السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

زينة دكاش: سعيدة بما أنجزت

المصدر: "دليل النهار"
نسرين الظواهرة
زينة دكاش: سعيدة بما أنجزت
زينة دكاش: سعيدة بما أنجزت
A+ A-

عام 2012 أثناء قيام الممثلة والمعالجة النفسية #زينة_دكاش بجلسة علاج بالدراما في سجن #بعبدا، انضمّت إلى السجناء سجينة جديدة للمشاركة في التمارين لأول مرة. وتبيّن لدكاش في ما بعد أن الحكم الصادر بحق السجينة التي تعاني من مرض نفسي يتضمّن "حجزها في مأوى احترازي أي جناح مُخصَّص للإضطرابات النفسية حتى ثبوت شفائها بقرار تصدره المحكمة"، في وقت أثبت العلم أنه يمكن متابعة المرض النفسي وليس "الشفاء منه"، وأن التعافي يتمّ بالعلاج المناسب. كما لا يوجد مأوى احترازي في كافة السجون اللبنانية ما عدا مبنى صغيرا في سجن رومية، أي المبنى الأزرق الذي لم يتمّ حتى تجهيزه.


من هنا بدأت رحلة زينة دكاش مع المرضى النفسيين القابعين في السجون اللبنانية وخلف القضبان، بعدما وافق المعنيون على أن السجناء المصابين بأمراض نفسية هم في وضع "الطريق المسدود" في ظلّ المواد الحالية في قانون العقوبات اللبناني.


وكان العمل المسرحي "من كل عقلي" عام 2013 على مسرح "المدينة" الذي لعب بطولته مجموعة من المرضى النفسيين يعانون الإضطراب النفسي، وكانت الإنتفاضة الأولى لدكاش والمرضى ليروي كل منهم من خلال عمل مسرحي فني عن مرضهم وضرورة عدم الحكم المسبق عليهم.
وفي 18 من تشرين الثاني الجاري عقدت دكاش مؤتمراً صحافياً أطلقت من خلاله مسرحية "من كل عقلي" على دي في دي. وأعلنت عن مشروع ضخم تعمل عليه منذ عام 2013 بتمويل من الإتحاد الأوروبي تحت عنوان "قصة منسيين خلف القضبان" يهدف إلى إنتاج عمل مسرحي في سجن رومية بعد نحو شهرين يؤديه السجناء (ومنهم المرضى)، إضافة إلى دراسة عن مدى انتشار الإضطرابات النفسية الشديدة لدى السجناء في سجني بعبدا ورومية، ودراسة قانونية تتضمن مقارنة بين القانون الحالي في لبنان والقوانين المعتمدة في دُول أخرى، والتوصل في النهاية الى مسوّدة مشروع قانون استنادا الى الدراستين المذكورتين.


تروي زينة دكاش بإنفعال كيف أن القانون اليوم لا يحمي مرتكبي الجرائم الذين يعانون من أمراض وإضطرابات نفسية، مع أن من غير المنطقي معاملتهم كأي مرتكب جريمة. وتتابع: "للأسف ورثنا هذا القانون الذي وضع عام 43 عن فرنسا والمضحك أننا ما زلنا متمسكين به في حين أن فرنسا راجعته وغيّرت في بنوده مراراً وتكراراً".


بعد اجتماعات دكاش مع مسؤولين في وزارة العدل ومعنيين بهذا الشأن تأمل بتغيير القانون وتقديم مسوّدة جديدة عام 2016 إلى البرلمان قد ينتج عنها تغيير القانون. تماماً كما حصل عام 2008 عندما أنتجت جمعيتها الخاصة "كثارسيس" مسرحية "12 لبناني غاضب" في سجن رومية وقد نتج عنها تحسين القانون عبر تخفيض سنوات العقوبة للسجين في حال أثبت حسن سلوك. إضافة إلى مسرحية "شبيك لبيك" التي قدمتها من نحو خمسة أشهر مع العاملات الأجنبيات، وقد تم من بعدها إلغاء القرار الذي يمنع على العاملة الأجنبية أن تحب وتتزوج وتنجب على الأراضي اللبنانية.


زينة دكاش سعيدة بإنجازاتها وتسعى إلى زرع الأمل في نفوس المجموعات المهمّشة في مجتمعنا. وهي تشعر بسعادة لا توصف عندما تجد أن بعض السجناء والسجينات استطاعوا بعد انتهاء مدة عقوبتهم فتح صفحة جديدة واستئناف حياتهم العاطفية والمهنية "انتبهي ما في إنسان خلق مجرم. في ظروف وبيئة ومجتمع وعيلة دفعتو يصير مجرم... وهيدي نقطة أساسية لازم ننطلق منا لنقدر نتقبل الآخر".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم