السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جمهوريون ضد ترامب

هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

يمثل المرشح الجمهوري لمنصب الرئاسة دونالد ترامب حالة انتخابية غريبة ونافرة في آن واحد. فهو يدعي انه من خارج الطبقة السياسية التقليدية، وهذا صحيح جزئيا لانه لم ينتخب من قبل لأي منصب، لكن ثروته وشركاته تضعه في قلب النخبة الاقتصادية - السياسية الاميركية. ترامب الفخور بشخصيته الصدامية وفظاظته الصاخبة يدعي ان هذه مزايا قيادية، وهو نجح الى حد كبير في اقناع مؤيديه بصواب هذا الادعاء، كما في ترهيب منافسيه. ومع اقتراب بداية الانتخابات الحزبية في شباط المقبل، بدأ قادة الحزب الجمهوري وممولوه البحث عن بديل منه، والنظر في احتمال مواجهته مباشرة وتمويل حملات اعلامية ضده قبل ان يبدأ بالفوز في الولايات الاولية ويوجد أمراً واقعاً يتيح له الحصول على ترشيح الحزب. الرأي السائد في هذه الاوساط، هو ان ترامب في مواجهة مرشح مثل هيلاري كلينتون سوف يتعرض هو ومرشحي حزبه لهزيمة كبيرة.


وعلى رغم ان ترامب يفتقر الى الفصاحة الخطابية ويفتقد ملكة اللغة الانكليزية – العبارات والكلمات التي يرددها مشابهة لتلك التي يستخدمها مراهق في الرابعة عشرة من عمره - فان ذلك لم يضعفه في أعين انصاره الذين يقولون إن شخصيته القوية ضرورية لقيادة البلاد، خاصة وان هؤلاء يشكون من الاداء الضعيف نسبيا للرئيس اوباما. ترامب يدرك جيدا ان اصراره على عدم الاعتذار من الاشخاص أو الفئات الذين طالتهم سخريته واهاناته، قد عزز شعبيته. وهذا ما يفسر اصراره الغريب على التمسك بروايته التي تدعي ان "الآلاف والآلاف من المسلمين الاميركيين" كانوا يحتفلون ويرقصون على سطوح البنايات وفي الشوارع في مدينة جيرزي سيتي وهم يراقبون عبر النهر برجي مركز التجارة العالمي ينهاران في 11 ايلول 2001.
ومع ان كبرى الصحف مثل "الـنيويورك تايمس" و"الواشنطن بوست"، والمدعي العام لولاية نيوجيرزي في 2001 ورئيس بلدية نيويورك آنذاك رودي جولياني دحضوا اكاذيب ترامب فانه واصل تمسكه بروايته، كما واصلت استطلاعات الرأي اظهار تمسك مؤيديه به. وفي الاسابيع الاخيرة، برزت ملامح تغيير في مواقف بعض الجمهوريين البارزين وبدأ بعضهم يصف ترامب بالفاشي، وهي تهمة نادراً ما تطرح في السجال الانتخابي. وتجرأ المرشح جون كيسيك، حاكم ولاية أوهايو، على توجيه هذه التهمة الى ترامب في دعاية تلفزيونية. وثمة مخاوف حقيقية من ان تؤدي مواقف ترامب الديماغوجية من العرب والمسلمين الاميركيين الى اعمال عنف ضدهم. ومن المتوقع في الاسابيع المقبلة ان تزداد الحملة الجمهورية ضد ترامب باسم انقاذ الحزب من ديماغوجيته، كما من المتوقع ان يرد عليها بمزيد من الديماغوجية!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم