الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وجهات نظر إسرائيلية حيال استراتيجية بوتين الانتصار على "داعش" أولاً

المصدر: "النهار"
رندة حيدر
وجهات نظر إسرائيلية حيال استراتيجية بوتين الانتصار على "داعش" أولاً
وجهات نظر إسرائيلية حيال استراتيجية بوتين الانتصار على "داعش" أولاً
A+ A-

منذ بدء التدخل العسكري الروسي في #سوريا، التزمت إسرائيل موقفاً بالغ الحذر مما يجري ورفضت اتخاذ أي موقف علني واضح رغم التوتر والقلق اللذين اثارهما هذا التدخل داخل إسرائيل سواء على صعيد تقليص هامش حرية الطيران الإسرائيلي داخل الأجواء السورية، أم على صعيد تعزيز مكانة إيران من جراء تحالفها مع روسيا دفاعاً عن نظام #بشار_الأسد.


ومن أجل تبديد هذه المخاوف والقلق والحؤول دون وقوع اي تصادم غير مرغوب فيه بين الطائرات الإسرائيلية والروسية يشبه ما حدث مع تركيا في الفترة الأخيرة، قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين #نتنياهو في 21 أيلول بزيارة طارئة لروسيا التقى خلالها الرئيس بوتين، حيث جرى الاتفاق على وضع آلية للتنسيق العسكري بين الطرفين، وتشكيل طاقم عسكري مشترك للاشراف على هذا الموضوع.


في هذه الأثناء ظلت قضية انعكاسات التدخل الروسي في سوريا تثير تساؤلات كثيرة داخل إسرائيل. وكان لافتاً تجنب المسؤولين الإسرائيليين التطرق علناً الى هذه المسألة والتزام الاعلام الإسرائيلي بسياسة الحذر في حديثه عن الموضوع تلافياً لحدوث اي سوء فهم من شأنه ان يعكر العلاقات الإسرائيلية-الروسية والتنسيق العسكري بينهما. لكن يبقى السؤال الاساسي مطروحاً هل إسرائيل مع الاستراتيجية الروسية التي يطرحها الرئيس بوتين ويحاول اقناع الغرب بها والتي تقترح الانتصار على "داعش" أولاً ثم البحث عن حل سياسي في سوريا؟


روسيا تفرض قواعد لعبة جديدة على إسرائيل


حتى وقت قريب لم تبرز اجابة واضحة، لكن في اثر حادثة اسقاط تركيا طائرة "سوخوي" الروسية، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون انه في الفترة الاخيرة توغلت طائرة روسية من طريق الخطأ داخل الأجواء الإسرائيلية مسافة 1.6 كيلومتر، وان السلطات الإسرائيلية اكتفت بتنبيه الطيار الروسي بالخطأ الذي وقع وطالبته بالعودة أدراجه. ومجيء هذا الاعتراف الآن بالذات على لسان يعلون معناه ضمنياً وقوف إسرائيل الى جانب روسيا ضد تركيا في مسألة اسقاط الطائرة الروسية.
في راي المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، ما جرى دليل على التزام إسرائيل القواعد الجديدة التي وضعها الروس على الجبهة الجوية. فمنذ اكثر من شهر تراقب إسرائيل الغارات الروسية شمال سوريا وجنوبها وقرب حدودها. ويشير المعلق الى انه خلال هذه الفترة تحدثت تقارير اعلامية عربية عن هجومين شنهما سلاح الجو الإسرائيلي ضد شحنات أو مخازن للسلاح، تركزا في المنطقة الواقعة قرب مطار دمشق. ويقول المعلق أنه منذ الانتشار الروسي في سوريا تجنبت إسرائيل مهاجمة اية اهداف تقع في "المنطقة العلوية حيث تمركزت الطائرات الروسية. وبدأت تتصرف بكثير من الحذر".


أي الخطرين أكبر؟
لكن التنسيق مع الروس لا يزيل تماماً مخاوف إسرائيل من انعكاسات التحالف الروسي- الإيراني عليها. ففي رأي السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن زلمان شوفال ان هذا التحالف يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة ويتابع: "صحيح ان الروس تعهدوا عدم المس بأمن إسرائيل وبقدرتها على الدفاع عن نفسها، وتعهدوا تعطيل نوايا إيران على الصعيد الديبلوماسي ضد إسرائيل، لكن من الصعب ان يزيل ذلك مخاوف إسرائيل من تأثير تعميق إيران لوجودها العسكري جنوب سوريا".


من ناحيته يلفت المعلق السياسي دانييل فريدمان في "يديعوت أحرونوت" الى ان إسرائيل قد لا تتفق تماماً مع الروس في تقييم خطر "داعش". ففي رأيه الخطر الذي يشكله هذا التنظيم أقل من الخطر المباشر الذي يشكله محور إيران- سوريا- حزب الله- حماس. وكتب: "من وجهة نظر روسية ارهاب داعش يعرضها للخطر بينما ارهاب حزب الله وإيران ليسا موجهين ضدها، ويتطابق هذا مع وجهتي النظر الأوروبية والأميركية. فداعش يعمل علناً ضد الغرب، بينما تهديد #حزب _الله وإيران ينحصر في منطقتنا فقط خصوصاً ضد إسرئيل".


مع استراتيجية بوتين


لكن رغم الاختلاف الروسي –الإسرائيلي في تقييم خطر "داعش" وفي النظر الى التحالف مع إيران، يبدو اكثر فاكثر ان إسرائيل تؤيد استراتيجية بوتين التي يحاول حالياً ان يجمع حولها تأييد الغرب وتشكيل تحالف واسع هدفه الانتصار على "داعش" اولاً، ثم البحث في ما بعد عن حل سياسي للأزمة السورية. هذا هو رأي غيوار أيلاند الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الذي شبّه خطر #داعش بخطر "ألمانيا النازية"، قال: "من المفيد أن نفكر بما سيكون عليه وضعنا اذا نجح داعش في السيطرة على سوريا والأردن وسيناء. يجب أن تكون الخلاصة واضحة وهي أنه حتى بالنسبة الينا يجب الانتصار على داعش أولاً، والوقوف الى جانب بوتين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم