الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الـ"سوخوي" القاذفة سقطت بـ"سايد ويندر"... ماذا عن "أف 16"؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
الـ"سوخوي" القاذفة سقطت بـ"سايد ويندر"... ماذا عن "أف 16"؟
الـ"سوخوي" القاذفة سقطت بـ"سايد ويندر"... ماذا عن "أف 16"؟
A+ A-

لا عتب على الروس في التصعيد السياسي الواضح تجاه تركيا وتجسيد ما حصل بـ"إعلان حرب". إنها طائرة "سوخوي" تهاوت في سماء ريف اللاذقية وسقطت في أراضي المعارضة السورية، ليس بسبب خلل فني بل بسبب استهداف تركي من طائرة "أف 16" التي تعتبر أكثر الطائرات حداثة وقوة.


وحتى الساعة لا تزال روسيا تلعب على حبال استهداف الطائرة داخل الاجواء السورية، وأنها لم تخترق الاجواء التركية، فيما الاخيرة تلتزم بتأكيد حقها في الدفاع عن أرضها وجوّها، ولا تزال الصدمة واضحة على ملامح المسؤولين الروس، فطائرة بلادهم العظمى صوّرت بالفيديوات كالخردة تسقط من السماء إلى الارض.



لا تختلف طائرات "السوخوي" عن بعضها كثيراً فهي متقاربة مع بعض التعديلات، والعقيد السوري المنشق عبد الستار العساف على يقين بأن الطيارَين الروسيَّين سمعا الإنذار، وعلما ان الطائرة التركية تقبض عليهما، وكانا يعرفان أن الطائرة "قاذفة تستطيع أن تحمّل 8 طن من الذخائر، وتتميز بمدفع رشاش عيار 23، سداسي السبطانة، وتشمل حمولتها صواريخ جو – أرض موجّهة بالليزر والتلفزيون، وقصفها دقيق جدًّا، وبإمكانها ان تحمل اسلحة نووية تكتيكية وقنابل زنة 100 كيلو".



لـ"سوخوي" أجهزة حماية وجهاز راداري وجهاز إنذار ضد الصواريخ ومستودعات إعاقة ذاتية، ويوضح العساف: "يصدر من المستودعات رقائق معدنية للتشويش، وتستخدم عندما يتم القبض على الطائرة رادارياً، كما لديها مشاعل أو بالونات حرارية ضد الأشعة تحت الحمراء".


لذلك، يستنتج العساف أن طاقم الطائرة الروسية التي سقطت كان على علم بواسطة أجهزة المراقبة لديها أن طائرة أخرى تقبض عليها، كما أن لديها جهازًا راداريًّا ارسالاته عند مقدمة الطائرة للقبض على الأهداف عبر وسيلة "ارسال – استقبال" عبر أشعة الليزر أو وسائل أخرى، ويوضح: "ترسل الطائرة إشعاع ليزر، ويتحوّل الزمن الذي يصل فيه إلى الأرض ويعود إلى مسافة"، مشيراً إلى أن "السوخوي لديها جهاز رادار مزدوج لتحديد الأهداف في الجو والأرض بدقة".


 


