياسي حيث تشمل 3,59 ملايين شخص، بعدما سجلت في تشرين الاول اعلى زيادة شهرية منذ 2013.


كما يعاني الحزب الاشتراكي من ضعف يطاول بصورة اجمالية اليسار الذي يتقدم للدورة الاولى من الانتخابات منقسما غير انه يامل في ان ينجح في لملمة صفوفه في الدورة الثانية.


وبعدما كانت التوقعات قبل الاعتداءات تشير الى فوز ساحق للمعارضة اليمينية، فهي لا تزال تامل في الفوز بغالبية من المناطق ولو ان نيات التصويت لها (25 الى 28%) تراجعت لصالح الجبهة الوطنية.


وما ساهم في تراجع شعبية حزب الجمهوريين بزعامة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ان هولاند انتزع منه عددا من الطروحات على صعيد مكافحة الارهاب كما انه اظهر انقسامات خرجت عن موقف الوحدة الوطنية منذ الاعتداءات.


وتتوقف نتائج الانتخابات الى حد بعيد على موقف الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين في الدورة الثانية في المناطق التي يمكن ان تنعطف وتصوت لليمين المتطرف، سواء عمد الحزبان الى تجيير الاصوات او حتى التحالف لقطع الطريق امام الجبهة الوطنية ام دخلا في منافسة ثلاثية تضمن فوزه.
واعلن رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس استعداده "للقيام بكل ما هو ممكن" لهزم الجبهة الوطنية، لكن من جانب اليمين رفض ساركوزي الاربعاء فرضية تشكيل "جبهة جمهورية".


وستكون هذه اخر انتخابات محلية تجري في فرنسا قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017 والتي تتصدر فيها ايضا مارين لوبن نيات التصويت في الدورة الاولى.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم