الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أنقرة في مرمى روسيا... ما تداعيات نشر "S - 400 "في سوريا؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أنقرة في مرمى روسيا... ما تداعيات نشر "S - 400 "في سوريا؟
أنقرة في مرمى روسيا... ما تداعيات نشر "S - 400 "في سوريا؟
A+ A-

لم تترك روسيا فرصة للضغط على تركيا أو استفزازها إلا واستخدمتها، واخرها نشر منظومة الصواريخ "0S-40 " في قاعدة حميميم الجوية - اللاذقية في سوريا. هذا السلاح الفتاك تصل تغطية راداره، اضافة إلى غالبية الاراي السورية، إلى أجزاء من العراق والأردن وتركيا وإسرائيل وشمال سيناء في مصر.
المنظومة الروسية يمكنها أن تستهدف أي جسم يطير في سمائها، ويغطي رادارها ما بين 440 إلى 600 كلم، فيما تغطيتها النارية تصل إلى 200 كلم. عدد الأهداف التي تراقبها المنظومة في آن واحد قد تصل إلى 300 هدف، أما التي تدمرها في وقت واحد هي 36 هدفاً، على ان يكون الارتفاع الأقصى للهدف 27 كلم أم الأدنى له 100 متر. وبحسب المعلومات فإن زمن نصب المنظومة قدره بين 5 إلى 10 دقائق.
وعلى الرغم من مدى تغطيتها الراداري الكبير، إلا أن تغطيتها النارية التي تبلغ 200 كلم، تؤكد أن الرسالة والتهديد الأكبر موجه إلى تركيا، فنصبها في اللاذقية يعني تغطية تركيا بأجزاء كبيرة تصل إلى العاصمة أنقرة، وغالبية الارضي السورية ويضاف إليها أجزاء كبيرة من الاراضي اللبنانية خصوصاً الشمالية منها.
وفي التحليل، فإن مراقبين يعتبرون أن الخطر مقتصر على تركيا التي لا تريد رفع منسوب التوتر مع روسيا وبالتالي فإن المنظومة لن يكون لها قيمة سوى معنوية، فيما يعتبر أخرون أن للمنظومة تأثيراً كبيراً على الأزمة السورية والمنطقة، خصوصاً أن مفتاح سماء سوريا بات مع روسيا.
تركيا الهدف الأول
ويوضح اللواء الأردني والمحلل العسكري فايز الدويري لـ"النهار" أن "تغطية المنظومة تنقسم إلى رادارية ونارية، الأولى تمتد من 400 إلى 600 كلم، أما النارية فهي لغاية 200 كلم"، معتبراً أن "تأثيرها على دول الجوار يعتمد على موقع توزيعها، وبما أنه في اللاذقية فيعني أننا نتحدث عن دائرة جغرافية قطرها 200 كلم، وبالتأكيد أنها تطال تركيا نارياً ولا تطال العراق أو الأردن". ويشير غلى أن "التغطية النارية للمنظومة تطال تركيا وأطراف لبنان الشمالية، وجزءاً من البحر المتوسط وقدراتها كبيرة جدا ومتطورة أكثر من الباتريوت وترصد 300 هدف وتتعامل مع 36 هدفاً"، لكن في رأي الدويري السؤال الأهم هو: "ضد من ستستخدم س – 400"؟
لا تملك المعارضة السورية الطائرات أو الصواريخ المجنحة، والأردن غير متورط بالحرب الداخلية، أما إسرائيل فلديها التطمينات الروسية إزاء نشر المنظومة، وبالطبع فإن طائرات النظام في منأى أن أهداف "س – 400"، ويبقى طرفان، الأول التحالف الغربي وطائراته ،ويستبعد الدويري أن تستهدف روسيا هذا التحالف "لأن هناك أدوات تنسيقية بين الطرفين"، والثاني يهدد مباشرة الطيران التركي.