أما عن الطيارَين، فكانا وفق العساف "أحدهما الى جانب الآخر، الأول يقود ويوجه الطائرة، يقلع ويهبط فيها، والثاني طيار ملاح يستخدم أجهزة ملاحية ويطلق عليه البعض طيار تسليح، يكون لديه جهاز القبض والارسال والاطلاق، والاثنان يسمعان ويريان ما يجري عبر الاجهزة، وبالتأكيد سمع الطيار انه تم القبض عليه، لكنه لم يخطر بباله انه سيتم اطلاق صاروخ على الطائرة من "اف 16" التي حذّرته مرات عدة".
وعن آلية الانذار، يذكر العساف بأن الطائرة يمكن أن تنذر الأخرى بطرق عدة "منها الاقتراب إلى جانب الطائرة، الانقضاض عليها، اطلاق طلقات تحذيرية او صاروخ جو - جو قرب الطائرة، أو يمكن رؤية الطيار الثاني بالعين المجردة والتلميح له بالاشارات لتغيير اتجاهه"، مذكراً بأن "قواعد الاشتباك الدولي تعطي الحقّ للطيار بأن ينذر الطيارة المخترقة والقبض عليها وإطلاق الصواريخ". ويضيف: "يمكن تحذير الطائرة من 20 ثانية إلى دقيقة"، مذكرا بأن "الطيار الروسي لم يكن لديه القرار بأن يطلق الصاروخ على الطائرة المخترقة إلا إذا حصل على اذن من غرفة العمليات التي تعود إلى القيادة، أما إذا كان هناك قرار للطيارَين بـالـ"تعامل مع الهدف"، فيعني أنه يمكن للطيار أن يقبض عليه وينبّهه وثم يطلق عليه إذا لم يلتزم".


 


ماذا عن الـ"اف 16"؟
أما عن طائرة "اف 16"، يقول العساف: "إنها طائرة مقاتلة متعددة المهام ومعروفة أنها الاولى في العالم ومتعدّدة الانواع، ومعروفة انها طيارة بمحرك واحد ومقعد واحد وسرعتها فوق ألفي كيلو، وسقفها الاعظم يصل إلى 16 كيلو، هي قاذفة تتعامل مع الاهداف الارضية لكن مهمتها الاساسية مع الاهداف الجوية، لهذا يحمّلونها قنابل زنة 700 او 750 كيلو، او 6 صواريخ موجّهة سايد ويندر او صواريخ موجهة جو - ارض مثل مافريك وهايفير وغيرهما"، مرجحاً ان يكون تم استهداف الطائرة الروسية بصاروخ سايد ويندر.



العساف لا يثق بروسيا ويصفها بـ"الكاذبة والمنافقة، والدليل الأكبر هو ما تقوم به في سوريا، فهي تدّعي محاربة داعش، لكنها تقصف مناطق الجيش الحر والفصائل المعتدلة والمدنيين والاسواق والمشافي والمدارس، ولم تقم سوى باستهداف 10 مواقع لداعش المعروفة بأنها متواجدة بشكل كبير في الرقة ودير الزور وتدمر، وتتحرك بين سوريا والعراق من الجهة الشرقية بأرتال تدخل وتخرج، ولا يتم قصفها خصوصاً من روسيا وبعض طائرات التحالف".



وبحسب معطياته، فإن "روسيا حذّرت تركيا ودولاً أخرى كالسعودية وقطر من أنه إذا ثبت انه تم استهدافها من مضادات ارضية ضمن سوريا من المعارضة يعني انها ستقوم برد عنيف واعلان حرب، لأن ذلك يعني أن الدول العربية واميركا وتركيا خرقت التحذير، لهذا تريد ان توصل للرأي العام ان المعارضة وصلتها مضادات طيران وأسقطت طائرة السوخوي وانه تم خرق الاتفاق والتحذير، علماً ان روسيا تعلم ان من أسقط الطائرة هي طائرات تركية اف 16".



وتحدّث عن المجال الجوي، مذكراً بأنه "من المعروف دولياً ان على الطائرات الا تقترب ما بين 10 إلى 20 كيلو من الدول الثانية... لهذا لا يجوز ان تحلق طائرة روسية فوق الشريط الحدودي لأن الطيار عادة لا يمكنه التمييز مئة في المئة الحدود، خصوصاً عندما يطير فوق الشريط الحدودي وعلى ارتفاع 4 او 5 كيلو"، موضحاً أن "المشهد من مكان مرتفع أكثر وضوحاً من المشهد من مكان منخفض". وفي رأيه، أن "تركيا في امكانها ان تثبت مكان استهداف الطائرة بتصوير شاشة الردار".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم