The Voice عناية في اختيار الأصوات المميزة
أطلّت السهرة الغنائية المباشرة الأولى لبرنامج The Voice ليلة السبت الفائت على شاشة MBC مقتضبة هذه المرّة ومتخلّصة من المبالغة في التطويل التي قد تفقد البرنامج بريقه. وقد سجلت السهرة خروج عدد من المتبارين من المنافسة تمهيداً لخروج عدد آخر في العرض المقبل.
لقد كان لافتاً الاختيار الدقيق للفنانين، كلّ ضمن فريقه، فضلاً عن تصويت الجمهور لمصلحة الصوت المفضل لديه. من هنا لم يكن غريباً تصويت الجمهور للمتبارية التونسية نايرس التي تمتلك نجومية متكاملة في الغناء الغربي. فالمتلقي، ولو كان غير مدرك للموسيقى الغربية ولغتها، فإنه لا يستطيع إلاّ أن ينشدّ الى المتبارية التي يتناغم ابتكارها في الغناء مع حضورها القوي على المسرح، وهو أمر دفع الفنان عاصي الحلاني مراراً الى الوقوف افتخاراً بوجود هذا الصوت ضمن فريقه. الحلاني عاد وفاضل بين متباريين في فريقه ليختار المصرية رحاب صالح على اللبناني حسام الشامي الذي يؤدّي الموال والنمط الغنائي اللبناني بتمكّن لكنه لا يستطيع أن يصنع تمايزاً عن الأصوات ذات الشخصية الخاصّة، وهو أمر ينطبق على رحاب صالح التي تضفي شخصيتها على الأغنية وتتمتع ببصمة صوت أنثوي غير شائع. وكانت صالح أدت إحدى أغاني سميرة سعيد بتميّز.
وعلى مستوى فريق الفنانة شيرين كان رأي الجمهور أكثر من صائب في اختياره المتباري التونسي غسان بن إبرهيم الذي نجح مرة أخرى في أداء متمكن للأغنية الشعبية المصرية "أما براوة" لنجاة الصغيرة رغم أن الأغنية لا تنتمي للونه الغنائي. صوت بن إبرهيم ناضج من حيث الركوز الموسيقي عدا أنه مطواع في عدد من الأنماط والمساحات كما بدا حتى الآن. بدوره، السعودي عبد المجيد إبرهيم، ورغم خروجه عن الموسيقى في أدائه إحدى أغاني طلال المداح، إلاّ أن اختيار شيرين له للإستمرار في المنافسة كان في محلّه إذ إن ابرهيم من الأصوات الخليجية المميزة التي تتمتع بذكاء في أسلوب الأداء، بمعزل عن احتمال وجود خطأ في الصوت أشار إليه المتباري. أما ريهام مصطفى، الصوت المتمكن في أداء النمط الغربي، فقد لا تستطيع منافسة المتبارية التونسية نايرس في هذه المساحة، وفضّل الفنان صابر الرباعي استمرار التونسية محرزية الطويل على المغربي عبد الصمد جبران الذي كان أربك بروز صوته بسبب إكثاره من الزخارف والتعريب في أغنية "غريبة الناس" لوائل جسار، ورغم أن جبران يملك صوتاً حساساً إلاّ أن محرزية الطويل تنجح مرّة أخرى في إثبات مقدرتها كصوت طربي حين أدت مطلعا ومذهبا من أغنية "الحبّ كله" لأم كلثوم. أمّا عبود برمدا فقد حصد أعلى نسبة من تصويت الجمهور باعتباره الأسلم أداءً وركوزاً، وقد أدى إحدى أغاني مروان خوري. كذلك حصدت اللبنانية كريستين سعيد النسبة الأعلى من التصويت وهي تتمتع بكاريزما خاصة في الغناء الغربي وقد حافظت على مقدرتها ووهجها الخاص على المسرح مجدداً بأدائها إحدى أغاني أديل. وبينما قدم رابح درباسة إمكاناته الكاملة كصوت جزائري جديد الأسلوب والزخارف على المستمع العربي، إذ قدم موالاً أرفقه بأغنية جزائرية فولكلورية، لم يتوان الفنان كاظم الساهر عن تفضيل المغربية نجاة رجوي عليه، بعدما فاجأت الأسماع بغنائها "حبينا وتحبينا" لميادة الحناوي فبرز صوتها أكثر جمالاً وسلاسة في نغمات الألتو العالية أكثر من النغمات المنخفضة التي اعتادت أن تنطلق منها في الغناء. هذا المساء حلقة جديدة.