"س 400 " والمنطقة الآمنة
ويربط الدويري بين السياسة والاستراتيجية العسكرية، مذكراً بأن "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تحدث عن منطقة آمنة تمتد من جرابلس حتى مياه المتوسط، وهو ما أعلنت رفضه روسيا".
لم تتطرق تركيا إلى الحديث عن المنطقة الآمنة في الساعات الـ 48 الماضية، بل كان النقاش بحسب الدويري مع "الأصدقاء" ويضيف: "لا نتحدث عن قبرص بل عن أميركا وحلف الناتو، فإن وافقت الولايات المتحدة على اقامة منطقة آمنة فيعني انها ملزمة بتأمينها بمشاركة تركيا وبالتالي لن تستخدم حينها منظومة س 400 إذا دخلت الطائرات الأميركية أو الناتو ولذلك يبقى الخيار واحداً أمام تركيا منفردة بأن تفرض منطقة آمنة، وفي هذه الحالة ممكن أن تستخدم روسيا منظومة س 400 ضد الطائرات التركية".
بعد معنوي - سياسي
وبناء على هذا التحليل فإن الدويري يعتبر أن "س 400 حضرت إلى سوريا لبعد معنوي، ولاستخدامها كورقة في فيينا - 3 إذ حينها سيقول الروس: لدينا قوة على الارض وهناك لغة واقع واننا اللاعب الرئيسي على الجغرافيا السورية ،وبالتالي هو تعزيز موقف سياسي ومعنوي للطيارين الروس، أما استخدامه فلن يكون إلا ضد الطائرات التركية وأعلنت أنقرة أخيراً أنها لا تريد الضرب داخل سوريا ثم عادت بالامس وعدلت قرارها، ففي النهاية إنه صراع سياسي قد يؤثر على العمليات العسكرية، لكني اعتقد أن تركيا غير معنية بالتصعيد مع روسيا بل تريد لملمة أثار اسقاط الطائرة".



كفة راجحة للنظام
ولا يتفق العميد المتقاعد والمحلل العسكري أمين حطيط مع هذه النظرية، بل يؤكد وبحسب المنطق العسكري أن المنظومة ستؤثر على كامل المسرح الاسترتيجي ويقول لـ" النهار": "صحيح ان السبب لادخال منظومة س- 400 إلى سوريا هو اسقاط الطائرة الروسية بطائرة تركية إلا أن تداعيات الحدث ومفاعيله تنسحب خارج الميدان الخاص بها، خصوصا أن المنظومة ستؤثر في شكل مباشر على سلوك تركيا في الميدان السوري، وبالتالي سيشكل هذا نوعاً من العناصر التي تضيف كفة الترجيح لمصلحة الحكومة السورية"، مذكراً بأن "رئيس الاركان الاميركي تحدث عن أن كفة الترجيح تتجه لمصلحة الحكومة، وذلك قبل ادخال س - 400، فكيف بعد وجودها في اللاذقية؟".
ويعتبر أن المنظومة ستزيد من كفة الرجحان لمصلحة الحكومة "لأن التركي سيمتنع عن دخول سوريا بعد نشر الصواريخ، ولأن حركة القوى السورية والحليفة باتت أسرع مع وجود حماية فعالة، وأخيراً ستؤثر المنظومة على اغلاق معابر الامداد ،لأن الطائرات الروسية باتت أكثر حرية في استهداف طرق الامداد من تركيا إلى سوريا"، ويضيف: "عندما يترجع وضع الارهابيين في سوريا سينعكس ذلك على العراق ومجمل الحركة الاقليمية".



الشبح في خطر
وبحسب حطيط فإن "مدى المنظومة يصل إلى 400 كلم، ونصبها في اللاذقية يعني أنها تصل إلى حدود جنوب لبنان جنوباً وتغطي 300 كلم داخل الارض التركية شمالا، اضافة إلى 85% من سوريا، أما من حيث الدقة والفاعلية فهنا الامر خطير بالنسبة إلى اسرائيل أو الاميركيين او الارهابيين أو الاتراك ،لأن هذه المنظومة تسقط طائرات الشبح التي لا تلتقطها الرادارات العادية، كما ان آلية تشغيلها تكون وفق نظامين، البشري والتلقائي، والثاني هو الأكثر خطورة، إذ يتم برمجتها وحدها تلتقط الهدف وتطلق".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم